“ما زال الوقت مبكرا": لماذا لم تعلق أستراليا الدراسة حتى الآن؟

رغم القرارات العالمية بتعليق الدراسة إلا أن الحكومة الأسترالية لديها رأي آخر

Principals are demanding the closure of all schools in Melbourne as the corona situation worsens

Principals are demanding the closure of all schools in Melbourne as the corona situation worsens Source: Getty Images

مع تزايد وتيرة تفشي وباء كورونا في أستراليا، أخذت السلطات الأسترالية عددا من الإجراءات لمنع التجمعات والحد من الحركة بهدف مكافحة الوباء. هذه الإجراءات شملت إلغاء التجمعات التي تزيد عن 500 فرد وإلزام جميع الواصلين من الخارج بعزل أنفسهم لمدة 14 يوما. 

كما شملت حزما لتحفيز الاقتصاد وضخ المزيد من الأموال في النظام الصحي. وأعلنت ولايتان ومقاطعة حالة الطوارئ حتى الآن ضمن جهود الاستجابة. ولكن حتى الآن، لا يبدو أن الحكومة ترغب في تعليق الدراسة بالمدارس والجامعات، فما السبب؟
تعتقد الحكومة أن فيروس كوفيد-19 لا يؤثر على الأطفال كما يفعل مع كبار السن. وقال البروفيسور براندن ميرفي كبير المسؤولين الصحيين في البلاد إن "أحد الجوانب الإيجابية والمثيرة للاهتمام لهذا الفيروس أنه حتى الآن لا توجد إلا تقارير محدودة للغاية عن ظهور أعراض مرضية على الأطفال. لا نعرف إن كان ذلك بسبب عدم ظهور أعراض على الأطفال عند الإصابة به أم لا." 

وأضاف ميرفي "قد يكون الأمر أن الأطفال يمكنهم نشر الفيروس أو أنهم لا يصابون به من الأصل. لكن الاحتمال الأول هو الأرجح."
Greg Hunt and Brendan Murphy speak to the press earlier this week.
Greg Hunt and Brendan Murphy speak to the press earlier this week. Source: AAP
بناء على تلك النصيحة بدأ صناع القرار في أستراليا تقييم مزايا وعيوب تعليق الدراسة. رئيس الوزراء سكوت موريسون قال إن تعليق الدراسة سيكون له تأثير سلبي على جهود مكافحة فيروس كوفيد-19. 

وقال موريسون إن عدم ذهاب الأطفال إلى المدرسة يعرضهم أكثر لباقي أفراد المجتمع، كما يهدد بتعطيل جزء من قوة العمل الضرورية خاصة في قطاعات الصحة والطوارئ والذين سيبقون في المنزل لرعاية الأطفال. 

مسؤول وزارة التعليم في نيو ساوث ويلز مارك سكوت يتفق مع رئيس الوزراء في هذا التقييم، حيث قال في تصريحات له خلال عطلة نهاية الأسبوع: "لو أغلقنا المدارس الآن، فإن كل الأطفال سيذهبون إلى المتنزهات ومراكز التسوق والسينمات وربما يرعاهم الأجداد أو آخرين، وكل هذا لن يساعد في وقف انتشار العدوى في المجتمع."
وقال وزير الصحة الفيدرالي غريغ هانت "هناك خطر من رعاية الأجداد للأطفال، أو أن يتغيب الآباء عن عملهم لرعايتهم، خاصة لو كانوا في قطاعات الطب والصحة العامة، ما سيؤدي إلى تعطيل سير العمل. وبالتالي فإننا نحاول الحفاظ على بنية المجتمع." 

المتحدث باسم حزب العمال لشؤون الصحة كريس بوين قال أيضا "خوفي الرئيسي يتعلق بالآباء العاملين في قطاع الصحة، لو تم إغلاق المدارس ومراكز الرعاية ولديهم التزامات في المستشفى، فقد يكون من الصعب عليهم الوفاء بتلك الالتزامات." 

وأضاف "سيكون هناك ضغط كاف على النظام الصحي، من غير تغيب العاملين في قطاع الصحة بسبب إغلاق المدارس." وقال بوين "وكما نعرف أن فيروس كورونا يؤثر بشكل خاص على كبار السن. وبالتالي أن نطلب من الأجداد مراعاة الأطفال، فهذا لن يكون أفضل حل متاح."
A clinic at the Prince Charles Hospital in Brisbane.A clinic at the Prince Charles Hospital in Brisbane.
A clinic at the Prince Charles Hospital in Brisbane. Source: AAP
ورغم ذلك قال البروفيسور براندن ميرفي إن إغلاق المدارس ما زال خيارا مطروحا: "لا شك أن لدينا الكثير من إجراءات التباعد الاجتماعي والتي لن نتردد في نصح الحكومة باتخاذها، ولكن يجب أن تكون متناسبة مع الوضع و تستمر لفترة طويلة." 

وأضاف "لا نرغب في أن نتحرك مبكرا للغاية." ثم عاد ليشدد "كل شيء قيد الدراسة."
وقال وزير الصحة الفيدرالي إن النصيحة الطبية هي التي ستحسم سؤال تعليق الدراسة. وأضاف "أحد الأمور التي تحدثنا عنها أننا لا نرغب في أن نتحرك في وقت مبكر للغاية." وقال رئيس الوزراء إن الحكومة ستصدر المزيد من الإجراءات والقرارات خلال الشهور الستة القادمة: "سيكون هناك تدخلات أكثر وقيود أكثر على حركة الناس وسلوكياتهم." 

وطالبت الحكومة المواطنين بالقيام بدورهم للمساعدة في وقف انتشار الفيروس في إطار حملة الحكومة لكبح جماح انتشار الفيروس. 

ودعت التعليمات الحكومية الناس إلى غسل أيديهم باستمرار وتغطية الوجه عند العطس والسعال والتخلص من المحارم باستمرار وتجنب الاتصال بالآخرين عند الشعور بالتوعك. 


شارك
نشر في: 16/03/2020 1:01pm
آخر تحديث: 16/03/2020 2:36pm
By Abdallah Kamal
المصدر: SBS News