قصة العائلة التي افتتحت أول مطعم فلافل في سيدني منذ 55 عاما

Lebanese migrants Dib and Nizam Ghazal began making falafel in their Sydney restaurant in the late '60s.

Lebanese migrants Dib and Nizam Ghazal began making falafel in their Sydney restaurant in the late '60s. Source: Ghazal family

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

نتحدث في الحلقة الثالثة من بودكاست "بصمات" مع عائلة السيد ديب غزال، واحد من أوائل صناع الفلافل والخبز العربي الطازج في أستراليا من خلال مطعمه الشهير في سيدني Abdul’s.


لم تتفق حتى الآن، ولن تتفق الدول العربية على مكان وأصل ظهور أكلة الفلافل الشعبية.

الأكلة التي تحمل اسم "طعمية" في مصر والسودان و"الباجية" في اليمن، كانت من أوائل الأكلات العربية التي حملها المهاجرون معهم إلى أستراليا.

المهاجر اللبناني الراحل ديب غزال كان من أول بائعي الفلافل في القارة الجديدة من مطعمه الشهير Abdul’s في منطقة Surry Hills في قلب مدينة سيدني.

اليوم مطعم Abdul’s هو أحد معالم أحياء سيدني الداخلية الشهيرة.
مطعم Abdul's في مدينة سيدني
مطعم Abdul's في مدينة سيدني Source: Nancy Ghazal
السيدة هدى غزال، آخر أولاد السيد ديب التسعة حكت لنا قصة المطعم الشهير: "في البداية لم يكن هناك خبز لبناني، كان من الصعب أن نقدم الطعام العربي من دون خبز".

وأضافت: "لم يكن والدي متحمسا للفكرة كثيرا، إذ إنه لا يتحدث كلمة من اللغة الإنجليزية إلا "هاي وباي". ولكن أمي أصرت، وقالت له إنه يمكن الاستعانة بمساعدة الأولاد، وسيكون هذا المكان بمثابة مصلحة تجارية مفيدة للعائلة".
كان مطعم Abdul’s في الأساس متجرا لبيع الحلويات مملوك لصهره، قبل أن يبدأ السيد ديب غزال في صنع الفلافل بالمحل وبيعها لمرتادي المنطقة من المهاجرين العرب، خاصة أولئك الذين يأتون للصلاة في الكنيسة المارونية بجانب المطعم.

وقالت السيدة نانسي غزال، حفيدة ديب غزال من ابنه محمد: "كانت جدتي نظام معروفة باسم "أم العبد"، وكانت تعجن العجين لصنع الخبز الطازج لسندويشات الفلافل التي كان جدي يصنعها."
السيدة هدى غزال مع أولادها وأحفادها. وتعمل في مطعم Abdul's في سيدني.
السيدة هدى غزال مع أولادها وأحفادها. وتعمل في مطعم Abdul's في سيدني. Source: Nancy Ghazal
وأضافت: "بدأوا ببيع سندويشات الفلافل يوم السبت والأحد فقط، وكان الزبائن يصطفون أمام باب المطعم في طابور يصل الى آخر شارع Elizabeth الذي يشق وسط مدينة سيدني."

وفي عام 1986 قرر صهر السيد ديب ترك المحل، ليتولى هو مسؤوليته بالكامل مع زوجته أم العبد، بمساعدة أطفالهم بعد أن يعودوا من دوامهم في المدرسة.

وقالت نانسي غزال: "كان والدي يقطع البقدونس للتبولة، وجدتي تعجن العجين واثنان من بناتها يساعدانها في ذلك. وكان جدي يحضر الفلافل واثنان من أبنائه يضعون السلطات عليها ويقومون بلفها كسندويشات."

وكانت البنات الأخريات تساعدن في أخذ الطلبات والتحدث بالإنجليزية مع الزبائن.
السيد محمد غزال مع أولاده عمر وشادي وابنته نانسي وأحفاده.
السيد محمد غزال مع أولاده عمر وشادي وابنته نانسي وأحفاده. Source: Nancy Ghazal
كانت عائلة ديب قد هاجرت في عام 1965 من لبنان بهدف تحقيق نجاحات تجارية لبضع سنوات في أستراليا قبل العودة إلى لبنان للاستقرار.

وقالت السيدة هدى غزال "معظم الذين هاجروا الى أستراليا آنذاك، كانوا ينوون العودة الى بلادهم."

وأضافت "بالنسبة لعائلتنا، وخصوصا أنا واخوتي، بدأنا نعتاد الحياة هنا، وعاماً بعد عام لم يتمكن والداي من أخذ قرار تركنا هنا والعودة وحدهما."

وفي أوائل السبعينات، ومع ازدياد شعبية المطعم بين المهاجرين العرب والأستراليين، قررت أم العبد إدخال عدد من الأطباق العربية بالإضافة إلى الفلافل على قائمة الطعام.
السيدة نظام غزال مع أطفالها.
السيدة نظام غزال مع أطفالها. Source: Nancy Ghazal
وقالت نانسي غزال: "كانت جدتي تخبرني عن الأشخاص الذين يأتوا إلى المطعم لتناول الأطباق العربية التي تعدها، وعند تناولها يبكون فرحا وحنينا الى الوطن. هكذا اكتسبنا الزبائن العرب والمهاجرين."

وأضافت "أما الزبائن الأستراليين، فكانوا مبهورين بمذاق الأكلات النباتية وخصوصا الفلافل. وكانوا يحاولون معرفة المزيد عن أصلها وقصة العائلة التي وفرتها لهم في أستراليا".

وأكدت نانسي: "كانوا مهتمين بأدق التفاصيل. كان جدي يخبرهم أن الفلافل هي أكلة شعبية في لبنان، وأنه جاء إلى أستراليا ليصنع مستقبلا أفضل لأفراد عائلته."

ورغم التحديات التي واجهتها عائلة السيد ديب بسبب عدم تحدث اللغة الإنجليزية، إلا أنهم أصبحوا من أنجح العائلات المهاجرة في سيدني.
السيدة نانسي غزال مع زوجها وأطفالها
السيدة نانسي غزال مع زوجها وأطفالها Source: Nancy Ghazal
عاصر المطعم حتى الآن أربعة أجيال من عائلة ديب غزال على مدار 50 عاما، ولا تزال شعبيته دليلا على التزام الأبناء والأحفاد بالطريق الذي رسمه الجد والجدة.

وقالت نانسي حفيدة ديب غزال وأم العبد: "نحن نستفيد من هذا المحل حتى الآن بسبب الرحلة التي قطعاها من أجلنا، ومع مرور الوقت سيستفيد أطفالنا من رحلتنا نحن."

وأضافت "المستوى المعيشي الذي نتمتع به اليوم نابع من فضل خيرهم علينا، وبسبب ما فعلوها قديما من أجلنا، ولهذا لا نفكر في التخلي عن هذا المطعم أبدا."

شارك