لبنانيون يروون قصص نجاتهم من إنفجار مرفأ بيروت

A man walks next to damaged vehicles in the aftermath of a massive explosion in Beirut.

A man walks next to damaged vehicles in the aftermath of a massive explosion in Beirut. Source: EPA

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

مواطنون في لبنان يشاركون قصص نجاتهم ويتحدثون عن هول الدمار وتداعيات الإنفجار عليهم.


في الوقت الذي لا تزال فيه بيروت المنكوبة تحصي خسائرها البشرية والمادية الناجمة عن انفجار المرفأ يوم الثلاثاء، بدأت تظهر روايات حول نجاة أشخاص بحياتهم أو حياة أقربائهم من هول الحادثة ومعاناتهم من تداعيات الحدث المفجعة.

لكل مواطن لبناني قصة جديرة بالإصغاء، لأنها كلها قصص نجاة ومثابرة عجيبة وبطولات في التحمل والصبر وأكثرها قصص معاناة طويلة وأليمة.
وفي ظل حادث  انفجار مرفأ بيروت المروع، التقت جميلة فخري عبر اس بي اس عربي24 بالأب رواد الشقور والأستاذ هاني الأسعد والأستاذ روي فرج والدكتور جوزيف الخوري في لبنان، للحديث عن خبرتهم وشعورهم جراء الحادث وقصص نجاتهم.
A woman stands inside a damaged restaurant a day after an explosion hit the seaport of Beirut, Lebanon, Wednesday, Aug. 5, 2020. (AP Photo/Hussein Malla)
جانب من الدمار الذي لحق بأحياء بيروت جراء الانفجار Source: AP
على بعد خمسة وسبعين كيلومترا، شعر أهل الجنوب بقوة الإنفجار كما لو كانوا  داخل بيروت، هكذا روى  الأب رواد الشقور تردد دوي الانفجار في منطقة جزين الجنوبية قائلا سمعنا وشعرنا بالإنفجار كما لو كنا في قلب بيروت"، كما أعرب الأب شقور عن مخاوفه من أزمة رغيف مستقبلية بعد أن هدمت اهرامات القمح في مرفأ بيروت جراء الحادث.
The destroyed silo sits in rubble and debris after an explosion at the seaport of Beirut, Lebanon, Lebanon, Wednesday, Aug. 5, 2020
The destroyed silo sits in rubble and debris after an explosion at the seaport of Beirut. Source: AP
أما الأستاذ هاني الأسعد الذي عاش سنين الحرب على خطوط التماس، وذاق مرارتها فقد قال انه لم يشهد في حياته قط على خراب كالذي خلفه الإنفجار المهول في مرفأ بيروت و"الكل ظنّ ان الانفجار حدث داخل بنايته"

وأضاف الأستاذ هاني انه وعلى بعد عشرة كيلومترات، دفع الضغط الناجم عن دوي الإنفجار بالأشخاص والأشياء لما يزيد على عشرة أمتار، ووصف الحالة ب"الواقع المؤلم" الذي يستحيل فهمه أوتفسير أسبابه ونتائجه لأن "ما حدث كارثة فعلية على بيروت" 

وأضاف هاني ان الجرح الأكبر هو جرح الوطن، وتصغر المصائب التي يمكن تعويضها والخسائر المادية أمام خسارة الأرواح وأولئك الذين فقدوا أحبتهم.

واعتبر هاني ما يحصل في لبنان بمثابة جريمة كما تطرأ الى الأزمات العديدة والمتنوعة التي حلت بلبنان وشعبه في الآونة الأخيرة من ضيقة مادية طاحنة وغياب العدالة الإجتماعية وجائحة كورونا وحرائق لتنصب المصائب كاملة في هذا الإنفجار "حرام هالبلد".
وفيما نستعمل العبارات لوصف حادثة ما، لا تجد الكلمات معناها مثل ما تراه العين ويشعر به القلب. الأستاذ روي فرج  قال لاس بي اس غربي 24 ان الدمار الذي خلفه الإنفجار مهول ومرعب "منظر مبكِ، الآن فهمنا ماذا تعني عبارة  منطقة منكوبة"

وتطرأ الأستاذ روي أيضا الى شبه انهيار القطاع الصحي الذي أصبح عاجزا على استقبال المزيد من الجرحى بعد أن بلغ قدرته الاستيعابية القصوى، وامتلأت اكبر مستشفيات بيروت وبدأت الأستعانة بمستشفيات الضواحي والمناطق البعيدة.

من جهته قال الدكتور جوزيف الخوري انه نجى بفارق ثوان قليلة وهو واحد  من الآلاف الذين نجوا بأعجوبة "لو كنت ما زلت أشرب كوب الماء في المطبخ  لما كنت حيا أتكلم معكم الآن".
والجدير بالذكر أن المتحدثين اتفقوا جميعا أن هذه الأيام وهذا الحادث أكثر قسوة من أيام الحرب الأليمة وأن ما يشهده لبنان اليوم أصعب مما مرّ عليه خلال الأزمات أوالحروب السابقة.

سبع مرات واكثرلملمت بيروت نفسها ونهضت من بين الركام، ولكن يظهر ان رجاءَ اللبنانيين بات مدميا تعبا، أيُسمع أنين القلب أم صراخ الأطفال والكبار والشباب اليائس يتطلع الى خلف البحار، وهل تكفي كلمة "كفى".
 Medics shift an injured person from Najjar Hospital to another hospital in Al-Hamra area in Beirut.
Medics shift an injured person from Najjar Hospital to another hospital in Al-Hamra area in Beirut. Source: EPA
أهو القدر ولبنان لا يستحق هذا العذاب، سؤال يدور في ذهن محدثينا "نواجه الأزمات ولكن تعبنا"، خسائر في الأرواح لا تعوض نطلب من الله الرحمة عليها والسلوان لأهلها، وخسائر أخرى اقتصرت على الماديات ولكنها ثمرة تعب العمر وجناه، وفيما يشكر الجميع الله على سلامة الأشخاص ويخجلون من ذكر ما أصابهم من ضرر أمام مصائب غيرهم، لا بد من أن نصلي للمتألمين والمفجوعين والمصابين على أمل أن يخلص لبنان وتنتصر الحياة.


شارك