"مش هلاقي آكل": كيف أثّر ايقاف JobKeeper على عربي أسترالي خسر شركته؟

People are seen waiting in line at the Prahran Centrelink office in Melbourne,

Source: AAP

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

كان يمتلك جورج شركة خدمات تنظيف ولكن الجائحة اضطرته لإغلاقها.


"أنا كنت من المستفيدين من JobKeeper لأن شركتي خسرت عقودها. مش هلاقي آكل لا أنا ولا عيالي" بهذه الكلمات روى جورج قصته مع برنامج دعم الأجور الذي قررت الحكومة قبل أيام ايقافه علماً بأن قيمته الإجمالية ناهزت 90 مليار دولار منذ تقديمه في نيسان أبريل العام الماضي.

وساعد هذا البرنامج الشركات على إبقاء موظفيها خارج سجلات العاطلين عن العمل ولا سيما في قطاعا السياحة والطيران اللذان تلقا الضربة الأقسى منذ بداية الجائحة التي فرضت إغلاقاً صارماً على الحدود الدولية.

وقال جورج في حديث لبرنامج Good Morning Australia انه وموظفيه كانوا يعتمدون بشكل كلي على JobKeeper وأضاف متسائلاً: "هل دعم قطاع الطيران بتذاكر سفر مخفضة بقيمة مليار و200 مليون دولار سيفيد هؤلاء الذين خسروا أشغالهم؟ JobKeeper ساعد في إبقاء بيوتنا مفتوحة. لم أجد عملاً إلى الآن."
هل الحل في دعم السياحة الداخلية على حساب من خسروا وظائفهم. ايقاف JobKeeper تعسفي!
وطالب جورج الحكومة بدراسة كل حالة على حدى لأن "التعميم له دائماً ضحاياً" وفق تعبيره.

سألنا الخبير الاقتصادي في أس بي أس عربي24 د. عبدالله العجلان عن رأيه في مدى جدوى وفعالية برنامج JobKeeper فأجاب: "حافظ البرنامج على معدل بطالة منخفض لان المستفيدين ظلوا موظفين على الورق مع أن كثيراً منهم لم يكن يعمل. النتائج النهائية لايقاف البرنامج غير واضحة ولكن التوقعات أشارت إلى احتمالية خسارة 150 ألف شخص لوظائفهم."

وأكد العجلان على أن التوقيت المناسب لايقاف البرنامج هو الآن لأن الاقتصاد الأسترالي عليه أن يدخل في مرحلة التعافي الذاتي ليتمكن من استحداث الوظائف.
Finance Minister has acknowledged that Australia is facing economic recession: Australian News in Sinhala on 28 June
Withdrawal Australian Dollar Source: Getty Image
وضرب الخبير الاقتصادي مثالاً من الجارة النيوزلندية: "انتهت منظومة دعم الأجور في نيوزلندا في سبتمبر 2020 وتحسنت أرقام التوظيف في ديسمبر من نفس العام. هناك نتائج سلبية طبعاً لايقاف البرنامج ستطال كثيرين ولكنه الحل الوحيد لانعاش الاقتصاد."
الأستراليون فوق 35 عاماً سيتمكنون من العودة إلى سوق العمل بشكل أسرع من أولئك الأصغر سناً. على الحكومة تركيز اهتمامها على دعم توظيف صغار السن في الفترة المقبلة.
ولأجل المفارقة، وكدليل على الأثر الايجابي لـ JobKeeper فرغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي نتجت عن الجائحة، لم يتجاوز عدد الشركات التي أقفلت أبوابها في 2020 خمسة آلاف شركة بينما شهد العامان 2018 و2019 إغلاق أكثر من 8 آلاف شركة.

ويرى العجلان أن الوقت حان لإعادة توجيه الإنفاق لقطاعات معينة: "الدعم يجب أن يكون موجهاً في الفترة القادمة. الأرقام الرسمية تشير إلى تأثر قطاعات السياحة والطيران والفندقة بشكل كبير ولذا لا بد من الالتفات اليها."

تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الفدرالية قررت دعم 800 ألف تذكرة سفر لتباع بنصف السعر للأستراليين وإلى وجهات سياحية محددة على أمل إنعاش حركة السفر الداخلي.

ولكن إضافة إلى هذه التذاكر "المغرية" يرى العجلان أنه بالإمكان أيضاً دعم هذه القطاعت بطرق أخرى: "بإمكان الحكومة الفدرالية تقديم قروض منخفضة الفائدة ومنح مالية للاعمال في قطاع السياحة والضيافة والفندقة."

وتعرض برنامج دعم الأجور العام الماضي لدى إطلاقه إلى كثير من الانتقادات التي تطرقت إلى استغلال بعض الشركات للثغرات في البرنامج واستفادة نسبة من الموظفين من معونات تفوق قيمتها ما كانوا يتقاضونه من وظائفهم.

ولكن العجلان عبر عن اعتقاده بأن معظم الشركات الأسترالية تعاملت مع البرنامج بطريقة عقلانية بما يحقق مصلحة الاقتصاد الأسترالي: "دعونا لا ننسى أن ثلث العمال والموظفين في أستراليا استفادوا من JobKeeper في مرحلة من المراحل. 1500 دولار كل أسبوعين مبلغ كبير بالنسبة لباقي الدول التي تعاملت مع نفس الظروف الاقتصادي. الناتج المحلي الاجمالي يتعافى بصورة أسرع بكثير مما كان متوقعاً في السابق."

استمعوا إلى المقابلة مع صاحب الشركة المتضرر من ايقاف JobKeeper والخبير الاقتصادي د. عبدالله العجلان في الملف الصوتي المرفق بالصورة. 


شارك