هبوط غير مسبوق في الاستثمارات الصينية في أستراليا مع تدهور العلاقات بين البلدين

Supporters wave flags during the visit of Li Keqiang, Premier of the State Council of the People'€™s Republic of China to Parliament House in Canberra, Australia, Thursday, March 23, 2017. (AAP Image/Sam Mooy) NO ARCHIVING

File photo Source: AAP

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

العلاقات الديبلوماسية المضطربة بين أستراليا والصين أدت في هبوط سريع في ثقة المستثمرين الصينين، حيث تراجعت الاستثمارات الصينية بما يقرب من 50 بالمئة خلال عام


انخفضت قيمة الاستثمارات الصينية في أستراليا بنسبة 47 % في عام واحد مع ارتفاع حدة التوتر في العلاقات الديبلوماسية. حيث تراجعت من 4.8 مليار إلى 2.5 مليار بين عامي 2018 و2019

وبينما تُعْتَبر الصين أحد أكبر المستثمرين خارج الصين على الصعيد العالمي، تعتمد أستراليا  بشدة على الاستثمار الخارجي لتنمية اقتصادها، ومع تدهور العلاقات السياسية والديبلوماسية بين البلدين لم تعد أستراليا تشكل المكان المناسب للاستثمارات الصينية.


النقاط الرئيسية

  • تراجع الاستثمارات الصينية إلى مستويات غير مسبوقة
  • تدهور العلاقات الديبلوماسية بين البلدين
  • مسؤولية في الخارجية الأسترالية تؤكد على ضرورة وقوف أستراليا بوجه الصين

 قال باحثون من الجامعة الأسترالية الوطنية أن الاستثمار الصيني في أستراليا قد هبط للسنة الثالثة على التوالي، وكان قد وصل في ذروته في عام 2016 حيث صرف المستثمرون الصينيون 15.8 مليار دولار في أستراليا. وتَراجَع الاستثمار الصيني في قطاع التعدين والموارد كما في شراء العقارات.

ومقارنة مع الاستثمار الصيني في مناطق أخرى من العالم وجد الباحثون ان الاستثمار الصيني تراجع بنسبة 9.8 % على الصعيد العالمي، مقارنة مع 47% في أستراليا في الفترة نفسها.

 واليوم حذرت واحدة من أكبر الديبلوماسيين الاستراليين من العلاقات المتدهورة مع الصين. فلقد صرحت السيدة فرانسس أدامسون التي تشغل الآن منصب سكرتيرة وزارة الخارجية والتجارة، وعملت في السابق كسفيرة لأستراليا لدى الصين، صرحت بالقول أنه من المهم الآن وأكثر من أي وقت مضى الوقوف بوجه القُوة الآسيوية العظمى.

 وقالت السيدة أدامسون  في حديث صحفي "ينبغي على أستراليا، ويتوجب على أستراليا،  أن تدافع عن مصالحها، لأنها إن تقم بذلك فنحن في منزلق خطير". وأضافت بأن مواجهة الصين أثناء أزمة كورونا قد أدت إلى أكثر التحديات الديبلوماسية صعوبة لأستراليا منذ جيل".
وأضافت أدامسون بأن الصين تعمل على تأكيد نفسها في منطقة المحيط الهندي والهادئ، وفي العالم بطرق تلائم مصالحها ولا تلائم دولا مثل أستراليا. 
mining
المواد الأولية هي من إحدى المواد المهمة للصين Source: SBS
وكما هو معروف أصبحت العلاقات متوترة بين البلدين بسبب عدد من القضايا:  ففي الأيام القليلة الماضية، كان هناك قضية الصحافيين. حيث اضطر اثنين من الصحافيين الاستراليين  للهروب  السريع من الصين الأسبوع الماضي، واحتجاز إعلامية أسترالية وهي Cheng Lei في بيجين. وقد اعتبرت الصين أن الصحافيين يشكلون تهديدا للأمن القومي الصيني.  كما واتهمت وسائل اعلام صينية رسمية وكالات الأمن الأسترالية بمداهمة منازل صحافيين صينيين يعملون في استراليا ومساءلتهم. 
ويأتي هذا التوتر بعد تصاعد التوتر التجاري بين البلدين، مع قيام الصين بفرض ضرائب وقيود على المنتجات الاسترالية ومنها لحم البقر والشعير والنبيذ.  وتعتبر الصين الشريك التجاري الأكبر لأستراليا بالنسبة للسلع والخدمات، بما معدله 26% من التجارة الأسترالية. وقد وصلت التجارة بين البلدين 235 مليار في عام 2018 ، بارتفاع نسبته 20.5 %  ويبقى الحديد الخام  من المواد الأعلى طلبا.  

جدير بالذكر أن موقع Smart Traveller التابع لوزارة الخارجية يحذر الأستراليين من السفر إلى الصين منذ 28 آب أغسطس الماضي.

ويقول الباحث في الاقتصاد الفيزيائي سليمان يوحنا في حديث مع SBS Arabic24 إن المصلحة الأسترالية العليا توجب إنقاذ الاقتصاد لأنه في حالة تدهور الاقتصاد فإن مئات الآلاف من الناس سوف يتأثرون. وعبر يوحنا عن اعتقاده بأن العلاقات يمكنها أن تعود إلى سابق عهدها "إذا كانت هناك نية صادقة بتحسينها من قبل الجانبين". 

وأضاف "من مصلحة الصين أن تكون علاقتها جيدة مع أستراليا لأننا أكبر مصدر لهم، وكانوا يأملون بأن تغير أستراليا من خطابها تجاه الصين."

لكن على الرغم من تدهور العلاقات بين أستراليا والصين (وهي أكبر شريك تجاري لها) بشكل سريع هذا العام فإن صادرات خام الحديد قد ارتفعت بنسبة 8 في المائة خلال النصف الأول من العام.
Prime Minister Scott Morrison is concerned an Anti-Dumping Inquiry by China will risk a $1bn industry.
China is accusing Australia of dumping cheap wine in the country, to undercut local producers. Source: AAP
وقد توترت العلاقات بين البلدين بسبب مواقف أستراليا المتشددة من الصين فيما يتعلق بتوغلاتها في بحر الصين الجنوبي والتحقيقات في مصدر تفشي COVID-19 والتعامل معه، مما أدى إلى رد الصين من خلال ما يعرف ب دبلوماسية الجيب.

لكن على الرغم من قيام الصين بفرض رسوم جمركية ضخمة على الشعير الأسترالي، وحظر بعض لحوم البقر الأسترالية ، والقيود المفروضة على الفحم ، والتحقيق في النبيذ، فإن الصين لا تزال بحاجة للحديد الخام لاستكمال مشاريع البنى التحتية والإسكان الضخمة، والتي تشكل حافزا لإبقاء ثاني أكبر اقتصاد عالمي.

ويقول خبراء التجارة إن الصين يمكنها فقط الحفاظ على موقفها التجاري العدواني الحالي لفترة قصيرة قبل الإضرار باقتصادها

استمعوا إلى اللقاء كاملا تحت المدونة الصوتية في أعلى الصفحة 

 

 


شارك