هل تساءلت يوماً وأنت تتسوق إلكترونياً، ما إذا كنت الزبون أم المنتج بحد ذاته؟
يقول المحلل الاقتصادي عبدالله عبدالله بأن البيانات الشخصية التي تجمعها المواقع الالكترونية عن زوارها هي النفط الجديد ورأس المال الحقيقي في هذه الأيام.
يبدو أن هدف كل الشركات المتواجدة على الإنترنت هو جمع أكبر عدد ممكن من المعلومات الشخصية عن زورها.
"الأماكن التي نحب زيارتها، المنتجات التي نبحث عنها، المعلومات التي نقرأ عنها، هوايتنا وغيرها من الأمور الشخصية."
online shopping Source: Pixabay
ويضيف عبدالله أن الظاهرة التي قد تواجه العديد منا يومياً هي "رؤية إعلانات عن أشياء تحدثنا عنها أو كنا قد بحثنا عنها في مرة"، وهذا نتيجة جمع المعلومات الشخصية عنا، لذلك تمتلئ صفحات الإنترنت التي نقوم بتصفحها بالكثير منها. والسر يكمن في الـ cookies - ملفات تعريف الارتباط. وهي الرسالة التي تظهر في كل مرة تزور فيها موقعاً الكترونياً جديداً، وتسألك عن إمكانية السماح باستخدام الـ cookies أثناء عملية التصفح على الموقع.
cookies - ملف تعريف ارتباط
الاسم مشتق من الـ Fortune cookie البسكويت الذي يكون بداخلها ورقة مكتوب عليها رسالة صغيرة.
وعلاقتها بالإنترنت كما وصفها عبدالله تكون على الشكل التالي:
"عند تصفح مواقع مختلفة على الإنترنت تقوم حواسيبنا أو هواتفنا الذكية بنقل معلوماتنا الشخصية لجهاز خادم الانترنت الرئيسي الذي يعرف بالـ web server على شكل رسائل صغيرة عن عملية التصفح التي قمنا بها، وتشبه الرسائل الحقيقية التي تكون داخل قطع بسكويت fortune cookies."
ويضيف عبدالله أن الشركات التي تحصل على هذه الرسائل تجني ثروات هائلة منها وعبر استعمال معلوماتنا الشخصية وبيعها.
والطرق الأخرى التي تمكن الشركات من جمع معلوماتنا الشخصية هي عن تطبيقات الألعاب المجانية.
Australia, Let's money podcast - are you the customer or the product? Source: Pixabay
"ونحن بكل بساطة ننقر على الموافقة accept للشروط والأحكام terms and conditions لاستخدام تطبيق اللعبة."
وهناك غيرها من التطبيقات التي تقوم على نفس المبدأ.
- تطبيقات وألعاب "اعرف شخصيتك"
- مواقع التعارف
- مواقع التسوق
وتسمى هذه الشركات داتا بوركرز، ويعتمد عملها على جمع المعلومات الشخصية وبيعها لشركات الدعاية والتسويق عبر الإنترنت.
هل يمكن الاستفادة من معلوماتنا الشخصية وجني المال من استخدامها؟
يقول عبدالله إن هناك طرقاً عديدة، ولكنها غير متداولة بشكل كبير بعد:
- أبرزها وأولها عن شركات "بروكرز": عند تحميل تطبيقها على الهاتف المحمول، تقوم الشركة بدفع مبلغ من المال مقابل المعلومات التي تحصل عليها منا.
- شركة Ocean Protocol التي بحسب موقعها الالكتروني تجمع المعلومات الخاصة بهدف استعمالها في خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتساعد في عمليات الأبحاث والتطوير، دون الكشف عن معلومات شخصية لهوية مالك هذه المعلومات.
- شركة Datacoup في نفس السياق وبعد تحميل تطبيقها ومقابل المعلومات، تقدم كوبونات أو مبالغ نقدية أو حتى عملة رقمية.
- شركات الإحصاءات مثل شركة CitizenMe التي تستطيع تعبئة قسائم استطلاعات رأي مختلفة عبر تطبيقها لقاء مبالغ مالية. وبحسب موقعها الإلكتروني تقول إنها شركة تحليل معلومات تعتمد معايير أخلاقية شفافة.
- وهناك العديد من الشركات التي تعتمد مبدأ الـ Initial Coins Offering أي شركات منتجة لعملية رقمية معينة، وهي الشركات التي تقدم مبالغ بسيطة من العملة الرقمية مقابل مشاركة بعض المعلومات الشخصية.
ويقول عبدالله إن المبالغ التي يمكن كسبها مقابل تقديم المعلومات الشخصية ليست كبيرة ويمكن أن تساهم مساهمة متواضعة جدا كمدخول إضافي.
ولكن ينوه عبدالله في نفس الوقت على أهمية الحفاظ على المعلومات الشخصية.
"اليوم أصبح أمر حماية معلوماتنا الشخصية على الإنترنت أصعب. ولكن ما زال بإمكاننا التحكم بأجزاء منها وهناك خطوات عملية في هذا الإطار."
Personal information and cookies. Source: Pixabay
حماية معلوماتنا الشخصية على الإنترنت
- أولى هذه الخطوات أن لا تشارك معلوماتك الشخصية بسهولة مع تطبيقات غير معروفة المصدر أو الأهداف.
- عند أخذ قرار المشاركة، لا تشارك بكل تفاصيل حياتك على مواقع التواصل الاجتماعي، والأخطر مشاركتها على مواقع وتطبيقات المواعدة dating sites.
- الهاتف المحمول يحمل كل المعلومات الهامة عنك: صور، معلومات، تطبيق البنك، معلومات البطاقة الائتمانية وأي بطاقة إلكترونية أخرى مثل بطاقات التسوق وتجميع النقاط وغيرها. "لهذا يجب الانتباه جيداً قبل تنزيل التطبيقات وقراءة ما قيل عنها من مستخدمين سابقين".
- اليوم أصبحت المواقع الإلكترونية ملزمة عند الدخول إليها أن تخبرنا عن سياسة الـ cookies التي تستخدمها. لا يجب أن توافق عليها قبل قراءتها. "بإمكاننا اختيار المعلومات التي لا نرغب بنقلها مع الكوكيز من جهازنا لجهاز خادم الويب.
جميع الأفكار الواردة في هذه الحلقة هي على سبيل المعلومات العامة فقط وليست نصيحة خاصة.
