صبية ولدت مع شلل دماغي: "كلمات الشفقة كانت تؤلمني"

Elsie Maroun

Elsie Maroun born with cerebral palsy, faces all the obstacles through the unconditional love and support of her family. Source: Elsie Maroun

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

يكشف بحث جديد صادم أن واحدًا من كل اثنين من الأستراليين استخدم مصطلحًا مسيئًا لوصف شخص يعاني من إعاقة.


مع التغيير المستمر للمصطلحات، قد نكون جميعًا مذنبين باستخدام مصطلح نتأسف له على الفور، ولكن البحث يظهر أن هذه تجربة أكثر شيوعًا للأستراليين مما قد نعتقد.


النقاط الرئيسية

  • يؤدي استخدام عبارات مسيئة إلى سوء التواصل وسوء الفهم مع الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة
  • يساهم الشعور بسوء الفهم في شعور الأفراد بالعزلة والانفصال عن العالم من حولهم
  • تسبب كلمات الشقفة الشعور بالعجز والدونية لديهم

إن استخدام لغة مسيئة، عن غير قصد أو بغير قصد، له تأثير سلبي على مجتمعاتنا ويؤدي إلى سوء التواصل وسوء الفهم. يساهم الشعور بسوء الفهم في شعور الأفراد بالعزلة والانفصال عن العالم من حولهم، مما يزيد من انعزالهم في المجتمع.

للإضاءة حول هذا الموضوع، شاركتنا السيدة يولا مارون بخبرتها كأم رافقت ابنتها في رحلة تخطي الإعاقة كما وحدثتنا ابنتها السي التي ولدت مع شلل دماغي مما أقعدها على الكرسي المتحرك لسنين عديدة.
Elsie Maroun
The proud mother Yolla Maroun with her daughter Elsie. Source: Elsie Maroun


رزقت يولا مارون بمولودتها السي في ولادة مبكرة تركت أثارًا على حركتها الجسدية. واقع لم تكن تنتظره، ولكنها احتضنته في كل مرة احتضنت السي وأحبتها حبًّا سيقودها إلى تحقيق ذاتها ومواجهة كل التحديات المستقبلية.

تقول يولا أنها تعاملت مع السي، بمعونة الله، دون تمييز او تفرقة تمامًا كإخوتها الثلاث:

"لم أعتبرها يومًا عاجزة في أي شيء، لكي تؤمن أنها كباقي إخوتها".

ولكن الأم كانت تشعر بابنتها دون الحاجة إلى التعبير، فكانت تعي في سرّها أن السي تتألم قائلة:
عندما كانت السي ترى الأولاد يلعبون، كنت أشعر أنها تتألم. لم تكن تتفوه بكلمة، لكنني كنت أرى عروق عنقها النافرة وأعلم أنها تتألم
بدورها عرّفت السي عن نفسها قائلة:

 " ولدت في بلوزا في شمال لبنان مع شلل دماغي وأنا أبلغ اليوم 32 سنة من العمر".

ومن قلب واقع مؤلم، انفتحت آفاق جديدة للعائلة مع قرار الهجرة الى أستراليا من أجل تأمين أفضل علاج ومستقبل لالسي.

آمن كل أفراد العائلة أن القدرة على الإنجاز لا تعيقها صعوبة الحركة فرافق الوالدان الفخوران ابتهما في كثير من الحب في مسيرة تعلم وتحقيق للذات تتخطى الإعاقة الجسدية.
Elsie Maroun
Elsie Maroun in hospital surrounded by her supportive and loving parents Source: Elsie Maroun
عاشت السي منجزة ومستقلة رغم التحديات الكثيرة التي واجهتها كطفلة تكبر مع حاجات خاصة. شعرت أنها مختلفة في المدرسة حين كانت تُسأل من قبل رفاقها عن سبب جلوسها على الكرسي المتحرك، ولكنها كانت تخبرهم عن حالتها بلا خجل، فقد واجهت إعاقتها وتابعت دراستها المتقطعة بسبب العمليات الجراحية المتكررة التي خضعت لها. وفي هذا الإطار قالت السي:
حرمت من أشياء كثيرة كنت أتمنى أن أقوم بها كطفلة، ولكنني لم أستطع
وتابعت قائلة:
كنا نجتمع في القرية وكان يفرح الأولاد في الركض واللعب، أما أنا فكنت أجلس بعيدة أنظر إليهم
شعرت السي ان انتقالها والعائلة الى أستراليا قدم لها فرص الدمج والانخراط بالمجتمع إضافة إلى تأمين إمكانيات العلاج المتقدم، وشرحت قائلة:

 " أمّنت لي أستراليا الأمان الذي افتقدته في لبنان وكل ما يلزمني للتمكن في الحياة. أمضيت سنتين منذ قدومي في المستشفى حيث خضعت لأكثر من 7 عمليات جراحية تقويمية لأتمكن من الوقوف والمشي مع المساعدة".
Elsie Maroun
Elsie Maroun being able to stand up with assistance after undergoing many surgeries. Source: Elsie Maroun

مواقف وكلمات جارحة

ذكرت السي ان كلمات الشقفة غالبًا ما تؤلم الأشخاص من ذوي الحاجات الخاصة مثل كلمة "حرام" التي تحكم على الأشخاص بالعجز وفقدان القدرة على الإنجاز والحياة باستقلالية، وأوضحت أنها لم تدع هذه الكلمات الجارحة تعيقها اذ كانت محصنة بإيمانها بالله ومحبة ودعم عائلتها.

أشارت السي أن المواقف كانت تؤلمها أكثر من الكلمات واستذكرت بعض هذه المواقف قائلة:
إن التصرفات تجرح أكثر من الكلمات. أنصح الأهل بالانتباه على تصرفاتهم
وسردت قائلة:

 " أحيانًا يقترب مني أطفال في المجتمع لا يعرفونني ليلمسوا ال walker، فأفاجأ بموقف الأهل الذي يبعدهم عني".

وتابعت قائلة:
عندما كنت صغيرة كنت اتألم وأشعر بالخجل حين ينظر اليّ الناس بانزعاج في المتجر بسبب صوت ال walker ولكن عندما كبرت وتقبلت وضعي لم أعد أدع هذه التصرفات تؤثر سلبًا علي
وفي هذا الإطار قالت الوالدة:
أتمنى ألا يستخدم أحد كلمة معاق. هذه الكلمة التي تقال عن حسن نيّة، تجرح الشخص وتجرح الأهل أيضًا
وختمت ناصحة الأهل بأن يؤمنوا بأولادهم ويساندوهم من أجل تفعيل قدراتهم، إذ إن الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة هو بأمس الحاجة لمحبة ودعم والديه وذكرت أن هذه المحبة حصنتها لتخطي الكثير من الصعاب والكلمات الجارحة وإن عن عدم معرفة قائلة:

"أولادكم نعمة وهدية من الله".
Elsie Maroun
Elsie Maroun persevering for her education despite all the challenges Source: Elsie Maroun
ونشير إلى أن البحث الذي أجراه برنامج تطوير المجتمعات الأسترالية والذي يعنى بتعزيز قدرات الأشخاص من ذوي الحاجات الخاصة يكشف أن أكثر من ثلث (34٪) الأستراليين ليسوا واثقين من أنهم يستخدمون المصطلحات الصحيحة عند الإشارة إلى شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة. في الواقع، واحد من كل خمسة (18٪) ليس لديه فكرة عن العبارة التي يحسن استخدامها مع اعتراف واحد من كل ثلاثة (36٪) باستخدام مصطلحات مسيئة عن غير قصد. لذلك برنامج تطوير المجتمعات الأسترالية يدعو الأستراليين إلى التفكير قبل أن يتحدثوا ويتعلموا بشكل استباقي اللغة والمصطلحات المناسبة، لبناء الثقة داخل المجتمع والمساهمة في مجتمع أكثر شمولية واحترامًا للأستراليين الذين يعيشون مع إعاقة.

تغيير المجتمعات يبدأ بتغيير الذهنيات، ولذا أسمح لنفسي كصحافية في نهاية هذا المقال أن أطرح على نفسي وعليكم هذا السؤال،

لماذا نرتكز في مصطلحاتنا على عبارات العجز بدل القدرة؟

ولم لا نجرؤ على انتقاء مصطلحات تكشف القدرات الخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة كأصحاب الهمم أو ذوي الإرادة الصلبة؟

    لمعرفة المزيد، اضغط على الملف الصوتي أعلاه.
أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و و

توجهوا الآن إلى للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.  

يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر  أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على  

 

 


شارك