دخلت حيز التنفيذ في الأول من حزيران يونيو جملة من القيود على استخدام المياه في نيو ساوث ويلز، وجاء الإعلان عن التدبير الجديد على لسان وزيرة البيئة في الولاية ميلندا بافي، التي أسبابً عدة تقف وراء هذا القرار، ومنها انخفاض منسوب المياه في السدود والجفاف الذي ضرب البلاد وتسبب بأضرار جمة في القطاع الزراعي.
وأثنى الخبير في شؤون البيئة والمحاضر في جامعة غرب سيدني الدكتور جمال رزق، على قرار حكومة الولاية ودعا المواطنين للالتزام به، لأن أستراليا تعد من الدول الفقيرة مائياً. وفي حديث لراديو أس بي أس عربي24 تحدث د. رزق عن لقب "القارة الجافة" الذي يلازم البلاد نظراً لتذبذب الهطول المطري.
وعما اذا كان الجفاف الذي شهدناه مؤخراً حالة طارئة أم معتادة في البلاد، قال د. رزق: "إذا عدنا بالتاريخ إلى عام 1870 أي منذ بدأ تسجيل درجات الحرارة والهطول المطري، سنلحظ الدورة التي تمر بها البلاد (..) خمس أو ست سنوات رطبة تليها ست سنوات جافة."
القيود المفروضة على استخدام المياه في المنازل والشركات والتي لا تزال ضمن المستوى الأول، تتضمن – وفق الدكتور رزق – تقنين المياه المستخدمة في غسيل السيارات، وتجنب رش المسطحات الاسمنتية، والالتزام بساعات ري النباتات في الحدائق قبل العاشرة صباحاً أو بعد السادسة مساءً.
Source: AAP
ولكن ماذا إذا استمر الجفاف؟ يقول د. رزق أن مشروعاً جديداً لتحلية مياه البحر سيضمن تزويد مدينة سيدني بما لا يقل عن 200 مليون لتر ماء في اليوم، وقد تصل هذه الحصة إلى 500 مليون لتر أي ما يمثل 25% من استهلاك المدينة.
الأسترالي يستهلك 20 لتر ماء في الدقيقة أثناء الاستحمام
جدير بالذكر أن الأسترالي يستخدم بالمعدل 200 لتر ماء يومياً في سيدني وحوالي 151 لتر في ملبورن، وتعد هذه الأرقام مرتفعة بالمقارنة مع باقي دول العالم، ولذلك أشار الدكتور رزق إلى ضرورة ترشيد المياه في الفترة القادمة لتخفيض معدل الاستهلاك إلى 150 أو 160 لتر يومياً.
وبالتزامن مع مشروع تحلية المياه، قد تضطر السلطات إلى تطبيق المستوى الثاني والثالث من القيود المائية بحلول العام القادم، والتي قد تتضمن اجراءات أكثر جدية كتحديد الساعات التي يتم فيها توزيع المياه عبر الشبكة.
استمعوا للمقابلة مع الدكتور جمال رزق مرفقة بالصورة أعلاه.
