تحتفل الكنائس الشرقية التي تتبع التقويم الغربي باثنين الرماد الذي به يبدأ زمن الصوم المبارك وهو دعوة للانقطاع عن العالم للانقطاع بالله وكلمته التي هي طعام للروح.
النقاط الرئيسية
- يعتبر الصوم مسيرة عبور الى الذات، الآخر والله، فهو ركن من اركان العبادة في الديانات كافة نظرًا لقيمته الروحية
- بدأ زمن الصوم الأربعيني لدى الطوائف المسيحية المشرقية التي تتبع التقويم الغربي
- شرح الأب مارون موسى أن الصوم المثمر هو ثلاثي الأبعاد في دعوة لعيش الصوم، الصلاة والصدقة
يعتبر الصوم هو مسيرة عبور الى الذات، الآخر والله، فهو ركن من اركان العبادة في الديانات كافة نظرًا لقيمته الروحية في الارتقاء عن ترابية الجسد الفاني والالتفات الى الروح والى الآخر وكأنه انقطاع عن العالم للانقطاع لله.
استهل الأب المشير مارون موسى المرسل اللبناني المدير الحالي لإذاعة صوت المحبة في لبنان والرئيس السابق لجمعية الآباء المرسلين اللبنانيين الموارنة في أستراليا حديثه عن أبعاد الصوم وأهميته في الحياة المسيحية قائلًا:
الصوم هو مسيرة حياة وعبور، والإنسان سوف يموت عاجلًا أم آجلًا مهما طالت أيامه ولكن بالإيمان يكون العبور من هذه الأرض الى الحياة الأبدية
أما عن رمزية اثنين الرماد الذي هو مدخل الصوم الأربعيني، يقول الأب موسى:
" الرماد هو علامة ان الرب يعبر فينا وبنا الى شاطئ الأمان كما عبر مع شعبه في العهد القديم".
شرح الأب موسى أن الصوم هو حاجة إنسانية منها يضبط المرء ذاته ويخرج من الانغلاق على والتركيز على حاجاته قائلًا:
"انها دعوة للتنبه الى الجسد الروحاني وليس فقط الجسدي الذي هو محور انتباهنا على مدار ال24 ساعة".
واشار الى أن الصوم المثمر يرتكز على أبعاد ثلاث وهي الصوم، الصلاة والصدقة، وإذا تم الاستغناء عن بعد من هذه الأبعاد يصبح الصوم عقيمًا وناقصًا ومنحصرًا في خانة الفعل الجسدي وحسب، واستند الى الكتاب المقدس قائلًا:
الصوم الذي يريده الرب أن تكسر خبزك للجائع
لذا فالصوم دعوة للعودة الى الذات حيث يسكن الله ومن الذات يكون الانطلاق نحو الآخر، وفي هذا الإطار يقول الأب موسى:
في الصلاة التقي الله، وفي الصوم انقطع عن مادية الجسد وانفتح على الله وفي الصدقة انطلق نحو الآخر
وختم مؤكدًا على ضرورة عيش الأخوة والتعاضد في كون هو بمثابة البيت المشترك للبشرية جمعاء قائلًا:
"إذا كان الكون بيتنا المشترك، كيف آكل أنا وأخي يجوع؟"
لمعرفة المزيد، اضغط على الملف الصوتي أعلاه.