ساعد مسافراً في مطار عمّان فردّ الجميل بمنحه تأشيرة هجرة إلى أستراليا في 45 يوماً

Michael Hadad

هاجر ميخائيل حداد مع عائلته إلى أستراليا في عام 1987 Source: ميخائيل حداد

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

هربا من "المحسوبيات" في بلده قرر الهجرة الى أستراليا بعمر الخمسين .


جاء مهاجرا من الأردن في عمر الخمسين عاما. قادته الصدفة، ليحصل على فيزا الهجرة إلى أستراليا خلال 45 يوما، ليأخذ قرار الهجرة ويحقق حلمه بتعليم ابنه تعليما أفضل، ويؤسس مستقبلا له ولعائلته في سيدني.


 النقاط الرئيسية:

  • هاجر إلى أستراليا وعمره 50 عاما
  • كتب في الصحافة الاسترالية العربية أما في الدول العربية فالخطوط الحمراء كثيرة
  • سيدني في الثمانينيات كانت صغيرة وبيوتها من (الفايبرو) وبالكاد تتحمل الرياح

 جال بلاد العالم بحكم طبيعة مهنته في إدارة الفنادق وخدمة العملاء في مطار الملكة علياء الدولي وفي إدارة المستشفيات متنقلا في مراكز إدارية عليا في بلده الأردن وبلاد عربية مختلفة.

يسرد ميخائيل حداد قصة هجرته لـ إذاعة أس بي أس عربي 24 قائلا " إنه كان يعمل مسؤولا لخدمات الركاب في مطار الملكة علياء الدولي ليصادف راكبا أستراليا يعاني من مشكلة بسبب محتويات في أمتعته، فقام بواجبه المهني والإنساني وحلها بكل هدوء."

لكن الراكب الأسترالي أصر على طلب الحصول على هاتف ميخائيل فأعطاه الرقم بتردد.
واكتشف أن المسافر كان أحد مسؤولي السفارة الأسترالية بعد أن أرسلت السفارة له خطاب شكر على حُسن تعامله. لاحقا، دعته السفارة في مناسباتها المتعددة، ومن باب المجاملة ورد الجميل دعا أعضاء السفارة للعشاء في منزله ليلتها حدثت اللحظة الفارقة في حياته.

يتذكر ميخائيل ذلك اليوم جيدا ساردا التفاصيل بقوله" كان هو وزوجته وابنه وابنته في استقبال أعضاء السفارة في منزله الجميل الكبير بموقعه المميز في عمان، وأثناء العشاء سأله مسؤل السفارة عن أبنائه ودراستهم، فأخبره ميخائيل أن ابنته الكبرى أماني تدرس العلوم السياسية والاقتصاد في الجامعة وابنه فيصل بانتظار نتائج الثانوية العامة".

في هذه الأثناء، عرض عليه موظف السفارة متسائلا لما لا يُهاجر إلى استراليا ليكمل الأبناء التعليم هناك ويؤمن مستقبلهم التعليمي والمهني. ويصف ميخائيل تلك اللحظة" لم آخذ الموضوع بجدية كوني في مركز مهني جيد ولست بحاجة مادية للهجرة " وعمره في ذلك الوقت 50 عاما.

إلا أن موقفا حدث بعد ذلك بوقت بسيط غيَّر مصير حياته وهو "نجاح ابنه في الثانوية العامة بمعدل عال يؤهله لدراسة الحقوق، لكن الجامعة لم تقبل ابنه بسبب أن معدله لايؤهله للدخول لتخصص الحقوق رغم أن من حصلوا على معدلات أقل بكثير انتسبوا إلى  نفس التخصص بسبب الواسطة والمحسوبية وهذا الأمر أشعره بالظلم والألم".
ميخائيل حداد شابا
ميخائيل حداد في مرحلة الشباب - قصة هجرتي Source: suppliedby ; Micheal Hadad
تشاور مع زوجته وتقدم بطلب الهجرة إلى السفارة الأسترالية من باب التجربة فقط بناء على طلب أصدقائه من أعضاء السفارة وحصل عليها خلال 45 يوما فقط. وبعدها بدأت رحلة الهجرة إلى استراليا.

يقول ميخائيل "وصلنا سيدني يوم 2 سبتمبر أيلول عام 1987 كان الجو ربيعا وسيدني مغمورة باللون الأخضر وألوان الورود الزاهية، واصفا لحظة الاستقبال في المطار "كان في استقبالنا أقاربي وهم كثر في سيدني".

ويضيف أن زيارته الأولى كانت تفقدية لبدء تعليم ابنه الذي قبلته إحدى الجامعات الاسترالية بدون أي عقبات، وبقي في حيرة من أمره بين الاردن حيث عمله وابنته التي تكمل الماجستير في العلوم السياسية وبين البقاء مع زوجته وابنه في سيدني  إلى أن أخذ قرار البقاء في سيدني بمجرد انتهاء ابنته من دراستها في الأردن .
وفي رحلة الاستقرار والبحث عن عمل في عمر الخمسين أوضح ميخائيل " لم أكن بحاجة للبحث عن عمل لأنني كنت في وضع مالي جيد جدا"، لكن رغبة منه في العمل في نفس المجال تقدم لأكثر من وظيفة في إدارة الفنادق والمستشفيات في سيدني ودائما ما كان يقابل بالرفض.

إلى أن صارحه أحد المدراء في إحدى الشركات قائلا له" مؤهلاتك عالية وخبرتك كبيرة وتوظيفك تهديدٌ لمواقعنا". بعدها افتتح مطعما للأكلات الإيطالية في سيدني لمدة سبع سنوات، وليبدا مشروعا صغيرا آخر للبقالة الذي أغلقه لاحقا لعدم التفرغ، ليبدأ مع ابنه في تأسيس مكتب للإستيراد والتصدير.
ميخائيل حداد في إحدى  مناسبات الجالية
ميخائيل حداد في إحدى مناسبات الجالية Source: supplied by: Michael Hadad
وعن مسيرة حياته بعد ذلك، يقول:" بقيت مشرفا على أعمالنا الخاصة إشرافا فقط، و تعرفت لاحقا على عميد الصحفيين في ذلك الوقت المرحوم بطرس عنداري وبدأت كتابة مقالات متنوعة من وحي الواقع الأسترالي والعالم العربي ".

وفيما إذا كانت هذه الموهبة مخفية في البلد الأم وظهرت فجأة في المهجر قال حداد " كتبت مقالات كثيرة في الأردن لكبرى الصحف الأردنية ودائما يتم رفضها بسبب الخط التحريري المتحفظ في الصحافة العربية، خاصة وانني صريح في فكري وآرائي" .

ويضيف "تربطني علاقات متينة مع صحف المهجر في أستراليا مثل صحف المستقبل، النهار، التلغراف والهيرالد، موضحا أن "الصحافة في أستراليا تتمتع بحرية أكبر، لكن تبقى الصحافة العربية لها توازناتها وتجاذباتها". 

وبين أستراليا اليوم والأمس، يقول حداد"سيدني في الثمانينيات كانت صغيرة وبيوتها من (الفايبرو) والخشب وبالكاد تتحمل الرياح وسكانها من ثقافات مختلفة والجالية العربية في الثمانينات كانت متنوعة موضحا أنه لاحظ أن أغلبية الجالية في ذلك الوقت من لبنان ثم مصر.

وعن سيدني الآن يقول " اتسعت مساحتها، والجالية العربية كبرت كثيرا، لكن الجالية الأردنية قليلة جدا في أستراليا  بسبب عدم وجود ثقافة الهجرة لدى الاردنيين إضافة إلى أن الهجرة عند الأردنيين ليست جماعية".        

ومابين الاردن واستراليا يوضح" الأردن في القلب والوجدان، وجذوري مازالت هناك، وإن هربنا جسديا من الأردن فهي لاتهرب منا وجدانيا، فأجمل ما في الأردن هو الترابط العائلي. أما أستراليا، فأجمل ما فيها أن القانون يسري على الجميع وكل صاحب حق يأخذه مهما كان ومن يكون".

وفيما إذا كان قد ندم على قرار الهجرة قال:"لست نادما على قرارالهجرة" ، ناصحا المهاجر الجديد بضرورة تعلم اللغة الانجليزية وفهم القوانين الأسترالية وضرورة الالتزام بها.

للاستماع لقصة هجرة المهاجر الأسترالي الأردني ميخائيل حداد يمكنكم الضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.


شارك