"لا تخشوا الحديث عن الموت": سمر عون شخصية العام تروي قصتها مع المرضى في ساعاتهم الأخيرة

Daily News Roundup.jpg

شخصية العام البروفيسور سمر عون Credit: Samar Aoun

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

البروفسور والباحثة سمر عون هي أسترالية العام 2023 في ولاية غرب أستراليا، كما ترشحت لشخصية العام في أستراليا عامةً تكريماً لعملها الرائد في مجال العناية التلطيفية أو ما يعرف ب Palliative care التي تعنى بالأشخاص الذين يواجهون الموت في المراحل الأخيرة من حياتهم، فما هي قصتها وما الذي دفعها للعمل في هذا المجال؟؟


النقاط الرئيسية:
  • البروفسور الأسترالية اللبنانية سمر عون هي شخصية العام في غرب أستراليا لعملها الرائد مع من يواجهون الموت.
  • تدعو البروفسور عون إلى جعل الموت تجربة جيدة ومريحة.
  • الموت حدث اجتماعي ذو جانب طبي، وليس حدث طبي ذو جانب اجتماعي.
تشغل البروفيسور سمر عون اليوم الكثير من المناصب وأبرزها رئيسة قسم الأبحاث في مجال الرعاية التلطيفية في Perron Institute في جامعة غرب أستراليا، ورئيسة جمعية الأمراض الحركية العصبية MND في غرب أستراليا، كما أنها مؤسسة شبكة المجتمعات المتعاطفة Compassionate Communities Network ومديرة في مجلس الرعاية التلطيفية في غرب أستراليا.

لكن شغف البروفسور عون بهذا النوع من العمل له حكاية تعود فصولها لأسباب تمسها شخصياً.
Screenshot_20230209_160243_Outlook.jpg
Source: Supplied / Professor Samar Aoun
ورثت البروفسور سمر عون حبها لخدمة الآخرين والمجتمع من جدها الدكتور جورج عون الذي كان يخدم أبناء منطقته في شمال لبنان دون مقابل، ورغم صغر سنها عند وفاته إلا أن سمعته الطيبة التي كانت سائدة في كل مكان تركت أثراً كبيراً في نفسها.
أينما كنت أذهب سواء داخل لبنان أو خارجه، كان الناس يسألوني ما هي صلة القرابة بيني وبين الدكتور جورج عون عندما يعرفون اسم عائلتي، فترسخ هذا الانطباع في رأسي.
كما أن تجربة الحرب التي عاشتها سمر في لبنان كان له أثر كبير، إذ تقول أنهم كانوا يواجهون الموت كل يوم مما شكل لها صدمة، إذ كان الموت محتماً بطريقة لم يكن لهم فيها أي اختيار نتيجة الأحداث التعاسة في لبنان.
cWZr_w2g.jpg
Source: Supplied / Professor Samar Aoun
هاجرت سمر مع عائلتها الصغيرة إلى أستراليا عام 1992، إلا أن الحدث الأبرز حصل منذ أحد عشر عاماً في يوم أستراليا الوطني عندما تلقت سمر خبر وفاة والدها في لبنان.

تقول سمر أنه في ذلك اليوم اضطرت أن تعتذر عن ترؤس أحد اجتماعات العمل لكي ترتب أمورها وتحجز تذكرتها إلى لبنان. بعدما انتهت من هذه الأمور، عاودت الدخول إلى الإجتماع، وهنا كانت صدمتها عندما لم يسألها أحد من الموجودين الذين هم بمعظمهم عاملين في المجال الصحي عن شعورها بغد تلقيها الخبر الأليم، وأكملوا اجتماعهم وكأن شيئاً لم يكن.
وكانت المفارقة الأكبر التي اختبرتها سمر هي بعد وصولها إلى لبنان، فالمجتمع المحيط في منطقتهم اهتم بكل تفاصيل الجنازة، وغمرها بمشاعر الحب والعاطفة والكرامة مما خفف ألمها بشكل كبير.
عند عودتي في الطائرة فكرت أنه لا يجب ترك الموت للمجال الطبي، فالموت حادث اجتماعي ذو جانب طبي وليس حدث طبي ذو جانب اجتماعي.
تقول البروفسور سمر أنه بما أن الأمراض المستعصية لا علاج لها، يجب التخطيط والتحضير المسبق لما سيقبله الشخص من علاجات وما سيرفضه. وهنا يأتي دور الرعاية التلطيفية التي تعطي نوعية وجودة للحياة إلى حين أن يأتي الموت.
نحن نموت مرة واحدة فقط، لذا دعونا نجعلها تجربة جيدة.
لذا تشمل الرعاية التلطيفية جوانب نفسية وروحانية وليس جسدية فحسب. من هنا يجب التفكير مسبقاً في المحيط والشبكات الاجتماعية القادرة على الاهتمام بشؤون موتنا.
Doctor On Home Visit Discussing Health Of Senior Male Patient With Wife
Doctor On Home Visit Discussing Health Of Senior Male Patient With Wife Credit: Better Health Channel
ترى البرفسور عون أن الناس أصبحت تخجل من طلب الدعم، بينما هناك فئات أخرى تريد المساعدة لكنها تخشى ردة الفعل، لذا يجب على الفئتين أن يعملا سوياً لتحقيق الفرق.

من هنا تعمل البروفسور سمر على تشجيع الناس على التحضير للموت بطريقة مرتبة تتناسب مع قيمنا، والناس برأيها لا تخشى الموت وإنما تخاف الرحلة للوصول غلى الموت لأن الموت هو المحرمات التي يخشى الناس الحديث عنها، حتى أنهم يتوقفون عن زيارة الشخص المريض إذا اقترب موته وكأن الموت شيء معدي.
إن الحديث عن الموت لن يؤدي لموتك في اليوم التالي.
هذه الأمور تؤدي إلى انعزال الأشخاص الذين يقترب موتهم، ليس لعدم وجود العائلة والأبناء، وإنما بسبب انعدام الروابط العائلية والإجتماعية. لذا تشدد البروفسور سمر على ضرورة تعزيز الترابط الإجتماعي الذي هو أحد أبرز عوامل إطالة العمر.
Palliative Care
Woman holding senior woman's hand on bed Source: Getty / Getty Images
كما أشارت البوفسور عون إلى الفرق في التعامل مع الموت بن المجتمعات الشرقية والغربية. وما فاجئها أول قدومها إلى أستراليا هي مراسم العزاء التي يقيمونها هنا حيث يشربون الكحول ويقيمون ما يشبه حفلة صامتة. من هنا تساءلت أنه متى يحزن هؤلاء الأشخاص ويعبرون عن ما في داخلهم، لأن الكتمان قد يولد عوامل نفسية يطول أمدها.

من هنا ترى أن مراسم العزاء لدى المجتعات الشرقية ورغم أنه مبالغ بها أحياناً، إلا أنها غير سيئة من أجل أن يخرجوا ما في داخلهم، إذ يجب أن يتشارك المجتمع الحزن للتخفيف من وطأته.
كانت التجربة التي عاشتها البوفسور سمر عند موت والدها هي الشرارة لتأسيسها شبكة المجتمعات المتعاطفة Compassionate Communites Network التي تهدف إلى تعليم أي شخص أو عائلة أو مجتمع يفية التعامل مع الأشخاص الذين يواجهون الموت او لديهم أحد ضمن عائلتهم يواجه الموت أو مفجوعين بفقد أحد عزيز عليهم.
Ferros Care
Source: Getty / Getty Images
لذا تعمل مع فريق مختص على تنظيم برامج تثقيفية وتوعوية حول الموت لمعرفة ما يحدث عندما يقترب الموت وكيف يتم الإهتمام بالمشاكل الروحية والعاطفية التي يمر بها المريض. ويقوم متطوعون مروا بتجارب مماثلة بزيارة العائلات المحتاجة ويقدمون لهم المساعدة في أمور بسيطة كالتسوق وتحضير الطعام ولكنها تحدث فرقاً كبيراً.
أكثر ما تحتاجه هذه العائلات في هذه الفترة هو من يزورهم ويدردش معهم في هذ الفترة التي يعيش فيها هؤلاء الأشخاص مع الموت.
تقول البروفسور عون أن هذا العمل قلل من نسبة الدخول إلى المستشفى وقصر فترة بقاء المرضى في المستشفى لأنهم يعلمون ان هناك من يحبهم ويهتم لأمرهم في الخارج. كما لاحظ العاملون في مجال الرعاية التلطيفية فرقاً كبيراً في تقبل المرضى لوضعهم والتعامل معه براحة أكبر.

وتسعى البروفسور سمر إلى توسيع نطاق هذا البرنامج ليشمل ولاية غرب أستراليا بأكملها ومنها إلى أستراليا كلها.

يمكنكم الإستماع إلى اللقاء كاملاً في التسجيل الصوتي المرفق أعلى الصفحة.

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و و

توجهوا الآن إلى للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.

يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر  أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على 

يمكنكم أيضًا مشاهدة أخبار في أي وقت على SBS On Demand.

شارك