شابة لبنانية تحجبت بملء حريتها: "لا تجبروا أي صبية على هذا القرار، يجب ان تكون بذاتها جاهزة ومقتنعة به

Asma Chaouk

Lebanese-Australian mother Asma Chaouk speaks about her personal decision to wear the Hijab. Source: Asma Chaouk

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

في اليوم العالمي للحجاب، شاركت الشابة اللبنانية أسمى شوك عن مشاعر الفخر باتخاذها قرار ارتداء الحجاب عن حرية داخلية وقناعة دون أي اكراه.


يحتفل بيوم الحجاب العالمي في الأول من شباط/ فبراير فيما يقارب من 116 دولة، حيث تدور فعاليات اليوم حول محاولة رفع الوعي حول الحجاب وتعميق فهم الآخرين عنه وتعزيز التسامح الديني.


النقاط الرئيسية:

  • اختارت أسمى شوك أن ترتدي الحجاب في عمر 14 سنة عن خيار حر مبني على قناعة راسخة وواعية.
  • تنصح الأهل بخلق جو وعي ديني دون فرض هكذا قرار على أي صبية
  • تعتبر شوك أن ارتداء الحجاب عن حرية عميقة يعزز الثقة بالنفس اما من يجبر عليه، فلن يشعر بالرضى

وصلت اللبنانية أسمى شوك الي أستراليا منذ خمي سنوات وهي تعمل في مجال التسويق الالكتروني. شاركت أسمى أس بي اس عربي عن قرارها الشخصي دون أي ضغط عائلي بارتداء الحجاب اذ تقول شوك:
ربيت في عائلة تحترم خياراتنا. لم يطلب مني يومًا ارتداء الحجاب في عائلتي بل أنا من اتخذت القرار محبة به من قلب قلبي
كبرت شوك في جو يشجع على المعرفة الدينية وتعلم أصول الدين ومفاهيمه الصحيحة، ومثال الوالدة كان يحتذى به بالنسبة للابنة الشابة، ورغم أن فترة المراهقة تتسم بتمرد المراهق على ذويه وعلى العادات المجتمعية، الا أن المراهقة أسمى شعرت بفراغ داخلي وشوق لملء هذا الفراغ بارتداء الحجاب قائلة:

"كنت أشعر أن هناك ما ينقصني، وكنا دائمًا نسعى لعيش ديننا بشكل أكمل فاتخذت هذه الخطوة بثقة كبيرة".

أي قرار يؤخذ عن وعي وبحرية شخصية، يكون ناضجًا ويعاش بثقة وقناعة راسخة لذا تقول شوك:

"لا تجبروا أي صبية على أخذ هذا القرار بل اتركوا الخيار لها. يجب ان تكون جاهزة ومقتنعة به".
وتابعت قائلة:
لن يشعر أي انسان بالرضي إذا اجبر على أخذ أي قرار
تشعر الشابة أسمى شوك بفخر، بثقة وقوة لأنها هي من اتخذت هذا القرار بكامل إرادتها. قرارها قوبل بفرح العائلة حتى ان الوالدة أقامت احتفالًا لابنتها للتعبير لها عن مشاعر الفخر.

وعما إذا ما كان الحجاب فريضة دينية أم ثقافة تنطلق من دعوة الدين الإسلامي وكل الأديان الى الحشمة تقول شوك:

"أعتبر أن الحجاب هو فريضة دينية انطلاقًا من ثقافتي الدينية، فهو كمال وفريضة دينية وأنا فخورة بأنني امرأة مسلمة ومحجبة في هذا المجتمع المتنوع".

  لم تواجه شوك خلال عيشها في استراليا، بلد التعددية الثقافية، أي موقف سلبي يحمل شكلًا من اشكال تمييز تجاه كونها محجبة. وفي هذا الإطار تقول:

"لم أتعرض قط للمضايقات. في كل طائفة هناك أشخاص يحملون تعصبًا ولكنهم يمثلون ذواتهم".

وبفخر تدعو كل صبية محجبة للافتخار بقرار ارتداء الحجاب قائلة:
افتخري بحجابك وكوني قدوة وفخرًا لدينك المسلم
وختمت موجهة نصيحة للأهل قائلة:

"أرجوكم لا تجبروا بناتكن على ارتداء الحجاب. الخيار يجب أن يكون لهنّ، أما أنتم فكونوا القدوة الصالحة وقدموا المشورة".

وبدوره أكد مفتي عام أستراليا الشيخ الدكتور إبراهيم أبو محمد  أن الإيمان الذي يشكل كبرى القضايا اليقينية في حياة المسلم لا يؤسس إلا عن قناعة ورضى، ومن ثم لا يمكن أن يقبل أو يعتبر إيمان المكره، لأن الإكراه يتحكم في الظاهر والإيمان قضية باطنية تقوم على قناعة يقينية لا تنحل أبدا، وبذلك كل الفرائض في الاسلام، هي فرض على المؤمن ولكن على كل فرد ان يأخذ خياره الشخصية باطاعتها إذا لا إكراه في الدين.

اذًا شرح أن موقع الحجاب كفريضة دينية يقع ضمن منظومة تشريعية تنظم حياة الإنسان المسلم بشكل عام ويشترك في العلم بها والوعي بمكانتها ورعاية تطبيقها وممارستها المرأة والرجل والأسرة والمجتمع كل بحسب موقعه ومسؤوليته، لذا لا يمكن اعتبار ارتداء الحجاب ممارسة ثقافية بل هو فريضة، والفرائض ليست اختيارية على المؤمن.

بدوره أضاء بروفسور أحمد شبول، الرئيس المؤسس لقسم الدراسات العربية والإسلامية السابق في جامعة سيدني، على البعدين التاريخي كما الاجتماعي لممارسة تغطية الرأس التي تعود إلى الأيام القديمة وكانت معروفة في العديد من الثقافات عبر التاريخ ولم تقتصر على ممارسة النساء فحسب، بل تم تطبيقها أيضًا على الرجال. أشار شبول إلى أن تغطية الرأس تظهر في الديانات التوحيدية الثلاث قائلًا:

"على الرغم من أن هذه الممارسة أكثر وضوحًا في المجتمعات الإسلامية، لكنها ارتبطت أيضًا باليهودية كما المسيحية، لكنها استمرت في مظاهر مختلفة، سيما مع المرأة باعتبارها الممارسات التقليدية لهذه الديانات التوحيدية الثلاثة."

وأوضح أن غطاء الرأس والشعر يختلف عن غطاء الوجه قائلًا:

"في الأصل كان المقصود من الحجاب أن يكون وسيلة لعزل النساء، كممارسة اجتماعية من قبل الرجال بهدف حماية المرأة. أعتقد أن هذا هو السياق الاجتماعي الأصلي لـ "الحجاب" كما ورد في القرآن الكريم".

وختم موضحًا أن بعض النساء المسلمات المتعلمات تختار في الوقت الحاضر تغطية رؤوسهن، وليس وجوههن، من منطلق الاقتناع الشخصي، وربما أيضًا كوسيلة للتعبير عن الهوية الثقافية قائلًا:
لا أعتقد أنه يجب على أي شخص أن يفرض على المرأة ما تختار أن ترتديه أو لا ترتديه
نشير الى أنه تم الاحتفال لأول مرة باليوم العالمي للحجاب في عام 2013، حيث جاءت الفكرة من "ناظمة خان" التي تقيم في ولاية نيويورك الأمريكية وفي هذا اليوم تكون الدعوة لجميع الفتيات المسلمات وغير المسلمات للبس الحجاب ومعرفة انطباعاتهم عن ذلك، حيث شاركن العام الماضي فتيات من 50 دولة حول العالم ليترفع هذا العام عدد الدول المشاركة إلى 116 دولة.
لمعرفة المزيد، اضغط على الملف الصوتي أعلاه.


شارك