" الفراغ هو فراغ قاتل وعلى اللبنانيين تنظيم الاختلافات" : لبنان الى أين؟

Yazbeck Wehbe.jpg

Lebanese journalist Yazbeck Wehbe speaks to Good Morning Australia analyzing president Aoun's presidential mandate and the future of Lebanon amidst no successor and caretaker cabinet.

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

حقبة سياسية دخلت التاريخ من بابها العريض بين مؤيد ومعارض، رافع لصورة وممزق لها. نظرة تشطر بين الأسوأ والأفضل داخل الوطن الواحد، فلكل لبناني لبنانه! غادر رئيس الجمهورية الاسبق ميشال عون قصر الشعب للمرة الثانية دون أي تسلم وتسليم والفراغ سيد الموقف من أعلى هرم السلطة السياسية في لبنان الى اسفله. فراغ ينهي حقبة سياسية اعتبرها البعض فراغًا في غياب تحقيق ما وعد به في خطاب القسم، فيما رآها البعض حقبة الإنجازات في "سياسية الممكن" وسط عراقيل اهل البيت الواحد. لبنان اين يتجه؟ وهل بات الخوف الاكبر اليوم من الفراغ ام من القدرة على ملئه بالشخص المناسب في حقبة أكثر من متطلبة؟


النقاط الرئيسية:
  • يعتبر الاعلامي يزبك وهبة ان إخفاقات عهد الرئيس ميشال عون كانت أكبر من النجاحات، ولكن لا يتحمل ميشال عون وحده مسؤولية ما حصل في زمن التراكمات والانهيارات
  • أشار وهبة الى ان اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل كان ثمرة جهود مشتركة للحكومات المتعاقدة ورئيس البرلمان نبيه بري والقوى السياسية كما حزب الله
  • شدد على ضرورة تنظيم خلافات اللبنانيين من الداخل والجلوس على طاولة حوار للتفاهم بحد أدنى وقبل كل شيء على رئيس جامع
انتهى عهد الرئيس عون بعد ست سنوات ولبنان مختلف جداً عما كان عليه في بداية العهد عام 2016. في خطاب القسم وعد عون أن يسلّم بلدًا أفضل مما استلمه، ولكنه أقر أنه لم يتمكن من كسر حلقة الفساد ولم يتمكن من تحقيق الإصلاحات التي وعد بها مستشهدًا بقول للإمام علي: "الحقَ لم يترك لي صاحباً"، مضيفاً: " ولم يساعدني أحدٌ من المسؤولين في محاربة الفساد... كلن يعني كلن".

قد يكون الجنرال عون هو أكثر شخصية ينقسم حولها اللبنانيون بحدة، ويصعب إيجاد من يقيّم سنوات العهد بشكل موضوعي لحدة الداعمين وحدة المنتقدين. يحصي مؤيدو الرئيس عون العديد من الإنجازات التي حققها العهد رغم سعي الجميع لإفشاله كما يقولون، ومن بين هذه الإنجازات: اقرار قانون انتخابي جديد يحقق جزءًا من التوازن في التمثيل ويعيد حقوق المسيحيين بانتخاب نوابهم، دورتي انتخابات ناجحة رغم كل الظروف، مواجهة داعش في الداخل والخارج وتحرير جبال لبنان الشرقية في عملية "فجر الجرود"، إقرار سلسلة من القوانين الإصلاحية المهمة قبل الأزمة لإقتصادية وخلالها إقرار مشروع البرنامج الإستثماري الوطني وتمويله من خلال مؤتمر "سيدر" الذي أقر هبات بعشرة مليار دولار وينتهي مؤيدو الرئيس باعتبار اتفاقية ترسيم الحدود مع إسرئيل إنجازاً يتوج عهد الرئيس وينقل لبنان إلى مصاف الدول المنتجة للنفط.

أما منتقدو العهد من الحلفاء القديمين إلى الحلفاء المستجدين كما ثوار 17 تشرين، فيرون في العهد أسوأ عهد مر على لبنان منذ الإستقلال إذ شهد ثاني أكبر انفجار نووي في العالم، انهيارًا اقتصادًا كارثيًا وهجرة غير مسبوقة استنزفت طاقة لبنان الشبابية. عهد دُمر فيه الحجر والبشر، وخسر اللبنانييون كل ما يملكون من مدخرات وفرص عمل وأبسط مقومات الحياة الكريمة لذا يصفونه بعهد "جهنم" ويحتفلون بانتهائه وكأن نهاية العهد ستنهي هذا الكسوف الكلي للأمل وكأن لبنان كان قبل العهد بألف خير وسيعود بألف خير بعد انتهائه.

استهل الاعلامي والأستاذ الجامعي يزبك وهبة، مداخلته عبر برنامج “Good Morning Australia" من العاصمة بيروت، بقراءة واقعية فندت الإنجازات كما الإخفاقات قائلًا:
كان هناك نجاحات وإخفاقات، لكن الإخفاقات كانت أكبر، ولكن لا يتحمل ميشال عون وحده مسؤولية ما حصل في زمن التراكمات والانهيارات

وتابع موضحًا:

"من المؤكد أنه كان بإمكان ميشال عون تحقيق المزيد من الاصلاحات والمأخذ يكمن في سعيه الأساسي لـتامين وريث سياسي له بشخص صهرة جبران باسيل بحسب منتقديه"

يرى وهبة أن عون افتقر لمواقف توافقية مع رئاسة الحكومة كما مجلس النواب، وكان التعامل يتم بمنطق التحدي الذي ولد نتائج سلبية اذ يقول:

"لا شك ان العهد شهد انهيارًا اقتصاديًا كارثيًا ونسبة البطالة ناهزت 35% والفقر لامس 75% من الشعب اللبناني بحسب ارقام الأمم المتحدة، ناهيك عن خسائر انفجار المرفأ"،
"والرئيس عون بذاته كان يعي خطورة المواد المتفجرة المخزنة على المرفأ، والتي تسببت بفاجعة انفجار المرفأ، وكذلك الحكومة".

وفي الإنجازات نوّه وهبة قائلًا:
"لبنان لم يعرف موازنة طيلة 11 سنة قبل العهد، من العام 2005 حتى 2016 وبضغط من عون انجز البرلمان موازنات"

عون الذي ترك القصر الرئاسي، رفض أن يكرر تجربة 1989 دون الاتكال على التفسيرات الدستورية التي لوح بها الوزير باسيل للبقاء وعدم تسليم البلد للفراغ في ظل حكومة مستقيلة غير كاملة الأوصاف. وفي هذا الإطار قال وهبة:

" رفض عون نصيحة البعض بالبقاء في القصر الرئاسي بحجة ان الفراغ لا يجوز وقام بإقالة الحكومة في آخر خطوة له اعتبرت في غير محلها من قبل بعض الدستوريين، مما استدعى رد الرئيس المستقيل والمكلف"،

وأردف قائلًا:

"الرئيس ميقاتي كان واضحًا ولن يعقد مجالس للوزراء الا في حالة الضرورة ولن يعمل في جو التحدي هذا"

تطرق وهبة ايضًا الى اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، والذي قرأه الكثيرون على أنه انجاز تاريخي واستفادة من لحظة إقليمية وظروف دولية تقاطعت مصالحها لتحقيق مصلحة لبنان. هذا ويرى البعض الآخر فيه اعترافا بدولة إسرائيل، وتخل عن حقوق لبنان. والنفط غير المضمون، سيتطلب خمس سنوات لاستخراجه وانعاش الاقتصاد في عائداته، في ظل تعثر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي ووجوب اجراء اصلاحات ملزمة قد تكون الأمل الاوحد للبنان للخروج من انهياره.
لا يعتبر وهبة ان اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل هو انجاز العهد بفرده قائلًا:
هذا الاتفاق الذي توج عهد عون هو انجاز للبنان، جاء ثمرة جهود مشتركة للحكومات المتعاقدة ورئيس البرلمان نبيه بري والقى السياسية كما حزب الله

اما حول نظرته الى مستقبل لبنان وما قد ينتظره في خضم المشهد المعقد، يقول وهبة:

"نحن بحاجة الى تنظيم خلافاتنا والجلوس على طاولة حوار للتفاهم بحد أدنى وقبل كل شيء التوافق على رئيس جامع"،

وتابع مبديًا قلقه تجاه الوضع غير المستقر بعد عهد تكرر فيه مشهد حكومات تصريف الاعمال وبنسبة 43% بسبب التجاذبات السياسية قائلًا:

الفراغ هو فراغ قاتل ولا يوجد أموال في الخزينة للصرف وكل يوم فراغ يكلف لبنان أكثر من 20 مليون دولار وسنصل الى القعر. متى سيقتنع المسؤولون بالجلوس سويًا؟
استمعوا الى المقابلة مع الإعلامي يزبك وهبة في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.


هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على

أكملوا الحوار على حساباتنا على و و

شارك