في ظلّ الحديث الدائر في أستراليا عن احتمال زيادة الضرائب وآخرها كانت دعوة محافظ بنك الاحتياط الأسترالي لزيادة الضرائب وإصلاح الميزانية، هناك مكان لا يبعد كثيرا عن أستراليا، يدعو الأستراليين للعمل والعيش فيه معفيين من دفع الضرائب.
من المعروف أن جزيرة بالي هي واحدة من أكثر الوجهات شعبية للسياح الأستراليين لتمضية فترة العطلة. ولكن أصبحت اليوم مكانا للعمل أيضا.
يقول المحلل الاقتصادي عبدالله عبدالله أصبح هذا ممكنا خاصة في ظل موجة ما يعرف بـ digital nomads أو البدو الرقميين.
وهذا بالإشارة إلى الأشخاص الذين يمكن أن يقوموا بعملهم بالكامل بشكل رقمي وعن بعد دون الحاجة للالتزام بدوام مكتب.
وتعززت هذه الظاهرة بعد وباء كورونا، وتنتشر بشكل كبير ما بين فئة الشباب الذين ينتقلون من بلد لآخر بشكل مستمر، ومن هنا أتت تسميتهم بالبدو الرقميين.
وتستقطب حكومة اندونيسيا هؤلاء بالسماح للذين يرغبون بالعمل عن بعد من بالي، بالحصول على تأشيرة B211A الجديدة التي تسمح لهم بالعمل لمدة ستة أشهر معفاة من الضرائب. ويتم أيضا مناقشة تأشيرة مماثلة لمدة خمس سنوات.
ويقول عبدالله ان القوانين الأسترالية الحالية لا تفرض ضرائب على الأستراليين غير المقيمين في أستراليا أي الذين لا يعتبرون residents for tax purposes، وهم من يقضون أكثر من ١٨٠ يوم خارج الحدود الاسترالية.
"المبالغ التي يجنيها هؤلاء في بالي تصبح معفية بشكل كامل من الضرائب، ان كان في اندونيسيا أو في أستراليا".
وتأمل اندونيسيا أن يساعد المخطط في استقطاب أكثر من ثلاثة ملايين مسافر من الخارج في العام المقبل. وهم من يعملون مع شركات أجنبية تدفع لهم رواتبهم في حسابات مصرفية داخل اندونيسيا.
"بالرغم من أن الحكومة الأندونيسية لا تحصل على دفعات مباشرة منها، الا ان فوائدهم الاقتصادية كبيرة. فسيساهمون بدخول عملات أجنبية إلى النظام المالي والمصرفي هناك، وجزء من هذا المال سيساهم بتدعيم الدورة الاقتصادية في بالي والتي شهدت مآسي بسبب كورونا".
وتأمل اندونيسيا ان يساهم هذا البرنامج بخلق ٤.٤ مليون فرصة عمل جديدة لمواطنيها.
ويقول عبدالله ان هناك أكثر من أربعين دولة حول العالم تمنح هذا النوع من التأشيرات منها ألمانيا واسبانيا واليونان والعديد من دول جزر الكاريبي مثل الباهاما وامارة دبي في دولة الامارات العربية المتحدة.
ولكن ليس كل الدول تمنح اعفاء كامل من الضريبة.
ويشير عبدالله انه من المهم أن ننتبه لجميع التفاصيل قبل الاقدام على خطوة مماثلة. لنتفادى الوقوع كضحايا عمليات احتيال العديد من المواقع التي تدعي المساعدة.
وتتميز الدول الأوروبية بتكلفة معيشة منخفضة ما يسمح لهؤلاء بتوفير نسبة أكبر من مدخولهم السنوي.
للمزيد من التفاصيل يمكن الاستماع الى الحلقة كاملة في الملف الصوتي المرفق أعلاه.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على
يمكنكم أيضًا مشاهدة أخبار في أي وقت على SBS On Demand
