ثلاثة من أشهر الأطباق في أستراليا جزء من الثقافة العربية: ما هو تاريخ هذه الأطباق

الحمص والفلافل والكسكس أطباق تحظي بشعبية كبيرة، اكتشف تاريخ هذه الأطباق وأهميتها بالنسبة للكثيرين.

A woman holds a bowl of hummus.

Therese Elias with homemade hummus.

النقاط الرئيسة:
  • الحمص والفلافل و الكسكس أطباق عربية تحظى بانتشار واسع في استراليا والعالم
  • أصول هذه الأطباق عرضة لخلاف كبير بسبب الانتشار الواسع منذ زمن طويل
  • تعتبر هذه الأطباق جزء من ثقافة وتاريخ بعض البلدان
ترتبط أطباق الحمص والفلافل والكسكس بالشرق الأوسط، ولكن تنتشر على نطاق واسع في أستراليا ويمكن الحصول عليها من أغلب شاحنات الطعام والمطاعم الفخمة، وفي محلات السوبر ماركت وكجزء من الوجبات المطبوخة في المنزل في جميع أنحاء البلاد.

لكن أصول هذه الأطباق غالباً ما تكون عرضة لخلاف كبير، من أين أتوا؟ وما هو تاريخ هذه الأطباق التي تعني الكثير للكثيرين؟

يمكن أن يكون العثور على أصول و"مالكي" الأطباق صعباً، هذا هو الحال مع هذه الأطعمة اللذيذة، والتي تنسبها أكثر من دولة لنفسها.

الحمص والبحث في اصوله

تعلمت تريز إلياس أن تحضر وصفة الحمص من والدة زوجها في لبنان عندما كانت في الثامنة عشر من عمرها.

نما حبها للطبخ بعد أن تزوجت وأصبحت مصممة على نقل التقاليد التي تعلمتها من والدتها ووالدة زوجها لأطفالها.

"عندما جئت إلى هنا وأنشأت عائلة، أردت حقاً تعليم أطفالي التقاليد التي نشأت عليها."

أشهر طبق لبناني تصنعه هو الحمص، وتقول تيريز، التي تعيش في سيدني، إنها تضيف مكوناً سرياً إلى وصفتها لجعلها ذات مذاق إضافي.

"أضع كل حبي داخل طبق الحمص، فأنا أعلم كيف يحبها أطفالي وكل من حولي".

بالإضافة إلى المكون السري الخاص بها، يتألف حمص تيريز من حبوب الحمص، الذي تقشره بشكل فردي، والطحينة، والثوم، والملح، وعصير الليمون، ومكعب ثلج ،والذي تقول إنه المفتاح لجعل المزيج ناعماً ودسماً.

"مائدة لبنانية بدون حمص ليست كاملة، عليك دائماً تقديمه على أي مائدة لبنانية وفي أي مناسبة".
A woman makes hummus with a young girl.
Therese Elias makes hummus with her granddaughter.
ويعرف أن طبق الحمص الذي أصبح عنصراً أساسياً في العديد من الأسر الأسترالية، مصدره الشرق الأوسط، ومع ذلك فإن المصدر الحقيقي للطبق الشهير موضع خلاف على نطاق واسع اليوم.

ويقول المواطن المصري رامي هلال أن الحمص أتى من مصر.

"الحمص موجود في الثقافة المصرية منذ مئات السنين. يؤكل في العديد من الثقافات اليوم ولكن تاريخيا وجد لأول مرة في مصر "

ولكن وفقاً للأستاذ بروكو شافيز كومبين من مركز الدراسات العربية والإسلامية في الجامعة الوطنية الأسترالية، لم يتم تتبع الأصول الفعلية للحمص مطلقاً، وهذا بسبب التجارة الواسعة التي حدثت في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عبر التاريخ.

"لا ينبغي أن ننسى أن هذه المنطقة كانت مشهورة بالتجارة، كان التجار يسافرون عبر شبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا لبيع وشراء البضائع المختلفة، وهذا هو السبب في أنه من الصعب للغاية إيجاد مصدر طعام معين بالضبط "

تقول تيريز إنها غير متأكدة من أصول طبق الحمص، الشيء الوحيد المتأكدة منه هو أنه لا يوجد نوع آخر من الحمص يمكن مقارنته باللبناني.

"أعلم أن العديد من البلدان تعد طبق الحمص، لكن الحمص اللبناني هو الأفضل".

طبق الفلافل وبلد المنشأ

الفلافل هو طبق شرق أوسطي آخر دخل في ثقافة الطعام الأسترالية.

وهذه الوجبة الخفيفة المقلية المقرمشة عبارة عن مزيج من الحمص أو الفول والأعشاب الطازجة والتوابل التي تتكون على شكل فطائر أو كرات صغيرة.

وعلى عكس الحمص، تمكن المؤرخون من اقتفاء أثر الفلافل في مصر في القرن السادس عشر، ومع ذلك من غير المعروف ما إذا كان قد تم ابتكار هذه الطبق هناك أو ما إذا تم نقلها من خلال التجارة أو الهجرة.

وعدم التأكد من أصوله جعل طبق الفلافل غذاءً أساسياً في العديد من الثقافات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك مصر.

ويشرح رامي هلال كيف يميز نسخة مصر من الفلافل عن بقية العالم العربي.

"بعض البلدان في المنطقة تشترك في أصول بعض الأطباق، على سبيل المثال البعض يسميها طعمية أو البعض يسميها فلافل، لكن لدينا نسخة مختلفة منها، ولهذا نسميها طعمية. المكون الرئيسي للنسخة المصرية هو الفول، بينما النسخ الأخرى هو الحمص، إنهما متشابهان، فكلاهما مقلي، لذا فهو متشابه نوعاً ما ولكنه مختلف بعض الشيء".
Falafel in a basket lifted out of hot oil in Cairo, Egypt
Falafel is lifted out of hot oil at a restaurant in Cairo, Egypt. Credit: Joel Carillet/Getty Images
وتقول لارا هواش المؤثرة الاجتماعية من أصول فلسطينية إن الفلافل من بين العديد من الأطباق التقليدية الأخرى، يذكرها بعائلتها في مسقط رأسها في نابلس.

"أنا من نابلس في فلسطين وفي كل مرة أتناول فيها طعاماً تقليدياً أتذكر التجول في المحلات التجارية في فلسطين حيث توجد دائماً أكشاك لبيع الفلافل أو الكنافة، فمجرد رؤيتها أو شمها يذكرني ببلدي ".

وتقول لارا إن الطعام جزء أساسي من ثقافتها، وتقول إنها تشعر بالإحباط عندما ترى الثقافات الأخرى تدعي أن الأطعمة العربية التقليدية هي طعامها"

"الادعاء بشيء ليس ملكهم يجعلني محبطة حقاً لأنه من ثقافتنا، ولهذا السبب من المهم دائماً بالنسبة لنا أن نستمر في ذكر الطعام وأصولهم حتى لا ينسى الناس."

لماذا الكسكس مدرج في قائمة التراث العالمي

وجد الكسكس طريقه إلى المطابخ والمقاهي والمطاعم والحانات ورفوف السوبر ماركت في جميع أنحاء أستراليا.

عادة ما تُنسب حبيبات السميد الملفوفة الصغيرة، التي تُقدم كطبق جانبي أو في السلطات، إلى الثقافة الفرنسية.

لكن تراثها أوسع من ذلك، حيث تم الاعتراف بالكسكس في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي، نتيجة طلب مشترك من البلدان الأفريقية مثل الجزائر وموريتانيا والمغرب وتونس.
Hands in a bowl of couscous.
Friends share a meal of couscous. Credit: Floris Leeuwenberg/Getty Images
وتقول غنيّة رحلي من قرى شمال الجزائر إن الكسكس جزء محوري من الثقافة التقليدية للسكان الأصليين هناك.

"إنه طبقنا الرئيسي وما نأكله في المناسبات الخاصة والاحتفالات والتجمعات العائلية".

تقليدياً، يتم تقديم الكسكس الشمال أفريقي كوجبة رئيسية، مع صلصة الطماطم، ويتم طهيها مع الخضار واللحوم.

وتقول غنيّة إنه مثل العديد من الأطباق التقليدية الأخرى، من المهم الاعتراف بأصول هذا الطبق كتمثيل لتلك الثقافة وخصائصها الفردية.

"الكثير من الناس اليوم عندما يفكرون في الكسكس لا يعلمون أنه جزء من ثقافتنا، وهو أمر محزن للغاية، إنه طبق جميل ويمثل أصولنا وأسلافنا والتأكد من أن الناس يعرفون من أين يأتي، وهذا للحفاظ على ثرواتنا وثقافتنا الفريدة ".

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على وو

توجهوا الآن إلى للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.

يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على 


شارك
نشر في: 25/09/2022 6:30am
آخر تحديث: 25/09/2022 6:50am
By Massilia Aili, Rayan Barhoum
المصدر: SBS