كورونا والاقتصاد: هل حان الوقت لتقلل أستراليا من اعتمادها على الصين؟

China and Australia flag together realtions textile cloth fabric texture

China and Australia flag together realtions textile cloth fabric texture Source: iStockphoto

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

الصين شريكنا التجاري الأول ولكن جائحة كورونا قد تضطر أستراليا لإعادة حساباتها والاعتماد على ذاتها.


تعد أستراليا من أكثر دول العالم اعتماداً على الصين على الصعيد الاقتصادي فهي أكبر مصدر للفحم في العالم والصين من أكبر مستهلكيه وبالتالي فإن المنفعة متبادلة بل إن القرب الجغرافي نسبياً بين البلدين فتح قنوات إضافية للتعاون، فالجامعات الأسترالية لطالما اعتمدت على الطلاب الصينيين كمصدر دخل أساسي، وسوق العقار الأسترالي استفاد أيضاً من الاستثمارات الصينية التي تسببت بارتفاع الأسعار بشكل صاروخي في السنوات العشر الأخيرة.

النموذج الاقتصادي الأسترالي المتفرد بين الدول الصناعية والذي قاد نمواً متواصلاً لثلاثة عقود تقريباً، اصطدم بجائحة كوفيد-19 حاله حال معظم دول العالم الصناعية والتي وجدت نفسها في مأزق كبير نظراً لاعتمادها على الصين لتصنيع منتجاتها مما دفع الكثير منها لإعادة تقييم استراتيجيات الصناعة في هذه الأوقات الصعبة.

واعتبر رئيس غرفة التجارة والصناعة العربية الأسترالية رولاند جبور أنه من غير الممكن التخلي عن الصين أو تقليل الاعتماد عليها في المستقبل المنظور ولكنه أشار إلى تحركات حكومية للبحث عن شركاء تجاريين جدد، وأضاف: "علينا البحث عن أسواق بديلة ولكن في الوقت الحالي فإن التعاملات مع الصين تشكل نسبة كبيرة من اقتصادنا الأسترالي."

"تحقيق الاكتفاء الذاتي"

تسببت أزمة فيروس كورونا في إغلاق الحدود بين الدول، عندئذ صُدمت الدول الكبرى بسلاسل التوريد المعقدة التي تضمن وصول احتياجاتها من المواد الغذائية وغيرها من السلع الأساسية، وتعالت الأصوات المطالبة بتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الزراعة، ووردت تصريحات على لسان وزير الزراعة الأسترالي ديفيد ليتل براود أكد فيها على نية الحكومة العمل جاهدة لتحقيق ذلك.

أستراليا تنتج الغذاء على نحو يفوق حاجتها بثلاثة أضعاف، أي ما يكفي لحوالي 75 مليون شخص وبالتالي فإن جزء كبير من انتاجها يتحول إلى صادرات. جبور يعتقد أنه كان بمقدور أستراليا تحقيق المزيد في مجال الانتاج الزراعي لولا بعض العوائق: "مساحة أستراليا الشاسعة وضعف الانفاق على مشاريع البنى التحتية يقف في طريق توظيف ثرواتها الطبيعية. كان ممكن أن نصبح سلة غذاء العالم ولكن الكثافة السكانية منخفضة وكلفة تطوير البنية التحتية باهظة."
China clothes factory
عمال في مصنع صيني Source: Getty
أما في مجال الصناعات، فلا يخفى على أحد أن انخفاض كلفة اليد العاملة في الصين ودول آسيوية أخرى جعلت منها خياراً جذاباً لدول صناعية كبرى لتفتتح مصانعاً هناك لتقلل الكلفة وتزيد هامش الربح. ويقول جبور أن أستراليا خسرت هذه الميزة التنافسية فاليد العاملة مكلفة وكلفة التشغيل مرتفعة.  

ولكن لا زال بإمكان أستراليا اقتناص فرصة التفوق في صناعات معينة وفق ما قال جبور: "لا بد من التوجه إلى التكنولوجيا والاستثمار في هذا الاتجاه. لا تزال الصناعة تشكل 10% من حجم الاقتصاد الأسترالي ولكن ليس بإمكاننا المنافسة في الصناعات التقليدية فقد خسرنا مؤخراً قطاع تصنيع السيارات مع إغلاق هولدن."

وفي الوقت الذي ينظر فيه الشعبويين إلى جائحة كوفيد-19 كهدية أقفلت الحدود في وجه المهاجرين وأوقفت حركة التجارة العالمية مما قد يعزز سياسية الانعزال والتقوقع، لا يزال كثر يعتقدون أن العولمة المتجذرة في عالمنا والكوارث العالمية ستستهم في تقريب وجهات النظر عوضاً عن تباعدها.

ويرى جبور أن وباء كورونا جعل العالم يعيد النظر في التركيبة الحالية للعولمة ولكن التشابك في المصالح لن يختفي بسهولة: "حجم التبادل التجاري والاستثمار بين الدول امر واقع ومن الصعب التخلي عنه في المستقبل القريب أو ايجاد بدائل له." ولكن في ذات الوقت فإن العولمة تلقت ضربة قاسية: " إذا نظرنا إلى الاتحاد الأوروبي في ظل هذه الأزمة، سنرى هشاشة وتخبط، فكل دولة حددت أولياتها بناءً على المصلحة القومية لكل منها."

استمعوا إلى المقابلة مع رئيس غرفة التجارة والصناعة العربية الأسترالية رولاند جبور في التدوين الصوتي.


شارك