"طلبك مرفوض": رحلة المهاجرين العرب مع الحصول على وظيفتهم الأولى في أستراليا

Australia Explained

From left to right: Tuqa Almanasiri, Mohamed Elgohary, Ola Aly. Source: Tuqa Almanasiri, Mohamed Elgohary, Ola Aly.

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

على الرغم من صعوبة العثور على فرصة عمل مناسبة في أستراليا للمهاجر، هناك العديد من المزايا للعمل فيها. في هذه الحلقة، نستمع لتجارب المهاجرين الجدد مع ثقافة مكان العمل في أستراليا مقارنة بالدول العربية. بالإضافة إلى نضالاتهم مع ثقافة الاعتماد على الذات أو Do it Yourself.


يمكنكم الاستماع إلى هذه الحلقة في الرابط الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.

لا يخفى على أحد في أستراليا أن أصعب مراحل الحصول على وظيفة في أستراليا هي الوصول إلى المقابلة، ما يحبط المهاجرين الجدد الساعين إلى دخول سوق العمل لأول مرة والحصول على البطاقة الذهبية "الخبرة المحلية".

"مهاجرون مهرة"

تقول إيمان الدسوقي: "كانت تجربة البحث عن وظيفة في مجال خبرتي مزعجة جدا في البداية. أصبحت أشك بقدراتي، مع أنني أعلم جيدا حجم المساهمة التي سأقدمها لأي مكان عمل، حتى وان كنت أعلم بأنني سأضطر لبذل ضعف الجهد لإثبات مقدراتي هنا".

ويقول محمد الجوهري: "استنتجت أن أصحاب العمل في أستراليا، يختارون المتقدمين على الوظيفة للذهاب لمرحلة المقابلة، بناء على اعتقاد مسبق مستوحى من سيرتهم الذاتية بأنهم قادرين على انجاز مهمات الوظيفة بالفعل".

ويضيف: "فهم لا يضيعون وقتهم ولا وقت المتقدمين في مقابلة ان كان يعتقدون بأنهم غير مناسبين للوظيفة. لذلك نصاب نحن المهاجرون بالإحباط عندما نقوم بتقديم عشرات الطلبات، دون أن نحصل على فرصة للتأهل لمرحلة المقابلة".

وعبرت علا علي عن خيبة أملها، وهي التي هاجرت وعائلتها إلى أستراليا عن طريق تأشيرة العمال المهرة.

"لم يتمكن زوجي من إيجاد وظيفة في مجال تخصصه الذي تطلب فيه أستراليا عمال مهرة من الخارج. لم نتوقع هذا أبدا، وشكل هذا صدمة كبيرة جدا".  

وتضيف: "فتحت أستراليا باب الهجرة لنا وبالتحديد إلى ولاية كوينزلاند، لنفاجئ بعدم توافر فرص العمل في هذا القطاع لعامين كاملين".
تعد هذه الصدمة مشتركة ما بين الكثير من المهاجرين المهرة في أستراليا. وتختلف أسباب رفض طلبات الوظائف وتوافرها بين ولاية وأخرى.

أما مالدا قارصلي فتقول: "نملك أنا وزوجي شهادات عليا في مجال تخصصاتنا، وفي جعبتنا سنوات من الخبرة".

"صدمنا من تلقي رفض طلباتنا بالتقدم للوظائف، خصوصا وأن مؤهلاتنا العلمية والعملية تتناسب مع وصف ومتطلبات الوظيفة".

وهنا يبدأ المهاجر بالاستفسار عن أسباب الرفض المستمر.

تقول إيمان: "هل لأن اسمي "اثنّي" جدا، لما قابلوني؟ واختاروا مارجريت جونز للوظيفة".

ومن جهته، أخذ السيد سامح الجوادي هذه التساؤلات معه إلى محاضرة تثقيفية يقدمها مكتب لخدمات التوظيف.

"قالوا لنا هناك بأن الكثير من مسؤولي التوظيف في الشركات، ينظرون على أسامي المتقدمين في الرسائل الالكترونية. ويختارون المرشحين الذين يستطيعون لفظ أسمائهم بسهولة، ويستبعدون الأشخاص الذين يحملون أسماءً صعبة".
السيد محمد الجوهري وعائلته
السيد محمد الجوهري وعائلته Source: Mohamed Elgohary

"أسباب الرفض"

من الأسباب التي قد تعيق حصول المهاجر الجديد على وظيفة في مجال تخصصه في أستراليا في البداية هي الخبرة المحلية.

يقول عمرو عفيفي: "قد يتثاقل بعض العرب من العمل في وظائف بعيدة عن تخصصاتهم. خصوصا لو بدأوا بمقارنة وضعهم المادي والاجتماعي قبل وبعد الهجرة".

ومن جهتها تقول سارة محمد: "في النهاية، لا مفر من هذا. خصوصا بوجود الأطفال وزيادة المصروفات. لم يتمكن زوجي من الحصول على وظيفة في مجال عمله لفترة. ولكننا اضطررنا للعمل في وظائف أخرى لنؤمن تكاليف معيشتنا والحصول على خبرة محلية".
ومن أبرز الحلول التي يقترحها مسؤولو التوظيف في أستراليا على المهجرين الجدد لدعم فرص حصولهم على وظائف في تخصصاتهم هو التطوع.

تقول مسؤولة خدمات التوظيف مدونا عوض: "عندما تقوم بالتطوع بالعمل في أستراليا، فأنت تحصل على فرصة لإظهار مهارتك وقدراتك وخبراتك. وبهذا، وفي معظم الأوقات ينتهي المطاف بتقديم صاحب العمل وظيفة رسمية إلى المتطوع".

"وان لم يقدم له وظيفة، فستجل هذه الخبرة كخبرة محلية على سيرته الذاتية لتدعم تقدمه إلى وظائف أخرى".

"مكان العمل"

اتفق ضيوف هذه الحلقة من بودكاست "أستراليا بالعربي" على وجود توازن بين المرح والعمل وتحمل المسؤولية في مكان العمل الأسترالي. وقد يتطلب العمل في أستراليا منك أن تكون منفتحا ومرنا لتقديم المساعدة قدر الإمكان.

يقول محمد: "كان من أغرب الأمور التي واجهتها في مكان العمل هنا، انه ليس هناك أحدا في المكتب "office boy" يقوم بتنظيف المكان وتحضير القهوة والشاي. في البداية، عندما طلب مني القيام بهذه الأشياء هنا لنفسي، شعرت أن هناك خطأ أو ربما كانوا يستهينون بي".

وبعيدا عن طرائف اختلاف بيئات العمل في البلاد العربية وأستراليا، تظهر صدمة المهاجر الجديد الحقيقية عندما يبدؤون باكتشاف ميزات نظام العمل هنا.

تقول عزة إبراهيم: "أستراليا تحترم مواعيد العمل والموظف. في البلاد العربية، يقوم المدير بالضغط علينا لإنهاء العمل حتى لو كان هذا خارج ساعات العمل. عكس هنا تماما، حيث يحترم أصحاب العمل مواعيده وينظمها ويحميها القانون".
يوفر قانون العمل الأسترالي حماية عامة من التعرض لمعاملة سيئة ونظام شامل للصحة والسلامة المهنية.

يقول سامح: "هناك دائما مسار للشكوى والمطالبة بحقوقك من أي شخص كان. أما في البلاد العربية، لو تشاجرت مع مديري مثلا، فأنا أعلم بأني سأخر وظيفتي حتما".

ومن أجمل العادات الأسترالية التي أدمنها ضيوف الحلقة في مكان العمل هي عادة شرب القهوة. اذ يعتقد حوالي 81٪ من العاملين الأستراليين أن القهوة تلعب دورا رئيسيا في تشجيع العلاقات المهنية والاجتماعية وتكوينها بين الزملاء.

وقد تكون هذه العادة من أقرب العادات إلى قلب المهاجرين العرب، اذ تعد القهوة من أهم المشروبات الحاضرة في كل الأماكن وجميع المناسبات هناك. وهنا، يجدون تجربة غنية ومميزة بانتظار عشاق القهوة. ولكن هناك عادات منها رفاهيات تقدمها الدول العربية لا يستطيعون الحصول عليها بسهولة في أستراليا.
السيدة إيمان الدسوقي
السيدة إيمان الدسوقي Source: Eman El-Desouky

"اعتمد على نفسك"

تعد ثقافة ما يعرف بـ Do it yourself من الصدمات التي يتلقاها الكثير من المهاجرين الذين كانوا يعتمدون في تأدية مهامهم في المنزل وخارجه على آخرين.

تقول علا: "اكتشفت بأننا مدللون للغاية في بلادنا العربية. ما زلت لا أستطيع أن أصدق كم الأعمال التي نقوم بها في المنزل. وذلك بسبب التكلفة الباهظة لخدمات الحرفيين في أستراليا ".

"أُجبرت على القيام بإصلاحات كثيرة في المنزل والبحث عن أفضل الطرق والمواد والوسائل لإصلاحها بمفردي".

أما سارة فقالت ضاحكة: "قمت بطلاء المنزل ووضع البلاط لأرضية الحمام وأماكن أخرى في المنزل، وقمت بتركيب خزائن المطبخ".

ويضيف محمد: "ان استدعاء أي حرفي لمنزلك للكشف عن سبب مشكلة ما قد تكلفك مئات الدولارات. كان هذا درسا قاسيا حقا! تعلمنا أن نقوم بفتح منصة اليوتيوب والبحث عن طرق للإصلاحات في المنزل وخارجه، أعمال لم نقم بها في حياتنا من قبل".
مسؤولة خدمات التوظيف السيدة مدونا عوض
مسؤولة خدمات التوظيف السيدة مدونا عوض Source: Madona Awad

"كرامة الحرفيين"

من هنا يمكن التنبؤ بأن العاملين في قطاع المهن الحرفية في أستراليا يتمتعون بمكانة مهنية ومعيشية واجتماعية مهمة، بعكس أقرانهم في الدول العربية. وهم من أكبر القوى المحركة للنظام الاقتصادي في البلاد.

تقول مدونا: "تعد وظيفة عمال جمع النفايات في أستراليا مهمة بأهمية وظيفة الوزير هنا. لأننا نحن نكمل ونحترم بعضنا البعض كإنسان وليس بحكم عملنا ومسمنا الوظيفي".

تقول تقى الناصري: "احترمت هذا جدا، لأن جزء من عملي كان في مجال الخياطة، وكانت أتعابي زهيدة برخص التراب في البلاد العربية".

"هنا احترمت مهنتي أكثر وشعرت بالفخر بها. الآن أعمل كمدربة حياة، وشيف. عندما أقول بأنني شيف في البلاد العربية أواجه الاستهزاء. والسخرية. فهم لا يعلمون أن الشيف هنا يتقاضى من 300 إلى 400 دولار في اليوم".

وأخيرا وبما أننا نتحدث عن المهن وقيمتها في أستراليا، لابد وأن نذكر أهمية المساحة المهنية الساحرة الخاصة بسكان أستراليا الأصليين التي توارثتها أجيالهم عبر الزمن. إذ يعود قطاع الفنون البصرية والحرف اليدوية الخاص بهم بفوائد اقتصادية واجتماعية وثقافية كبيرة على المجتمع الأسترالي والدولي الأوسع.

شكر خاص لضيوف الحلقة وللزميل فارس حسن.
أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و و

توجهوا الآن إلى للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.  

يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر  أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على  


شارك