رفض اللقاحات في زمن كورونا: حرية شخصية أم استهتار بسلامة المجتمع؟

Flu Vaccine

Source: AAP Image/David Cheskin

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

ليس هناك من صلة مباشرة بين لقاح الانفلونزا والوقاية من فيروس كورونا ولكن أخذ اللقاح يدعم الجهاز المناعي في الجسم ويقلل من حدة الأعراض في حال الإصابة.


أثار قرار بعض لاعبي الرغبي رفض تعاطي لقاح الانفلونزا قبل مواصلة اللعب، جدلاً واسعاً في البلاد فبعد أن كان الاتحاد رافضاً مشاركة هؤلاء في المباريات دون لقاح، ولكنه عدل عن قراره بعد ذلك شرط توقيعهم على تعهد يعفي الاتحاد والنوادي من مسؤولية إصابتهم بأمراض مرتبطة بعدم تعاطي اللقاح.

موقف الحكومة الفدرالية في هذا الجدال كان واضحاً فرئيس الوزراء سكوت موريسون دعا صراحة إلى تطبيق سياسة "منع المشاركة في اللعب دون أخذ اللقاح"، ودعمه كل من وزير الأمن الداخلي بيتر داتون وكذلك وزير الصحة في نيو ساوث ويلز براد هازارد بتصريحات مشابهة.

وغردت كوينزلاند خارج السرب وقررت منع اللاعبين الرافضين للقاح من المشاركة في المباريات في الولاية رغم قرار الاتحاد، بعد أخذ نصيحة كبيرة المسوؤلين الصحيين في الولاية جانيت يونغ التي أكدت أن هؤلاء اللاعبين لم يُمنحوا استثناءات.

أخصائية علم الأمراض الدكتورة تماضر محاسنة شرحت في حديث لأس بي أس عربي24 ماهية اللقاح: "يشبه تفاعل الجسم مع أي نوع من الجراثيم ليكون مناعة طبيعية. عندما نتعرض لفيروس او بكتيريا فإن الجسم يقاوم من خلال الاجسام المضادة. عندما نعطي لقاحاً فإننا نحقن الشخص بصورة مضعفة أو ميتة من الجرثومة ليكون الجسم أجساماً مضادة تحصنه دفاعاته عندما يصاب بالجرثومة الفعلية فإما ينجح بالتغلب على الجرثومة أو تظهر عليه أعراض خفيفة."
Blood samples from recovered coronavirus patients could be the key to helping future patients recover.
Blood samples from recovered coronavirus patients could be the key to helping future patients recover. Source: The University of Queensland
وبما أن الحديث عن لقاح الانفلونزا اكتسب أهمية خاصة في هذه الفترة بسبب فيروس كورونا المستجد، سألنا الدكتورة محاسنة عما إذا كان هذا اللقاح يسهم بالفعل في تقليل فرص الإصابة بكوفيد-19 فأجابت: "نحن نتكلم هنا عن الجهاز التنفسي، أي اشي يضعفه سيجعلنا أكثر عرضة للإصابة بكوفيد-19. في حال أصبنا بالانفلونزا يصبح الجسم أضعف وغير قادر على المقاومة واذا التقط عدوى كوفيد-19 في هذه المرحلة ستظهر عليه أعراض شديدة تتطلب رعاية صحية حثيثة."

وأسهبت محاسنة بالشرح قائلة إن فيروس الانفلونزا الموسمية يتطور إلى سلالات جديدة كل شتاء وبالتالي فإن المناعة التي نحصل عليها من اللقاح ليست صالحة سوى لستة أشهر، ناصحةً المستمعين بتعاطي اللقاح كل عام.
بإمكانكم أخذ اللقاح وأنتم مطمئنون. الأعراض الجانبية لا تشكل خطراً على الصحة
الجدل حول فعالية اللقاحات قديم وهناك كثيرون ممن يرفضون قطعاً الخضوع لها أو حتى السماح بتطعيم أبنائهم. المعارضون يتداولون أوراقاً بحثية تتطرق إلى الأعراض الجانبية للقاحات. ومن النظريات المتداولة على هذا الجانب من النقاش ما يبحث علاقة الإصابة بمرض التوحد بتعاطي اللقاح.

ولكن الدكتور تماضر رفضت هذه الصلة قائلة إن اللقاحات بشكل عام تمر بمراحل طويلة قبل أن تحظى بالموافقة ليتم استخدامها على البشر: "الهيئة المسؤولة عن الموافقة على اللقاحات في أستراليا مثلاً مهمتها التحقق من فعالية البحوث التي تجرى في المرحلة الأولى على الحيوانات، وبعد ذلك 3 مراحل على الأقل من التجارب السريرية على البشر."

لماذا تستغرق عملية تطوير لقاح كل هذا الوقت؟ لأنه من الضرورية التأكد من فعالية اللقاح في منح الجسم المستوى المطلوب من المناعة لمقاومة المرض، وبالطبع التحقق من مدى "الأمان" لناحية الأعراض الجانبية وعدم التسبب في مشاكل صحية لمن يأخذون اللقاح.

وتشرح محاسنة أن بعض الفترة التي يستغرقها تطوير اللقاح قد تمتد إلى 18 شهراً اعتماداً على البروتوكل المعتمد في المؤسسة البحثية.

استمعوا إلى المقابلة مع الأخصائية في علم الأمراض الدكتورة تماضر محاسنة في التدوين الصوتي.

شارك