"بلدك مصر قذرة وسكانها وأهرامتها أغبياء وتسودها ثقافة الكذب والغش": رب عمل أسترالي لمتعاقد معه

iStockphoto

Source: iStockphoto

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

فوجىء أنطوان بوابلٍ من السباب في بريدٍ الكتروني من جيمس، اتهمه فيه بالغباء وصب جام غضبه على أصله المصري.


عندما التحق أنطوان خريج الهندسة المعمارية الأسترالي من أصول مصرية إلى عملٍ جديد في بداية العام 2020، لم يتوقع أن تنتهي وظيفته الجديدة في أقل من أسبوع، وعلى هذا النحو.


النقاط الرئيسية

  • نعتَ صاحبُ العملِ الأسترالي المهندسَ الأسترالي من أصول مصرية بالغبي من بلادٍ قذرة يسودها الكذب والغش
  • سبب الخلاف الأصلي حول الأجر المتفق عليه بين الطرفين
  • جاري الآن فض النزاع حول الأجر في محكمة الدعاوى الصغرى في Burwood بسيدني.

عمل أنطوان الشاب الثلاثيني في مجال الهندسة المعمارية لأكثر من 15 عاماً، ويعمل كمحاضر في مواد متخصصة بجامعة سيدني التقنية من العام 2014 إلى يومنا هذا. كما عمل كمحاضر في عدد من الجامعات الأسترالية والأمريكية ومن ضمنهم جامعة سواينبيرن للتكنلوجيا في سيدني و جامعة سيدني وجامعة كانبرا والمعهد التقني في نيو يورك.

يقول أنطوان إنه بعد أسبوع في العمل نشب خلاف حول الأجر بينه وبين جيمس صاحب شركة التصميم المعماري الأسترالية.

وعندما اختلف الرجلان، فوجىء أنطوان بوابلٍ من السباب في بريدٍ الكتروني من جيمس، اتهمه فيه بالغباء وصب جام غضبه على أصله المصري.
Excerpt of the alleged email sent to Antoine from his former employer.
Excerpt of the alleged email sent to Antoine from his former employer. Source: Supplied
حيث قال جيمس إن مصر بلدٌ قذر وبعد زيارته له تأكد من ثقافة "الكذب والغش" المنتشرة فيها.

كما قال إن أستراليا بلدٌ شيد في أقل من 200 سنة بينما لا يزال المصريون "مع أهرامتهم الغبية يدخنون الشيشة ويبيعون السجاد"

وشمل البريد عدد من الألفاظ النابية الموجهة إلى شخص أنطوان، لا يمكن ذكرها في مقالتنا.

يقول أنطوان إنه لم يتوقع تلقي مثل هذه العبارات.
وجدت نفسي بلا كلمات. لا أدري بأي حق كون هذا الشخص رأيه عن مصر. ولكن اساءاته كانت مؤشراً على مستوى تعليمه ومدى ثقافته.
ويرى أنطوان أنه يجب على القانون معاقبة هذا النوع من العنصرية اللفظية. وأكد على أن الهيئات الحكومية المسؤولة عن تصريح العمل في المجال الهندسي في أستراليا، يجب أن تسحب منه رخصة مزاولة المهنة ومنعه من العمل.
ويقول أنطوان إنها ليست المرة الأولى خلال الـ8 سنوات التي عاش وعمل ودرّس فيها داخل أستراليا، التي تعرض فيها للعنصرية.

وبالرغم من التجارب السابقة إلا أن لم تكن أيٌ منها عنصرية "واضحة ومباشرة بهذا الشكل".

ومع هذا، لا يعتبر أنطوان أن أستراليا تعاني من مشكلة متأصلة في العنصرية بأماكن العمل، ويرى تجاربه السابقة، كحالات فردية لا تعم على المجتمع وثقافة أماكن العمل الأسترالية.

وينصح أنطوان غيره بالاصرار على كتابة وتوقيع عقد عملٍ رسمي قبل البدء في أي مكان عملٍ جديد. وقال إنه يتحمل الآن نتيجة خطأهِ.

ومن جانبه قال جيمس للأس بي أس عربي24 إن مشكلته مع أنطوان لم تمت للعرق أو الجنسية بصلة.

كما قال إنه "لا يعرف" مصدر البريد الالكتروني الذي تلقاه أنطوان. حيث شارك أنطوان نسخة من بريدين الكترونيين تلقاهما من عنوانٍ بريدي يحمل اسم جيمس الأول واسم عائلته، وذكر فيه تفاصيل عن نزاعهما حول الأجر، بجانب الشتائم.
أنا أؤمن بأن كل بلد لها ثقافتها المختلفة وإذا لم تستطع التأقلم مع ثقافة المجتمع الأسترالي، لماذا أتيت إلى هنا؟
وعندما عرضت الأس بي أس عربي24 بعضاً مما جاء في البريد الالكتروني على جيمس، كان رده بأنه "كلامٌ طريف ووطني"
An excerpt of the alleged email sent to Antoine from his employer.
An excerpt of the alleged email sent to Antoine from his employer. Source: Supplied
ولم يوضح جيمس إذا ما كان مسؤولاً عن الكلام المبعوث في البريد الالكتروني، ورفض الاعتراف أو الانكار بأنه مرسل البريد  على  أي حالٍ من الأحوال.

ويعتقد جيمس أن المسلمين في أستراليا لا يستطيعون التاقلم مع الجتمع الأسترالي بشكلٍ عام.
أعتقد أن هناك عداوة ومشكلة بين الجالية الاسلامية وأستراليا. المسلمون والعرب لا ينسجمون مع المجتمع الاسترالي بسهولة مقارنةً بالآسيويين على سبيل المثال. ثقافةٌ الآسيويين تشجع على الصداقة والتعاون.
ومن جانبه علق المحامي هاشم الحسيني في حديث مع الأس بي أس على هذه الواقعة.

"إنها مثال صارخ على العنصرية التي قد يتعرض لها الأستراليون من خلفيات ثقافية أو اثنية متنوعة."

"قوانين تمييز عنصري وأخرى متعلقة بالقدح والذم. تتقارب هذه القوانين في حالات معينة، فمثلاً اذا تلقى الشخص شتيمة بسبب لغته أو عرقه أو جنسه أو دينه أو ميوله الجنسي فمن الممكن أن تقع هذه الشتيمة في كل من دائرتي التشهير والتمييز العنصري."
كما أكد الحسيني أن قانون نيو ساوث ويلز لا يسمح يهذا النوع من التجاوزات.
قوانين التمييز العنصري في نيو ساوث ويلز تقول انه اي شخص يحاول إثارة الكراهية او النعرات او السخرية من الاشخاص بسبب انتمائهم لعرق معين، تعتبر ذلك تشهيراً عرقياً.
كما أوضح أنه من الممكن أن تتعرض الشركة لعقوبة على شكل غرامة مالية تتباين قيمتها وفق ظروف كل حالة وحسب ما تقرره المحكمة.

وجاري الآن فض النزاع حول الأجر في محكمة الدعاوى الصغرى في Burwood بسيدني.

هل تعرضتم للعنصرية في أستراليا بسبب أصولكم العربية؟ وكيف تعاملتم معها؟


 


شارك