مهرجان "موسيقى الشعوب تروي قصصها" Cultural Music & Community Stories Festival ينهض بالأنغام ليتسلل بها الى نفوس تعبة ويعيد الفرح والأمل الى أبناء الجالية المحبين للفن والتراث من خلال إحياء الارث الموسيقي لبلاد الرافدين.
يشارك في المهرجان لفيف من مطربي ومطربات الجالية العربية في أستراليا ويتخلل المهرجان عروض موسيقية ورقصات ثقافية مختلفة بالأضافة الى طرح مدلي اغاني تراثية عراقية وأغنية جديدة اسمها : امنا الأرض Mother Earth من آداء فريق السلام ومجموعة من الفنانين من أبناء الجالية العراقية في سيدني.
وفي حديث له مع اس بي اس عربي قال الفنان والناشط بشار حنا وهو من أطلق فكرة المشروع هذا : "كان التأقلم مع ظروف كورونا صعبا جدا والعمل بإجراءات السلامة ولكن قمنا بالتدريبات عن بعد، التي عادة ما تحتاج وجود المنتجين والأساتذة ليزيد من قابلية المشاركين بالآداء بالدقة المطلوبة، هذا كان تحدي ولكن حب الأنسان للفنون يجعله يتعامل مع أي وضع حبا بالأستمرار."
وأثرت جائحة كورونا على الفنانين بشكل كبير وأفادت تقارير ان قرابة ال56% من أهل الفن في أستراليا بدؤوا بالفعل في الآونة الأخيرة بحثهم في مضامير توظيفية أخرى، وهناك من ثابر واستمر في المجال الفني بالرغم من التحديات الصعبة وغياب الجماهير، الا ان "تواجد الشباب الدائم واصرارهم على الأستمرار على الرغم من كل القيود، لم يتخل أحد عن الفريق، لا بل الكل كانوا على أهبة الإستعداد للتغيير في أسلوب تعاملهم مع الموضوع (التدريب عن بعد) هذاالتواصل أثبت لي ان فريق السلام والفرق المجتمعية التي تستخدم الفنون لأغراض التواصل المجتمعي هي فعالة."
هذا وأخذ التدريب الموسيقي والفني منحى آخرا غير تقليديا، بحيث باتت الانترنت همزة الوصل لتقييم الآداء وأخذ الدروس والتدريب الفردي والجماعي، للتوصل الى انتاج موسيقي متناغم وكامل لا عيب فيه.
وعادة ما تلد العروض الفنية بعد مسيرة طويلة من التحضير والترتيب والتنظيم، الفنية والموسيقية وفي حديث له مع اس بي اس عربي قال الفنان والناشط بشار حنا وهو من أطلق فكرة المشروع هذا : "بالنسبة لجودة الأنتاج سأتركك الحكم للمتلقي ولكن بالنسبة لي ومن منطلق خبرتي في مجال الأنتاج الفني والموسيقي، تحمل أغنية "أمنا الأرض" كمّا هائلة من مشاعر أبناء الجالية العراقية في أستراليا وكأنهم تحدثوا بلغة كل مواطن في كل مكان في العالم" واضاف :" أنا متشوق لسماع آراء المستمعين وأترقب انطباعهم."
من جهة أخرى، تحظى الفنون عامة بقدرة غريبة على تغيير الصورة النمطية عند الأشخاص، وتؤثر في نظرة المجتمع لجالية معينة ولها دورها الكبير في الأندماج المجتمعي وتناغم الثقافات، وأوضح الفنان بشار حنا: "مكتب الفنون والتنمية المجتمعية هو مؤسسة خاصة وليس حكومية ولكنه يتعاون مع جهات الحكومة في مشاريع تنمية مجتمعية معينة."
كما أشار حنا الى معاناة بعض الفنانين الذين تضرروا جراء الجائحة خاصة مع غياب الجماهير وغياب الدعم المباشر.
الأعمال الفنية تحافظ على استمرارية الإرث التراثي وتساهم في تصحيح الفكر المغلوط السائد عن شعوب الشرق الأوسط.
وتقدم الفنان العراقي الأصل بشار حنا أبناء الجالية وكل الفنانين المشاركين وكل من تعب وساهم في نقل الأرث الفني لبلاد الرافدين.
