في يوم الحجاب العالمي، تجربة ام وابنتها: "ليس غطاء للرأس فقط بل للنفس، ومن لا تلبس الحجاب مؤمنة ايضًا "

IMG-20230131-WA0014.jpg

Mrs Hala Abboud Zaiour with her daughter Batoul

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

اتخذت السيدة هالة عبود زيعور، قرار ارتداء الحجاب عن قناعة فردية وداخلية في عمر الثامنة عشر، فكانت الابنة الشابة هي المحجبة الأولى داخل كنف العائلة الصغيرة. اليوم تحتفل الأم بابنتها بتول التي تقتدي بمثالها. في اليوم العالمي للحجاب، هل يبدأ ارتداء الحجاب سنوات قبل ارتدائه في تنشئة تجعل منه توقًا ومن ثم خيارًا حرًا وواعيًا؟ والى أي مدى تحتضن استراليا المتعددة الثقافات كل تعبير إيماني؟


النقاط الرئيسية:
  • اختارت هالة عبود زيعور أن ترتدي الحجاب في عمر 18 سنة عن خيار حر مبني على قناعة راسخة وواعية
  • اقتدت الابنة بتول بمثال الوالدة والجدة فلبست الحجاب بفخر في التاسعة من العمر
  • تعتبر الأم والابنة أن ارتداء الحجاب هو تتويج للإيمان ولم يمثل أي عائق لهما في استراليا التي تقدر الحجاب وتحترم التنوع
من الأم، الى الابنة فالحفيدة، والحجاب خيار القلب والعقل، وغطاء الروح والنفس قبل الرأس.

يحتفل بيوم الحجاب العالمي في الأول من شباط/ فبراير فيما يقرب من 116 دولة، حيث تدور فعاليات اليوم حول محاولة رفع الوعي حول الحجاب وتعميق فهم الآخرين عنه وتعزيز التسامح الدين.

التقى برنامج “Good Morning Australia” السيدة هالة عبود زيعور، لتتحدث عن تجربتها الخاصة مع قرار ارتداء الحجاب.
السيدة زيعور وهي من أصل لبناني وتعمل كأستاذة لغة انكليزية للطلاب الدوليين، كبرت في جو يشجع على المعرفة في مختلف جوانبها ومنها المعرفة الدينية، فانفتح قلبها على ارتداء الحجاب الذي يعتبر فريضة تمثل قدسية روحية بالنسبة لها.

يمثل الحجاب لزيعور رمزًا للعفة والايمان، وحماية للمرأة يفرض احترامها واكتمالًا لعيش الايمان الإسلامي، الا أنه ابعد بكثير من غطاء للرأس بالنسبة لها اذ تقول:

هناك فهم خاطئ للحجاب وعدم معرفة حول جوهره. إنه ليس غطاءً للرأس فقط، بل للنفس

كانت اللحظة المفصلية والحاسمة بالنسبة لزيعور في عمر الثامنة عشر، اذ تقول:
" كنت متعطشة لارتداء الحجاب، ولكن ورغم رفض الوالدة لقراري، كنت ناضجة لاتخاذه في عمر ال18 سنة".
لم تواجه زيعور خلال عيشها في استراليا، بلد التعددية الثقافية، أي موقف سلبي يحمل شكلًا من اشكال التمييز تجاه كونها محجبة، بل بالعكس تقابل في كامل الاحترام. في هذا الإطار تقول:


أعمل كمدرسة في وسط المدينة واختبر كم تقدر استراليا الحجاب وانا افتخر بحجابي

تجيب زيعور بانفتاح على أسئلة طلابها عن رمزية الحجاب، وتشرح لهم حين تسأل قائلة:

" أحد طلابي من أميركا الجنوبية سألني عن الغطاء الذي اضع على رأسي، وشرحت له عن الحجاب ومعانيه وكونه فرض ايماني".

وعما إذا ما كانت المرأة غير المحجبة أقل تمرسًا في الحياة الايمانية تقول زيعور:


المرأة تتوج ايمانها بالحجاب، ولكن من لا تلبس الحجاب مؤمنة ايضًا. هناك نساء محجبات النفس وليس الرأس
لعبت زيعور دورًا كوالدة في تنشئة بناتها على فهم معاني الحجاب والرغبة لارتدائه، فكانت القدوة لابنتها بتول البالغة من العمر 17 سنة وحاليًا تكمل تعليمها الثانوي.

IMG-20230131-WA0013.jpg
Hala Abboud with her mother Hind and grandmother, three generations of women who proudly wear the Hijab.
تقول بتول:
" منذ صغري تنشئت لاستقبال الايمان وأحببت الحجاب ولبسته في احتفال التكريس وسط الزفة والأناشيد الدينية".

وأما عن لحظة ارتداء الحجاب في حفل كبير في عمر التاسعة، تقول بتول:

شعرت بأنني اميرة لحظة ارتداء الحجاب وكأنه اكليل على رأسي
لم تواجه بتول أي صعوبة في التعبير عن ايمانها كشابة في مجتمع متنوع كأستراليا، ولم تقف حتى اللحظة في مواجهة متمردة مع ذاتها والمجتمع اذ تقول:

" كلما أكبر، يكبر حس الايمان وحب الحجاب".

 ورغم اقتدائها بالسيدة فاطمة والسيدة مريم، الا أن بتول تقتدي بوالدة هي المثال الأعلى للابنة الشابة، اذ تقول:

افتخر بأمي لأنها محترمة ومؤمنة وكانت المثال الأروع للمرأة المحجبة

وبدوره أكد مفتي عام أستراليا الشيخ الدكتور إبراهيم أبو محمد أن الإيمان الذي يشكل كبرى القضايا اليقينية في حياة المسلم لا يؤسس إلا عن قناعة ورضى، ومن ثم لا يمكن أن يقبل أو يعتبر إيمان المكره، لأن الإكراه يتحكم في الظاهر والإيمان قضية باطنية تقوم على قناعة يقينية لا تنحل أبدا، وبذلك كل الفرائض في الاسلام، هي فرض على المؤمن، ولكن على كل فرد ان يأخذ خياره الشخصية بإطاعتها إذا لا إكراه في الدين.


اذًا شرح أن موقع الحجاب كفريضة دينية يقع ضمن منظومة تشريعية تنظم حياة الإنسان المسلم بشكل عام ويشترك في العلم بها والوعي بمكانتها ورعاية تطبيقها وممارستها المرأة والرجل والأسرة والمجتمع كل بحسب موقعه ومسؤوليته، لذا لا يمكن اعتبار ارتداء الحجاب ممارسة ثقافية، بل هو فريضة، والفرائض ليست اختيارية على المؤمن.


نشير الى أنه تم الاحتفال لأول مرة باليوم العالمي للحجاب في عام 2013، حيث جاءت الفكرة من "ناظمة خان" التي تقيم في ولاية نيويورك الأمريكية وفي هذا اليوم تكون الدعوة لجميع الفتيات المسلمات وغير المسلمات للبس الحجاب ومعرفة انطباعاتهم عن ذلك، حيث شاركن العام الماضي فتيات من 50 دولة حول العالم ليترفع هذا العام عدد الدول المشاركة إلى 116 دولة.

هل يجب أن يلبس الحجاب في عمر موحد ام هناك لحظة جهوزية روحية خاصة لارتدائه في حياة كل امرأة؟

الإجابة في الملّف الصوتيّ أعلاه.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على

أكملوا الحوار على حساباتنا على و و

شارك