تعتبر السنة القمرية الجديدة Lunar New Year أو عيد الربيع، جزءًا راسخًا من الثقافة الأسترالية، وتعد الاحتفالات التي تقام في سيدني الأكبر من نوعها خارج آسيا.
هذا العام، سيكون يوم رأس السنة القمرية في الأول من شباط/فبراير، وعام 2022 هو عام النمر.
وتشرح الدكتورة Pan Wang وهي محاضرة في الدراسات الصينية والآسيوية في جامعة نيو ساوث ويلز، أن عيد الربيع يستمر على مدار 15 يومًا، إلى حين موعد عيد الفوانيس، ويعتمد التقويم القمري على دورة القمر ووجهته نحو الشمس.
ويحل مهرجان الفوانيس في اليوم الخامس عشر من العام القمري.
فما هو أصل وجذور السنة القمرية وكيف يتم الاحتفال بها في أستراليا؟
The biggest Lunar New Year celebrations outside of Asia are in Sydney.
تعمل الدكتورة Kai Zhang مع برنامج اللغة الصينية الحديثة في كلية الثقافة والتاريخ واللغة في الجامعة الوطنية الأسترالية، وهي تعتبر احتفالات السنة القمرية الجديدة في أستراليا فرصة رائعة للأشخاص من جميع أنحاء العالم للتعرف على الثقافات الصينية وثقافة جنوب شرق وشرق آسيا بشكل عام.
وأشارت الدكتورة وانغ إلى أن الاحتفال بالسنة القمرية الجديدة في أستراليا يتم بعدة طرق من بينها رقصة الأسود ورقصة التنين على وقع الطبول والصنوج.
وتقول السيدة Iris Tang التي نشأت في الصين وانتقلت للعيش في أستراليا منذ 20 عامًا، إن المأكولات التقليدية وموائد الطعام المميزة جزء مهم من احتفالات رأس السنة القمرية في أستراليا، كما هو الحال في الصين.
وتضيف أيرس أن الاختلاف الرئيسي ما بين الاحتفاء بعيد رأس السنة القمرية في أستراليا والاحتفالات في الصين، هو أن هناك عطلة طويلة تتزامن مع احتفالات السنة القمرية الجديدة في الصين.
وقد اعتاد مئات الملايين من الأشخاص من حول العالم، السفر إلى مسقط رأسهم للم شمل الأسرة والاحتفال برأس السنة القمرية الجديدة في الوطن الأم خلال الظروف الطبيعية وبالطبع عند غياب قيود كوفيد-19.
وعلى الرغم من أن الصين الحديثة تتبع التقويم الغريغوري، إلا أن التقويم الصيني التقليدي يُستخدم أيضًا على نطاق واسع في الصين، كما يمنحه الصينيون المغتربون اهتماماً خاصاً لأنه يحدد الأعياد التقليدية، مثل رأس السنة الصينية الجديدة ومهرجان الفوانيس وغيرها.
وتتميز روزنامة السنة القمرية بأهمية خاصة وقيمة معنوية من حيث اختيار الأيام الميمونة لحفلات الزفاف أو الجنازات أو الانتقال لمنزل جديد أو بدء عمل أو مصلحة تجارية.
عاش الدكتور Craig Smith وهو محاضر في دراسات الترجمة للغة الصينية في معهد آسيا بجامعة ملبورن، في تايوان وكوريا الجنوبية لبضع سنوات، ولديه بعض الذكريات الرائعة عن احتفالات السنة القمرية الجديدة في كلا البلدين.
ويقول الدكتور Smith إن السنة القمرية الجديدة في كوريا الجنوبية هي مناسبة لتقدير واحترام الأجداد.
كما يوضح أن العديد من عناصر ومعالم الاحتفال بالعام القمري الجديد تأتي من دول أخرى غير الصين، كعروض رقصة الأسد التقليدية على سبيل المثال.
أما سنة الأبراج الصينية فتبدأ وتنتهي بالتزامن مع السنة القمرية. وفي دورة الأبراج المتكررة التي تبلغ 12 عامًا، يُطلق كل عام اسم حيوان من حيوانات zodiac على السنة الجديدة، ولكل من الحيوانات سماته المشهورة.
ورموز الحيوانات تأتي في الترتيب التالي: الجرذ، الثور، النمر، الأرنب، التنين، الأفعى، الحصان، الماعز، القرد، الديك، الكلب، والخنزير.
وتعود نشأة الأبراج الصينية الإثني عشر إلى أسطورة قديمة تناقلتها الأجيال وتتمحور حول سباق الحيوانات لحضور اجتماع مهم.
وبالعودة إلى رمز سنة 2022 بحسب الروزنامة الصينية، هذه السنة هي سنة النمر، والنمر يرمز إلى القوة والسيطرة على الأشياء، وهذا ما يحتاجه عالمنا الذي لا يزال يكافح جائحة كوفيد-19.
