من المحاسبة إلى الفن: مروى تستخدم الرسم والموسيقى علاجاً للمسنين والنساء المعنَفات

Marwa.jpg

Source: Supplied / Marwa Abouzeid

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

لم تستهو مروى الأرقام، ولم تجد نفسها في مجال المحاسبة التي درسته وتخصصت فيه في مصر. ففتحت لنفسها باباً جديداً من خلال الرسم والموسيقى اللذين تعشقهما لتخدم فئات المجتمع الأكثر حاجة للدعم والمساعدة.


النقاط الرئيسية:
  • أصيبت مروى بصدمة واكتئلب شديد خلال الفترة الأولى في أستراليا.
  • لجأت إلى العمل التطوعي التي وجدت من خلاله تقديراً واحتراماً كبيراً وفتح لها أبواباً جديدة.
  • تستخدم مروى الرسم والموسيقى علاجاً للاجئين الجدد والمسنين والفتيات والنساء المعنفات ليتجاوزوا الصدمات التي مروا بها.
تركت مروى وطنها الأم مصر وتوجهت إلى الكويت بعد زواجها، حيث استقرت لمدة عشر سنوات وقامت برعاية عائلتها. لكن ما لبث زوجها أن حصل على عقد عمل في أديليد في جنوب أستراليا. هنا حان الوقت لهجرة جديدة إلى بلد جديد يختلف من جميع النواحي عن البلاد العربية التي عاشت فيها من قبل.

لم تكن شهور مروى الأولى في أديليد سهلة أبداً، فالتأقلم في هذا البلد الجديد لم يكن مهمة يسيرة، مما شكل صدمة لها من جميع النواحي.
marwa3.jpg
Source: Supplied / Marwa Abouzeid
تقول مروى، "وصلنا إلى أستراليا عام 2016، لم أكن أعرف أحداً، لم يكن لدي أي أصدقاء ومشكلة اللغة جعلت فهم الناس أصعب، إضافة إلى البعد عن الأهل وفرق التوقيت وصعوبة تكوين صداقات، كلها أمور جعلت الوضع صعباً في البداية".؟
كان زوجي يذهب للعمل وأولادي إلى المدرسة وكنت أبقى وحيدة في المنزل مما أصابني باكتئاب شديد.
لكن مروى قررت أن تنتفض على هذا الواقع العصيب التي كانت تمر به، فوجدت نافذة لها في العمل التطوعي بعدما تم رفض طلبات العمل التي كانت تتقدم بها نظرً لعدم وجود الخبرة وانقطاعها عن العمل سنوات طويلة.
marwa2.jpg
Source: Supplied / Marwa Abouzeid
تقول مروى بأنها لاحظت أن العمل التطوعي يتم احترامه وتقديره بشكل كبير في أستراليا، والجميع يقوم به. فبدأت حينها التطوع في المكتبة العامة والمراكز المجتمعية في منطقتها.
استمتعت كثيراً بالعمل التطوعي، وعلى الرغم أنه لا يوجد أجر مادي، إلا أن الأجر المعنوي والسعادة التي كنت أشعر بها لا تقدر ولا توصف.
من هنا استطاعت مروى أن تؤسس شبكة معارف كبيرة، وبنت لنفسها مصداقية في المجتمع، مما فتح لها آفاق العمل من جديد.

عملت مروى لمدة ثلاث سنوات موظفة مالية في إحدى الشركات الغير هادفة للربح كونها تحمل شهادة جامعية في مجال المحاسبة من بلدها الأم مصر.
marwa1.jpg
Source: Supplied / Marwa Abouzeid
لكن طوال هذه الفترة، كان هناك صوت خفي داخل مروى يقول لها أنها قادرة على إعطاء المزيد لخدمة المجتمع، فالأرقام لم تكن كل ما يستهويها. فاستمرت في العمل التطوعي إلى جانب عملها، وباتت تعمل مع الكثير من المؤسسات وأصبح لديها الكثير من الأصدقاء.
بعدما كنت وحيدة ولم يكن لدي أحد أتكلم معه، أصبح لدي أصدقاء من كل الجنسيات من خلال العمل التطوعي.
marwa7.jpg
Source: Supplied / Marwa Abouzeid
لكن آفاق مروى لم تقف عند هذا الحد، فكان الرسم والموسيقى اللذين تعشقهما وتتقنهما بوابتها لخدمة اللاجئين وكبار السن والنساء والفتيات المعنفات. من هنا أسست مروى عملها الخاص التي أطلقت عليه اسم Artvision، حيث تقوم بتنظيم دروس الرسم والعزف على آلة اليوكاليلي لهذه الفئات التي تعتبرها أكثر الفئات ضعفاً وبحاجة لمن يساعدهم ويسعدهم بأبسط الأمور.
استعملت العلاج بالرسم والموسيقى لإدخال الفرحة لقلوب الناس لكي ينسوا الصدمات التي مروا بها، ويخرجوا المشاعر السلبية.
marwa5.jpg
Source: Supplied / Marwa Abouzeid
لكن بعد أن حققت مروى كل هذه النجاحات، أخذت العائلة قرار الانتقال من أديليد إلى سيدني، فعاشت تجربة الهجرة والغربة من جديد ضمن البلد الواحد.

كانت الشهور الأولى في سيدني صعبة، فرفضت مروى الخروج من المنزل وأصيب باكتئاب للمرة الثانية بعدما شعرت أن كل ما بنته وحققته في أديليد ذهب مع الريح.
marwa10.jpg
Source: Supplied / Marwa Abouzeid
لكن مروى تعلمت الدرس من التجربة الأولى، ورغم أن التحدي أصعب في سيدني نظراً لارتفاع مستوى المنافسة، إلا كانت تدرك ما تريد هذه المرة.
بدأت أبحث عن عمل يتطابق مع مهاراتي وشغفي الذي هو بالدرجة الأولى العمل المجتمعي ومناصرة المرأة.
marwa9.jpg
Credit: Marwa Abouzeid
وبالفعل تمكنت مروى أن تجد عملاً مع مؤسسة Western Sydney Women التي تعنى بتعليم وتوجيه النساء المهاجرات على استغلال مهاراتهن في مجال العمل وكذلك الفتيات في المرحلة الثانوية للتطلع نحو العمل في الشركات والمؤسسات الكبرى في المستقبل.

كما أن شغف مروى بالعمل التطوعي جعلها تنخرط مجدداً مع Warrior Women Foundation كمرشدة للنساء والفتيات اللواتي تعرضن للعنف المنزلي، لكي يتخطين التجربة ويكتسبن الثقة بأنفسهن من جديد.
marwa4.jpg
Source: Supplied / Marwa Abouzeid
وبما أن الرسم والموسيقى هما الحب الكبير لمروى، فقد حرصت على أن تعاود البدء بعملها الخاص Artvision Creative Services في سيدني الذي استغرقها حوالي ستة شهور نظراً لاختلاف المتطلبات القانونية بين سيدني وأديليد. لكنها نجحت في تأسيس شراكات مع مؤسسات مجتمعية لتقديم دروس الرسم والموسيقى للفئات التي تتعاون معها هذه المؤسسات.

تأهلت مروى سابقاً للفوز بجائزة حاكم جنوب أسراليا للتعددية الثقافية عن فئة الفنون والثقافة. وهي اليوم عضو في لجنة الفنون في بلدية مدينة بلاكتاون، وعضو أيضاً في The Riverside Theatre Committee في مدينة باراماتا.
هذه المواقع تعطيني صوتاً لدى البلديات لإيصال احتياجات الجاليات المختلفة القادمة من شتى البلدان وكيف يمكن مساعدتها من خلال الفن.
استمعوا إلى القصة كاملة في التسجيل المرفق أعلى الصفحة.

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على وو

توجهوا الآن إلى للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.

يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر  أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على 

يمكنكم أيضًا مشاهدة أخبار في أي وقت على SBS On Demand.

شارك