عشق العراقيين للكرة لا يتوقف عند مكان: لعبوها صغارا فوحدتهم كباراً

Younis Mahmoud (left) is aiming to make history with Iraq (AAP).png

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

فارق التوقيت معضلة العراقيين في استراليا لمتابعة المباريات ولكنهم قد يجدون الحل


النقاط الرئيسية
  • تعلق العراقيين بالكرة يعود إلى اربعينات القرن الماضي
  • العراقيون يحبون لعبة كرة القدم بشكل لا يوصف
  • كانت كرة القدم عامل وحدة للعراقيين في أحلك الظروف
لا يختلف اثنان على مدى حب العراقيين بل لعشقهم لكرة القدم والتي يسمونها بلهجتهم "الطوبة".

ويعد العراق من بين أوائل البلدان العربية التي عرفت كرة القدم وأسست اتحاداً رسمياً لها انضم الى الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 1950.

المعلق والصحفي الرياضي طارق الحارس قال لأس بي أس عربي 24 إن معرفة العراقيين للكرة تعود إلى عشرينات القرن الماضي من خلال عمال النفط الانجليز في كركوك وعمال ميناء البصرة في الجنوب.
طارق الحارس (الأول من اليمين).png
ويضيف إن "اتحاد الكرة العراقي تأسس ب 14 فريقاً في عام 1948، وانضم إلى الاتحاد الدولي رسمياً بعد عامين من ذلك."

ومع قُدُم الكرة في العراق زاد عشق العراقيين لها.

د. حمودي النشمي من جنوب استراليا يقول إن العراقيين شغوفون بكرة القدم لإنها لعبة "الفقراء" التي لا تحتاج إلى الكثير للعبها.

"كنا نلعب الطوبة في صغرنا لأنها لا تحتاج إلا إلى ساحة مع عوارض اهداف كنّا نعملها من رصف بعض الحجارات أو باستخدام كتبنا المدرسية"، بحسب توضيح د. حمودي النشمي.
د. حمودي النشمي (على اليسار).png
ومع أن الكثير من الشعوب في المعمورة تعشق كرة القدم، إلا أن حب العراقيين للكرة وصل إلى حد أنه أصبح عنوان للوحدة في ظل الظروف العصيبة التي مروا بها.

المدرب وعاشق الكرة باسم راشو- المقيم في ملبورن- يقول إن كرة القدم هي "المتنفس الوحيد للشعب العراقي"، موضحاَ أنه في ظل الظروف العصيبة التي عاشها ابناء العراق كانت متابعة مباريات المنتخب الوطني بكرة القدم "الشيء الوحيد الذي يوحدهم."

ورغم حب العراقيين – سواء في العراق أم في أستراليا- لكرة القدم، إلا أن الأمر لا يخلو من المشاكل والتعقيدات.

د. النشمي يؤكد أن المشكلة الأكبر التي تواجه المشجعين العراقيين في استراليا "فارق التوقيت" حيث يبلغ الفارق في بعض الأحيان ما بين 8 إلى 12 ساعة.

لكن يبدو أن البعض وجد الحل لهذه المشكلة رغم أمه في بعض الاحيان لا ينجح.

د. وليد الخزرجي وهو طبيب تخدير في أديلايد قال لأس بي أس عربي 24 إنه يقوم بتغيير مواعيد عمله إذا كان هنالك مباراة مهمة يتم لعبها في وقت يصادف مع ساعات الفجر بالتوقيت الاسترالي.

ويعود د. الخزرجي للقول مستدركاً إن "هذا الحل لا ينفع في بعض المرات بسبب ضغط العمل."

والحل الثاني الذي جاء لجماهير الكرة العراقية في أستراليا تمثل في حضور المنتخب العراقي للمشاركة في بطولة آسيا لكرة القدم التي أقيمت في عدة مدن أستراليا عام 2015.

وأكد د. حودي النشمي أنه سافر إلى عدة مدن أسترالية مثل برزبن وسيدني وبيرث لتشجيع المنتخب الوطني العراقي.

أما الملحن بسام بولص المقيم في ملبورن فقد أخذ تشجيع المنتخب عام 2015 إلى مستوى آخر.
الملحن بسام بولص.png
يقول الملحن بولص إنه تواصل مع شعراء ولحن أغنية أهداها للمنتخب غناها المطرب محمد النجار.

"ذهبنا إلى الفندق حيث يقيم المنتخب العراقي عام 2015 في سيدني وقدمها له الأغنية وحرصنا على تشجيعهم لتقديم الأفضل"، بحسب الملحن بولص.

ورغم أن المنتخب الوطني العراقي لم يصل إلى المباراة النهائية في بطولة آسيا عام 2015، إلا أنه قدّم أداء جيداً أرضى جماهير الكرة التي آزرته خاصة هنا في أستراليا.

وعبر مسيرة أكثر من 70 عاماً من الكرة، حققت المنتخبات الوطنية العراقية الكثير من الانجازات، ربما كان أهمها الترشح لنهئيات كأس العالم في المكسيك عام 1986 كما يقول المعلق الرياضي طارق الحارس.

الصحفي الرياضي رافق العقابي الذي كان مع المنتخب الوطني العراقي لحظة فوزة ببطولة أمم آسيا عام 2007 يقول إن هذا الفوز "وحد الشعب العراقي في ظل الظروف الصعبة آنذاك.

ويذكر العقابي إنه بعد عودة المنتخب للعراق بعد الفوز بالكأس ورغم "الحرب الأهلية" في البلاد "وقف المشجعون على طول الطريق من مطار بغداد الدولي (غرب بغداد) إلى فندق الرشيد بوسط بغداد متحدين الانفجارات والمخاطر."

وفي أستراليا، تحول عشق كرة القدم لدى الجالية العراقية إلى شغف حقيقي.

المدرب باسم راشو يذكر أنه وبعد وصوله إلى ملبورن، جمع العديد من العراقيين الذين تجاوزت اعمرهم الثلاثين وشكل فريقاً مصغراً للعب الكرة.
The Roxburgh Park United FC Girls team in North Melbourne.
The Roxburgh Park United FC Girls team in North Melbourne. Credit: Bassim Rasho

ولم يتوقف عند هذا الحد بل أنخرط في أقرب نادي رياضي ليواصل تدريب الكرة ولكن هذه المرة للفتيات خاصة من الجالية العراقية.

اللاعبة شاميران راشو، أبنة المدرب باسم، أحدى الفتيات التي شقت طريقها في عالم كرة القدم في ملبورن.

تقول شاميران إنها أخذت عشق الكرة من والدها الذي "طالما أخذها وهي صغيرة لحضور مباريات كرة القدم المحلية في أستراليا."

ويبقى السؤال الأكبر هل توقف العراقيون عند عشق الكرة وتشجيع الفرق هنا في أستراليا، أم ضافوا عليها شيئاً آخر.

تقول الآنسة شاميران راشو إن فريق الفتيات العراقيات (أقل من 18 عاماً) في ملبورن يعد الافضل وهو في طريقة للحصول على دوري الكرة في هذه الفئة العمرية على عموم فيكتوريا في هذا الموسم.

وأخيراً يروي الصحفي رافق العقابي قصة "حزينة" خبرها عام 2007 وهي لأم عراقية فقدت أبنها بانفجار في بغداد واقسمت ألا تقيم عزاء إلا بعودة المنتخب الوطني حاملا كأس أمم آسيا آنذاك.

ويقول العقابي إن "هذه المرأة كانت من بين أوائل الناس الذين أستقبلوا المنتخب في فندق الرشيد ببغداد بعد عودته متوجاً بالكاس.
أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و و

توجهوا الآن إلى للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.

يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر  أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على 
 يمكنكم أيضًا مشاهدة أخبار في أي وقت على SBS On Demand.


شارك