دحض أكثر نظريات المؤامرة شيوعًا حول فيروس كورونا

A man and his dog in Turin

A man and his dog in Turin, Italy, during the coronavirus outbreak Source: Getty

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

مع تفاقم انتشار جائحة كورونا يوما بعد يوم انتشرت نظريات المؤامرة والخرافات حول الفيروس وكيفية انتشاره والأسباب وراء ذلك. في هذا المقال يدحض ذوو الاختصاص أكثر تلك النظريات شيوعا.


من المعلومات والقصص التي ترسل عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى بعض الأفكار التي أطلقها زعماء دوليون، اصبح هناك مجموعة من المعلومات الخاطئة التي قد تتسبب بتهديد للحياة بحسب خبراء.

 خبير الأمن الصحي في جامعة سيدني Adam Kamradt-Scott قال في حديث مع SBS News إن حياة البشر على المحك، والمعلومات الخاطئة تلك تعقد الاستجابة بالطرق المفيدة في مواجهة هذا الفيروس".  وهذه بعض الأمثلة:

"فيروس كورونا هو من صناعة الانسان"

 منذ بداية الوباء في أواخر العام الماضي ظهرت تخمينات جامحة حول أصل كوفيد تسعة عشر. حتى أن الوزيرة الأسترالية السابقة برونون بيشوب نوهت إلى أن الصين قد خلقت الفيروس لأسباب شائنة خاصة بها. وقالت بيشوب: الهدف وراء نشر الفيروس هو للتخلص من الصينيين غير المنتجين، فلا يعود من حاجة لإطعامهم. وأضافت في حديث مع قناة سكاي الإخبارية بأن الصين خططت لتصدير الفيروس الى الولايات المتحدة الامريكية، ولاختبار مدى إمكانية إحداث ركود اقتصادي في باقي العالم عند القيام بهذا الفعل.

 وفي نظرية مشابهة، تم تداول وبشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، أن الفيروس نشأ في البداية في مختبر صيني وكان له علاقة ببحوث للأسلحة البيولوجية.

 وفي الوقت نفسه، روج الصينيون أنفسهم لنظريات مؤامرة خاصة بهم.واثار ليجان زاهو، نائب رئيس إدارة المعلومات بوزارة الخارجية الصينية، جدلا بعد تصريحات لفت فيها إلى احتمالية أن يكون الجيش الأمريكي هو من جاء بفيروس كورونا الجديد "كوفيد-19" إلى منطقة ووهان في الصين، التي تعتبر المنطقة التي بدأ وانتشر منها الفيروس.

 أما الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد فكتب إلى منظمة الصحة العالمية يحثها على ضرورة القيام بتحقيق فيما أسماه "حرب بيولوجية ضد الإنسانية" متسائلا لماذا تضررت الدول المناهضة للولايات المتحدة تضررا كبيرا.

 نظرية أخرى أشارت إلى أن رجل الأعمال الأمريكي بيل غيتس هو الذي خطط لنشر هذا الوباء لكي يستفيد منه ماليا.  واللائحة تطول، لكن أيًّا من تلك النظريات لم يفسر كيف نشأ الفيروس.  

وتقول منظمة الصحة العالمية إن الدلائل تشير بقوة إلى أن الفيروس نشأ بداية في سوق للأطعمة البحرية والحيوانات في مدينة ووهان الصينية أواخر العام الماضي، وأن بعض الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس في البداية، كانوا من زوار السوق أو من العاملين فيه. وتم التداول بشكل واسع أن الفيروس بدأ بعد أكل طائر الخفاش. غير أن البروفسور Scott من جامعة سيدني، يقول إن الأمر ليس بهذه البساطة.

 ويشير البروفسور Kamradt-Scott  إلى أن الخفاش قد يكون الأصل، نظرا لأن الفيروسات التاجية الأخرى بدأت بالخفافيش، لكنه من المحتمل  أن يكون هناك حيوان آخر، عمل كوسيط في نقل الفيروس من الخفاش إلى الإنسان. وأضاف بأن في سوق ووهان اجتمعت ظروف كثيرة مساعدة لانتقال أي فيروس من الخفاش إلى غيره من المخلوقات. وأشار إلى وجود عدد كبير من الحيوانات الحية والميتة في أمكنة متقاربة، وأعداد كبيرة من الناس تدخل وتخرج من السوق. وهذا ما يخلق بيئة خصبة لانتقال أمراض من الحيوانات إلى الإنسان.

 ومن جهته يقول Stuart Tangye رئيس مختبر علم المناعة ونقص المناعة في معهد Garvan  للبحوث الطبية في سيدني، إن انتقال الفيروسات من الحيوان إلى الإنسان أمر حصل من قبل. وأشار إلى فيروس SARS بين عامي 2002 و2003، وانفلونزا الخنازير، وانفلونزا الطيور، التي بدأت بفيروسات في الحيوانات وانتقلت إلى الناس.

 "الفيروس في الهواء"

 ويقول البروفسور Kamradt-Scott إن هناك كمية كبيرة مثيرة للقلق  من المعلومات الخاطئة حول كيفية انتشار كوفيد تسعة عشر.  فهناك الكثير من التركيز على أن الفيروس ينتقل في الجو، وأن الكثير من الناس يعتقدون ذلك. لكنه يقول إن ليس هناك أدلة على ذلك عالميا. وقال إن المعلومات الخاطئة تطمس فهم الناس حول كيفية التقاط الفيروس وماذا بإمكانهم أن يفعلوا لمنع انتشاره.

 وتوصي الحكومة الفدرالية بأهمية الحصول على الهواء النقي والتمارين الرياضية للإبقاء على صحة جيدة، ولا تزال الحدائق العامة مفتوحة لرياضة المشي مثلا، لكنه تم إغلاق ملاعب الأطفال وأماكن التمارين في الحدائق لإبطاء انتشار الفيروس.

السلطات الصحية تقول إن الفيروس ينتشر من خلال "قطرات ملوثة" وأنه ينتقل من شخص مصاب بالفيروس لأشخاص آخرين على مقربة منه من خلال قطرات تنتقل بالسعال أو العطس، أو من خلال لمس أيدٍ أو أسطح أو أغراض ملوثة بالفيروس، بحسب معلومات وزارة الصحة في نيو ساوث ويلز.

 "يمكن أن ألتقط فيروس كورونا من كلبي"

 هناك تخمينات بأن الحيوانات الأليفة يمكن أن تلتقط كوفيد 19 وتنقله للإنسان. لكن البروفسور سكوت يقول إنه لا توجد أدلة على إصابة الحيوانات الأليفة ومن ثم نقلها للناس.

وهذا ما أكدته وزارة الصحة في نيو ساوث ويلز أيضا.
Eating garlic will not help with COVID-19
Eating garlic will not help with COVID-19 Source: World Health Organization
"هناك علاجات منزلية لفيروس كورونا"

 ظهرت وصفات عديدة للوقاية من فيروس كورونا أو علاجه على مواقع التواصل الاجتماعي. وتشمل النظريات الشعبية أن أكل الثوم أو شرب المزيد من الكحول يبعدان الفيروس.

وفي الصين أوصى أحد خبراء التنفس بغسل الفم بالماء والملح لمنع العدوى، بينما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعلاجات غير مثبتة عندما قال إن أدوية الملاريا يمكن أن تكون أدوية ناجعة لهذا الفيروس.

 غير أن منظمة الصحة العالمية أكدت مجددا أن "حتى الآن لا يوجد دواء محدد موصى به للوقاية من الفيروس أو علاجه".

وأضافت "إن المصابين بالفيروس ينبغي أن يتلقوا الرعاية المناسبة لتخفيف ومعالجة الأعراض، كما ويجب تقديم العناية المركزة لمن يعاني من المرض المستفحل".

وأوضحت بأن "هناك بعض العلاجات التي ما زالت تحت التجربة".

 ويقول البروفسور Kamradt-Scott من جامعة سيدني "إن الخرافات حول علاجات كوفيد 19 مبنية على تقديرات وأدلة غير مثبتة ويمكن أن تؤدي إلى ضرر طبي وليس الفائدة".

 وتوصي التعليمات الرسمية في أستراليا بضرورة ابتعاد الأشخاص عن بعضهم البعض بمسافة متر ونصف على الأقل، وبعدم التجمعات لأكثر من شخصين، إلا إذا كانوا من نفس العائلة أو المنزل.

 وحول تصديق البعض لهذه النظريات التي لا أساس لها يقول رئيس تحرير موقع "الناس نيوز" الصحافي جوني عبو إن البعض لا يثق بالسلطات الرسمية ولذلك قد يجد في هذه النظريات ما يشفي غليله من المعلومات في ظل غموض يلف الكثير من تداعيات انتشار الفيروس. 

المزيد من المعلومات

إذا كانت لديكم شكوك بأنكم قد أصبتم بفيروس كورونا، اتصلوا بالطبيب (لكن لا تذهبوا إلى العيادة)، أو اتصلوا بالخط الوطني للمعلومات الصحية على الرقم 1800020080، أما إذا كنتم لا تستطيعون التنفس أو تعانون من حالة صحية طارئة فيمكنكم الاتصال بالرقم 000.


شارك