مهاجر عراقي: "تحركنا على هامش المجتمع الأسترالي ولا بد أن نندمج دون ترك محيطنا"

الناشط الاجتماعي أحمد الشمري- قصة هجرتي

الناشط الاجتماعي أحمد الشمري- قصة هجرتي Source: أحمد الشمري

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

نحن جزء من مكون هذا البلد، ويجب أن يكون لنا صوت نُعبّر به عن آمالنا، وآلامنا، وطموحنا، ونعطي وجهة نظرنا في الحياة كمواطنين أستراليين. وأن نسعى إلى ترميم شرخ فسيفساء الجالية العراقية من ترسبات صراع الأقليات والسلطة.


وصل أحمد الشمري عام 1995 إلى أستراليا في شهر آب/ أغسطس عام 1995 على تأشيرة اللجوء 200 كلاجئ إلى أستراليا بعد رحلة خروج من العراق على مضض وكراهة -كما يصفها- متجهًا نحو إحدى الدول العربية المجاورة بعد غزو القوات العراقية للكويت.


 النقاط الرئيسية:

  • وصف طفولته في العراق بالجميلة، فالمجتمع كان مستقراً إلى أن دخل العراق خط الحروب.
  • انتقل من معسكرات اللجوء في صحراء مُسيجة إلى فضاء الحرية والجمال والاستقبال الإنساني في أستراليا.
  •  يرى أبناء العراق واعدين بنماذج تبوأت سُلم المراكز في أستراليا وهي الجزء المضيء من الجالية.

  عن اللحظات الأولى لوصوله إلى أستراليا يقول الناشط الاجتماعي أحمد الشمري لإذاعة أس بي أس عربي24" كنت كعصفور كان محبوساً في قفص، وأُعطي الحرية على حين غرة". فقد انتقل من معسكرات لجوء ليس فيها إلا الصحراء والجدران الحديدية المُسيجة، إلى فضاء الحرية والجمال والطبيعة الساحرة والاستقبال الإنساني في أستراليا".

لم يشعر أحمد عند وصوله بأي غربة في مدينة ملبورن، فقد وصل مع مجموعة كبيرة من العراقيين اللاجئين، وتشاركت الجالية مع أبنائها خبراتها عند احتياجهم لأي شيء.

بمجرد وصوله، ركز أحمد على إتقان اللغة لإنجليزية وتعزيز الجانب التعليمي في بداية مسيرة هجرته، فأكمل درجة البكالوريوس ودعمها بدرجة الماجسيتر.
أحمد الشمري منخرطاً مع المجتمع المتعدد الثقافات في أستراليا
أحمد الشمري منخرطاً مع المجتمع المتعدد الثقافات في أستراليا Source: أحمد الشمري
يعود أحمد إلى رحلة ذكرياته في العراق صغيراً مستذكراً أيام طفولته في العراق، عن تلك المرحلة يقول:" نشأت في أسرة متوسطة في محافظة الديوانية، وكانت طفولتي في مراحلها الأولى جميلة جداً في منتصف السبعينيات إلى أواخرها حيث المدارس تقدم التغذية للطلبة، والحافلات تنقل الأطفال والتعليم والصحة بالمجان، والمجتمع العراقي بالإجمال يعيش حياة مستقرة إلى أن دخل العراق على خط النزاعات والحروب".
الناشط أحمد الشمري طفلاً صغيراً في العراق
الناشط أحمد الشمري طفلاً صغيراً في العراق Source: أحمد الشمري
بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، عاش العراقيون حالة من الأمل بانتهاء الحرب لبدء حياة جديدة، لكن بمجرد غزو الجيش العراقي للكويت تبددت الآمال.

 يُعبّر أحمد الشمري عن واقع الحال حينها بأن " 15 محافظة انتفضت ضد النظام في ذلك الوقت بسبب هذه الحرب"، ويضيف: "قررت شخصيًا الخروج من العراق، وانتظرت اللحظة المناسبة لأخرج إلى إحدى الدول العربية المجاورة لحين انتقلنا إلى أستراليا".

بعد الوصول إلى أستراليا، بدأت الجالية العراقية التي وصفها بأنها:"كانت متماسكة تحاول التأقلم مع الواقع الجديد ضمن نطاقها".
أحمد مع أحد  الاصدقاء
أحمد مع أحد الاصدقاء Source: أحمد الشمري
ويوضح أحمد:" لكن بعد هذه التجربة، اكتشفت أننا أضعنا أكثر من عشر سنوات ونحن نتحرك على هامش المجتمع الأسترالي، فقد كنا نلتقي في أماكننا المحدودة الخاصة، بينما كان المفروض أن نندمج ونمد جسوراً من اللحظة الأولى مع المجتمع الأسترالي، لإيجاد الفرص وبناء الذات والمستقبل دون ترك محيطنا".
من واقع حبه للعلاقات الاجتماعية والتعرف على الآخر داخل المجتمع المتعدد في أستراليا، انخرط أحمد بالعمل الاجتماعي، وبدأ تفاعله مع الجالية العراقية التي يقول عنها: "إن الشرخ في فسيفسائها لا يزال موجوداً بسبب ترسبات صراعات الأقليات والاستئثار بالسلطة".

وبحكم وجود الجالية العراقية في أستراليا، يسعى أحمد مع مجموعة متنوعة من أبناء الجالية باتجاه إبراز جمال هذا التنوع العراقي لإعطاء أمل للأجيال الجديدة الموجودة هنا وكذلك في العراق. 
مجموعة من أطياف المكون العراقي في  إحدى المناسبات في أستراليا
مجموعة من أطياف المكون العراقي في إحدى المناسبات في أستراليا Source: أحمد الشمري
ويضرب أحمد المثل بمهرجان "أريدو" الثقافي وهو أحد أعضاء لجنته التنظيمية، حيث يعكس المهرجان التنوع الثقافي الحضاري العراقي، مستشهدًا بقول إحدى الحاضرات في المهرجان مصابة بمرض السرطان، وكانت تود الذهاب إلى العراق ولم تتمكن، بأن قالت بعد حضورها المهرجان: " أشكركم أنكم أتيتم بالعراق إلى هنا".

يرى أحمد الجيل العراقي الجديد في أستراليا واعداً بنماذج تبوأت أول سُلم المراكز في المجتمع السياسي في أستراليا ويعتبرها "الجزء المضيء من الجالية"، حاثاً أبناء الجالية العراقية التحرك في أستراليا على هذه الأساس بقوله:" نحن نسكن في هذا البلد، وجزء منه، فيجب أن نندمج ويكون لنا صوتًا لكي نُعبر عن آمالنا وآلامنا وطموحنا ونتحدث عن مشاكلنا ونعطي وجهة نظرنا في الحياة كمواطنين أستراليين".
في إحدى فعاليات دعم العراق
في إحدى فعاليات دعم العراق Source: أحمد الشمري
عن تربية الأولاد في بلاد المهجر يقول أحمد: "هي عملية صعبة، خاصة عندما يرون العادات والتقاليد كالاحتفال بالعيد وطريقة ارتداء الملابس والتعامل بين أفراد المجتمع، ويقارنونها مع واقعهم المعيشي في أستراليا، فيكون دور الأهل صعباً، لكننا ركزنا على القيم المشتركة بين المجتمعين العربي والأسترالي".

ويمتلك الناشط الاجتماعي أحمد الشمري ذائقة في الشعر وينظمه، حيث فاز بجائزة الجواهري للشعر عام 2019 في منتدى الجامعيين الأستراليين في إحدى دوراته في سيدني.

وعن الحرية والديموقراطية ومدى فهم أبناء الجالية لها قال: "جزء كبير من الناشطين يفهمون ذلك جيداً، لكننا نحتاج العمل على ذلك مع كثير من أبناء الجالية".

وينصح المهاجر الجديد بإتقان اللغة الإنجليزية فهي مفتاح كل شيء في استراليا، ومن ثم بناء العلاقات الاجتماعية.

للاستماع لقصة هجرة المهاجر العراقي الأسترالي أحمد الشمري، يرجى الضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.
أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و و

توجهوا الآن إلى للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.  

يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر  أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على   


شارك