أقرت الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية في اجتماعها السنوي الذي انعقد مساء الثلاثاء في جنيف بالإجماع قرارا يدعو إلى تقييم محايد وشامل ومستقل للاستجابة التي أبدتها منظمة الصحة العالمية في مواجهة فيروس كورونا.
وقد رحبت الحكومة الأسترالية بتمرير القرار وقالت وزيرة الخارجية ماريز باين، ووزير الصحة غريغ هانت إن أستراليا كانت منذ البداية واضحة بدعوتها لإجراء مثل هذه المراجعة.
- الصين ليست خائفة من التحقيق
- العلاقات الثنائية في تدهور لكن الروابط وثيقة
- تعقب أصل فيروس كورونا يجب أن يتم عبر هيئات مختصة بعيدا عن السياسة
على الرغم من موافقة الصين على قرار منظمة الصحة العالمية، فإنها قابلت الموقف الأسترالي برد فعل غاضب، حيث اتهمت أستراليا بالإقدام على "خطوة غير مسؤولة للغاية ذات دوافع سياسية" وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "إن الصين ترفض المناورة السياسية حول الوباء، وإن هذا العمل هو عمل غير لائق ولن يكسب قلوب الناس ولن ينجح".
وفي رده على ذلك قال وزير التجارة الأسترالي سايمون برمنغهام إنه لن ينجر إلى ما أسماه "مناورات سياسية رخيصة بسبب كوفيد 19، ولن يقدم على تدابير انتقامية.
وفي حديث مع SBS Arabic24 قال الصحفي الصيني لي قانغ، الذي يتحدث العربية، إن ما قامت به الصين من تعليق لأستيراد اللحوم الأسترالية وفرض تعرفة باهضة على الشعير الأسترالي لم يأتِ كعقاب لأستراليا على موقفها الذي دفع باتجاه إجراء تحقيق بنشأة فيروس كورونا في الصين.
"قرار تعليق استيراد اللحوم جاء على أساس فني، أما بالنسبة للشعير فجاء القرار الصيني من أجل مكافحة سياسة الإغراق".
وكانت الصين قررت فرض ضرائب على الشعير الأسترالي تبلغ 80 % على فترة خمس سنوات، مما سيؤدي إلى خسارة 600 مليون دولار هذا العام.
وقال الصحفي لي قانغ إن الصين تعتقد أن هناك علاقة متينة مع أستراليا ضمن العلاقات الاستراتيجية الشاملة، وأن العلاقات الثنائية شهدت تطورا كبيرا في كل المجالات منذ بدء العلاقات الديبلوماسية بين البلدين في عام 1972.
وعبّر عن محبته لأستراليا ولديه زملاء يدرسون فيها لكنه أسف لرؤية العلاقات في تدهور الآن.
وتعد الصين الشريك التجاري الرئيسي لأستراليا حيث بلغ الميزان التجاري بين البلدين 183 مليار دولار أستراليا في عام 2017 بين استيراد وتصدير، لكن الخلاف بين تصاعد عندما استبعدت أستراليا شركة هواوي الصينية العملاقة للاتصالات من بناء شبكة 5G على أراضيها مخافة احتمالات تجسس.
ويُتوقع أن يؤدي قرار الصين بتعليق استيراد لحم البقر من أربعة مسالخ أسترالية إلى خسارة 35 بالمئة من المبلغ الإجمالي لتصدير لحم البقر الى الصين هذا العام والذي يقدر ب 3 مليارات و500 مليون دولار.
أما قرار زيادة الضرائب على الشعير فسيكبد المزارعين الاستراليين خسارة قدرها 600 مليون دولار هذا العام.
وذكر الصحفي الصيني لي قانغ إن أي تحقيق بأصل فيروس كورونا يجب أن يجرى من قبل علماء مختصين بعيدا عن تسييس الأمر، وقال إنه ليس هناك دليل على أن الفيروس بدأ في الصين "فهناك حالة في ولاية نيوجرسي الأمريكية، وحالة أخرى في فرنسا ربما تكونان حصلتا قبل أن يظهر الفيروس في مدينة ووهان الصينية".
وحول ما إذا كانت الصين خائفة من أن يضر التحقيق بسمعتها الدولية أو يظهر معلومات محرجة لها، قال لي قانع "إن الصين لا تخاف من إظهار أي معلومات وهي أعلمت منظمة الصحة العالمية تباعا بتطورات الفيروس فيها، لكن الآخرين لم يريدوا أن يسمعوا".
استمعوا إلى اللقاء كاملا باللغة العربية مع الصحفي لي قانغ في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.
