"لا أعرف من أين يستوردونكم": هل يتعرض المهاجرون إلى التمييز بسبب لكنتهم في نطق اللغة الإنجليزية؟

Discrimination

Source: Unsplash/Bermix Studio

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

على الرغم من أن بعض اللكنات مثل الفرنسية قد تعتبر جميلة إلا أن اللكنة الأجنبية في الغالب ينظر إليها بشكل سلبي.


لم يكن علي البهنساوي يعرف أنه سيتعرض للتمييز العنصري في إحدى محال السوبر ماركت في شمال سيدني لمجرد حديثه في الهاتف مع صديق.


النقاط الرئيسية

  • على الرغم من أن بعض اللكنات مثل الفرنسية قد تعتبر جميلة إلا أن اللكنة الأجنبية في الغالب ينظر إليها بشكل سلبي
  • اللكنة الأجنبية تشير إلى شخص ما كعضو خارجي وليس جزءًا من دائرة المعارف المعتادة ويميل الناس إلى تفضيل الانضمام إلى جماعتهم
  • خلق بيئات أكثر تنوعًا حيث يتفاعل الناطقون الأصليون والمتحدثون بلكنات أجنبية بانتظام يمكنها المساعدة في مواجهة التمييز

يقول علي: "لاحظت أن هناك سيدة تنظر إلي باهتمام وبعدها بدأت تسألني من أين أنا وأنا مازلت أتحدث في الهاتف فأجبتها بأني من مصر."

استمرت السيدة في طرح الأسئلة فقام علي بانهاء المكالمة وبدأ في الرد على أسألتها.

"ظننت أن لديها فضولا فأجبت على أسألتها ولكني فوجئت بها تعلق على طريقتي في نطق اللغة الإنجليزية ووصفت لكنتي بأنها ثقيلة."

أخبرها علي بأن الإنجليزية هي لغته الثانية وأن كل الذين يتعاملون معه يرونها مفهومة ولكنها تحدثت بشكل غير لائق متسائلة "من "أين يستوردون أمثالكم" في إشارة عنصرية إلى المهاجرين الناطقين بلغات غير الإنجليزية في أستراليا.

علي وجد الوصف مهينا لأنه يجعل من المهاجر "سلعة" يتم استيرادها وليس شخصا يضيف إلى البلاد ولديه أحلام يريد تحقيقها.

يقول علي أنه منذ انتقاله إلى أستراليا في عام 2018 لم يتعرض لتجارب أخرى من هذا النوع.

الطريقة التي نتحدث بها تعكس ببساطة أصوات اللغة في البيئة التي نشأنا فيها لهذا لا ينبغي أن يكون لها أي أهمية اجتماعية.

لكن في الواقع يضع الناس قيمة كبيرة للكنات ويميزون ضد أصحاب اللكنات الأجنبية أحيانا.

على الرغم من أن بعض اللكنات مثل الفرنسية قد تعتبر جميلة إلا أن اللكنة الأجنبية في الغالب ينظر إليها بشكل سلبي.
تشير بعض الأبحاث إلى أن الناس يصنفون مندوبي المبيعات على أنهم أقل دراية وإقناعًا إذا كان لديهم لكنة معينة. كما أنه من غير المرجح أن يوصوا بشخص ما للتعيين أو الترقية إذا كان الشخص لديه لكنة أجنبية.

يبدو أن جزءًا من التحيز ينشأ من حقيقة أن اللكنة الأجنبية تشير إلى شخص ما كعضو خارجي وليس جزءًا من دوائرهم المعتادة ويميل الناس إلى تفضيل الانضمام إلى جماعتهم على أعضاء المجموعات الخارجية.

يبدأ هذا السلوك منذ الطفولة ربما لأنه إشارة مباشرة إلى ما إذا كان شخص ما مألوفًا وجزءًا من "مجموعتنا الاجتماعية".

يقول علي أنه لاحظ وجود ظاهرة في أستراليا لا توجد في الدول الأخرى التي عاش فيها.

"في أستراليا لدى الناس حرص شديد على معرفة من أين أتى الشخص الذي يبدو مختلفا."

يقول علي الذي عاش في كل من ألمانيا والولايات المتحدة لسنوات أنه لا يعرف سبب تلك الظاهرة التي لم يراها إلا في أستراليا.

"بمجرد سماع الناس لكنتك في نطق اللغة الإنجليزية يبدأون في التساؤل عن كيف اكتسبت تلك اللكنة."

إنه ليس مجرد تحيز

أظهرت دراسة أجريت حديثا أن الناس قد يميزون ضد المتحدثين غير الأصليين للغة حتى لو لم يكونوا أشخاصا متحيزين.

هذا لأنه قد يكون من الصعب فهم الكلام بلكنة أجنبية حيث يتم نطق الكلمات باستخدام أصوات غير مألوفة لا يتوقع دماغنا سماعها بما في ذلك اللكنات التي لا نراها بطريقة سلبية.

ويميل الناس إلى تصديق المعلومات بشكل أقل إذا كان من الصعب على عقلهم معالجتها.

خلال الدراسة صنف المشاركون نفس العبارات أنها على الأرجح صحيحة عندما قالها متحدث أصلي مقارنة بمتحدث بلكنة بولندية.

تقول هبة سمير وهي أم لطفلين وتعيش في ملبورن أنها قضت عامها الأول في أستراليا وهي تشعر بعدم الثقة في قدرتها على التواصل مع المتحدثين باللغة الإنجليزية.

"كنت أشعر بعدم الراحة عند الحديث مع الناس وتكرارهم سؤال ماذا؟ ماذا؟ ماذا تعنين؟"

زاد من توتر هبة تعرضها لموقف قام فيه أحد الأشخاص بالسخرية أمامها من لكنة المصريين في نطق اللغة الإنجليزية.

تشير أبحاث سابقة إلى أن التعرض للكنة يجعل من السهل فهمها وهذا ما أظهرته هذه الدراسة أيضا.

أظهرت نتائج الدراسة أن التعرض للكلام بلكنة بولندية قلل أيضًا من تحيز المشاركين ضد المتحدثين بها.

يشير هذا إلى أن مجرد زيادة التعرض للخطاب بلكنة أجنبية يمكن أن يقلل الصعوبات في معالجة اللهجة وبالتالي في التحيز.

لذلك يرى الكثيرون أنه من خلال خلق بيئات أكثر تنوعًا حيث يتفاعل الناطقون الأصليون والمتحدثون بلكنات أجنبية بانتظام يمكننا المساعدة في مواجهة أي تمييز غير واعي على أساس اللكنة.

في الوقت نفسه هناك حاجة إلى تغيير ثقافي.

بالإضافة إلى تعزيز التنوع يجب علينا جميعًا كخطوة أولى أن ندرك حقيقة أن لكل منا لهجته وهذا يعتمد ببساطة على أصوات البيئة اللغوية التي نشأنا فيها.

يقول علي: "لا أرى أني احتاج أن اتقن التحدث باللغة الإنجليزية بلكنة أسترالية. تحدثي اللغة الإنجليزية بلكنة مصرية يعكس جزء من هويتي ولا أحتاج لتغيير هذا حتى يعاملني الناس بشكل جيد."

استطاعت هبة مع مرور الوقت تجاوز شعورها بالقلق من تبادل الحوارات باللغة الإنجليزية.

"يجب علي الإندماج في المجتمع. كان علي أنت أتجاوز ذلك الشعور."

للاستماع للمقابلات كاملة الرجاء الضغط على الملف الصوتي أعلاه.

شارك