بعد 16 عاما من الإدمان: جورج الحاج قلب حياته ليؤسس عائلة ويفتح مصلحة تجارية خاصة

Addiction

قصة جورج الحاج مع تخطيه على الإدمان Source: Pixabay

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

جورج الحاج يبلغ الآن من العمر 38 عاما لكنه ليس نفس الشخص الذي كان عليه قبل ثمان سنوات فقط، فماذا فعل؟


يبلغ جورج الحاج من العمر 38 عاما، ولديه مصلحة تجارية خاصة، متزوج ولديه ابنة تبلغ من العمر ثلاث سنوات. لو قابلت جورج في سيدني ربما لن يخطر في بالك أن ماضيه القريب به 16 عاما من الإدمان على المخدرات.

لكن الحاج لا يرغب في محو تلك المرحلة من ذاكرته، كما قال لأس بي أس عربي24 "الذكريات يجب أن تكون دائما في البال، يجب أن نتذكر ماضينا، لكي لا نعود للإدمان الذي كنا تحت سيطرته."

وأضاف "هذه تجربة كل إنسان معرض لها في الحياة."


بدأت رحلة الحاج في عمر المراهقة، عندما كان في الرابعة عشر من العمر، واستمرت حتى أصبح في الثلاثين، عندما تمكن من تغيير حياته للأبد.

وقال جورج الحاج "أهم شيء يجب أن يفكر فيه الإنسان هو أن الحياة لا تتغير، ولكن الإنسان هو من يتغير." وأضاف "لجأت للصلاة والتفكير في الأخطاء التي ارتكبتها، والأسباب التي أوصلتني إلى تلك المرحلة، وعدت إلى الإيمان وملء وقت الفراغ."

الرحلة التي أخذت 16 عاما من عمر جورج الحاج كان بوابتها التدخين وشرب الكحول: "البداية تكون في عمر المراهقة، 13 أو 14 عاما، وتبدأ بسيجار ثم الكحول، لأن الإنسان يمكنه شراء تلك الأشياء من أي متجر، ولا يتم اعتبارهم من المخدرات، لكنهما فعليا يؤديان إلى المخدرات."

وأضاف "لم أكن أتخيل أن أكون مدمنا، ولكن بعد الكحول بدأت أعرف أنواع المخدرات المختلفة التي تؤثر على جسم الإنسان، وتبعدك عن العائلة والأصدقاء والإيمان."


لا يعتقد الحاج من خلال تجربته الشخصية أن الوقوع في فخ الإدمان مرتبط دائما بالمشاكل العائلية: "ليس هذا هو السبب، أحيانا الأهل ينظرون في الأمر ويقولون: نحن لم نقصر، ومنحنا أولادنا كل شيء، ولكن الإنسان هو من يختار حياته."

وأضاف "أحيانا تكون اختيارات الإنسان خاطئة، ولا يستمع لنصائح المحيطين به والذين يملكون خبرة أكبر في الحياة، بل يقول لا، أنا صح."

وقال الحاج "قد يكون شخص قد قدم كل شيء لأولاده ولكنه لم يقدم لهم الحنان، لا يسمعهم، وإذا لم يجد الإنسان من يسمعه، فبالتأكيد سيتأثر وقد يحاول تجربة تعاطي المخدرات."

الحاج أكد على أن كل شيء يمكن التغلب عليه، مهما طالت فترة الاعتياد على الإدمان فإن هناك دائما قدرة على الخروج من هذا الفخ: "الإنسان يبحث دائما عن شخص يقف بجواره، شخص يستمع إليه ويحكي له."


وقال "يجب أن يدرك أي شخص أن ما يفعله يعرضه هو للأذى وليس المحيطين به، لو أدرك ذلك سيبدأ في التفكير بشكل إيجابي ليرى ما يمكن أن يفعله وكيف يستطيع إصلاح حياته."

الحاج لا يزال يشرب الكحول ولكنه يتعامل معه بشكل يجنبه العودة إلى الإدمان: "أنا أشرب كحول ولكن بحساب، أعرف متى يمكن أن أشرب، لا ألجأ إلى الكحول عندما أشعر بعدم الراحة، لا استعمله بتلك الطريقة."

وقال "الحياة صعبة، الحياة ليست سهلة، ولكن لا يعني ذلك أنني كلما وقعت في مشكلة ألجأ إلى المخدرات."

الآن بعد أن غير جورج الحاج حياته أصبح ينظر للتجربة التي خاضها بشكل مختلف: "الآن عندي حياة حلوة، ولي تجربة، لا أقول يا ليتني لم أمر بها، لأنها علمتني وجعلتني أقوى في هذه الحياة، وأصبحت أواجه الحياة كما هي."

استمعوا إلى تجربة جورج الحاج في الرابط الصوتي أعلاه


شارك