أطلق وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل تغريدات على موقع تويتر، تحدث فيها عن ضرورة منح اللبنانيين الأولوية في سوق العمل على حساب العمالة الأجنبية، مما أثار ردود فعل متباينة ما بين مؤيد اعتبر هذه التصريحات مبررة في ظل الاستقرار النسبي على الصعيد الأمني في سوريا، ومعارض انتقد النبرة "العنصرية" للوزير معتبراً إياها هجوماً غير مبرر على السوريين.
من الطبيعي ان ندافع عن اليد العاملة اللبنانية بوجه اي يد عاملة اخرى اكانت سورية فلسطينية فرنسية سعودية ايرانية او اميركية فاللبناني "قبل الكل"
— Gebran Bassil (@Gebran_Bassil)
الجدل حول هذه التصريحات انتقل إلى السعودية التي يعمل فيها أكثر من 200 ألف لبناني، وأطلق السعوديون تغريدات غاضبة ذات صبغة تهكمية، ومثال ذلك ما غرد به الأمير عبد الرحمن بن مساعد.
مشكلة العمالة السعودية السائبة في لبنان كبيرة ولا يلام معالي الوزير العبقري على تصريحه ولا أرى فيه أي عنصرية بل هو تصريح حكيم وفي محله فالسعوديون زاحموا اللبنانيين على اعمالهم واللبنانيين أولى ببلادهم سيما أن عدد العمالة السعودية في لبنان يقارب ال200 ألف
— عبدالرحمن بن مساعد (@abdulrahman)
وقال مديرة الإعلام في التيار الوطني الحر في سيدني نتالي مارون في حديث لراديو أس بي أس عربي24 أن الوضع الاقتصادي في لبنان لم يعد يحتمل هذا الكم من اللاجئين، ودافعت عن تصريحات باسيل - وهو زعيم التيار - بالقول "نحن في لبنان نواجه مشاكل (..) يخلون [اللاجئين السوريين] بالقوانين وبدأت الصرخة تعلو لأنه لازم نتطلع عاللبناني أولاً."
تصريحات باسيل ليست وليدة اللحظة، فالسلطات اللبنانية تطالب المجتمع الدولي منذ فترة بالاضطلاع بمسؤولياته والمساعدة في إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، محملة اياهم تراجع فرص العمل في لبنان والتسبب في بلبلة أمنية، وخصوصاً في مخيمات اللجوء في البلد الصغير الذي استقبل وفق تقديرات الأمم المتحدة ما لا يقل عن مليون ونصف المليون سوري.
واعتبرت السيدة مارون أن تصريحات باسيل أخرجت من سياقها، وأن من حق لبنان كأي بلد في العالم حفظ حقوق مواطنيه في سوق العمل في مواجهة العمالة الأجنبية. واستبعدت تعرض اللبنانيين في السعودية لأي مشاكل "الموضوع ليس موضوع سوريين أو سعوديين أو أمريكيين أو فرنسيين (..) كان يتحدث بشكل عام."
لاجئون سوريون يغادرون مخيماً بعدما أمرت السلطات اللبنانية بإخلائه عقب اندلاع قتال بين سكان المخيم ورجال إطفاء لبنانيين في دير الأحمر شرق البلاد Source: AAP
العامل اللبناني أولاً، هذه قمة العدالة والوطنية
الانتقادات التي طالت تصريحات باسيل لم تقتصر على الخارج، وانما سعى لبنانيون للتعبير عن رفضهم التام لها وأطلقوا هاشتاغ #باسيل_لا_يمثلني وحتى راح البعض إلى تدشين عريضة تطالب بإقالة باسيل من منصبه، جمعت حتى الآن ما يقرب 17 ألف توقيع.
وبعد عاصفة الجدل والانتقادات، أطلق باسيل تغريدة أخرى ليوضح فيها موقفه فقال "كل يوم معرضون لتحريف كلامنا وواجب علينا تحقيق مصلحة لبنان وإذا حصل تحريف علينا أن نصححه".
اللاجئون السوريون في مصر
يتواجد في مصر أكثر من 247 ألف لاجئ مسجل لدى المفوضية في مصر، من ضمنهم 133 ألف سوري، رغم أن الحكومة تقدر بأن عدد اللاجئين غير المسجلين أكبر من ذلك بكثير. لجأ السوريون إلى مصر في بداية اندلاع الأزمة في بلادهم واستمروا بالتدفق حتى العام 2013 إلا أن وجودهم بات ملحوظاً من خلال استثماراتهم التي تبدو أكثر وضوحاً في مجال الطعام والشراب وبات من المألوف مصادفة مطاعم سورية في القاهرة والاسكندرية.
المحامي المثير للجدل سمير صبري طلب من النائب العام مراقبة الاستثمارات السورية وتنظيمها وفرض ضريبة عليها، مما أثار انتقادات حادة من المصريين الذين أبدوا تعاطفاً غير مسبوق مع السوريين وأطلقوا عبر هاشتاغ #السوريين_منورين_مصر حيث شارك فيه فنانون وشخصيات معروفة.
