شم النسيم: العيد الفرعوني الذي يوحد المصريين

مظاهر الاحتفال بهذا العيد لم تتغير والطريقة التي يحتفل بها المصريون اليوم مطابقة لتلك التي وردت في جداريات الفراعنة التي وثقت منذ آلاف السنوات.

Sham el-Nessim

An Egyptian vendor blows bubbles at the Giza Zoo, as the country marks Sham el-Nessim, 2015 Source: Hassan Ammar/AP

منذ قديم الأزل والمصريون يحتفلون بعيد "شم النسيم" ويعتبرونه البداية الفعلية لفصل الربيع. احتفل الفراعنة بهذا العيد منذ عام 270 قبل الميلاد، وكان يُسمّى باسم (شموش)؛ وهي لفظة هيروغليفية تعني بعث الحياة، لأنّهم كانوا يعتقدون أنّ أول الزمان وبدء خلق العالم انطلق من ذلك اليوم، وفي فترة لاحقة أضيفت كلمة النسيم باعتباره بداية الربيع واعتدال الجو.


  • مظاهر احتفالية عمرها آلاف السنين واحتفالات تتجدد
  • الفسيح والرنجة أهم الأطعمة على مائدة شم النسيم
  • قلق من التجمعات في ظل انتشار وباء الكورونا يلقي بظلاله على الإحتفال

مظاهر الاحتفال بهذا العيد لم تتغير والطريقة التي يحتفل بها المصريون اليوم مطابقة لتلك التي وردت في جداريات الفراعنة التي وثقت منذ آلاف السنوات طريقة الاحتفال التي تقوم على التنزه خارج المنزل وتناول السمك المملح والخس.


تحتفل المدن المصرية الكبرى لاحتفالات هذه العام وسط أجندة مزدحمة بالمناسبات التي توالت الأيام الماضية ابتداءً بعيد تحرير سيناء وعيد الفصح حسب تقويم الكنيسة القبطية وعيد العمال في الأول من أيار مايو. وتطغى المظاهر الاحتفالية على مصر التي تشهد الآن أيضا شهر رمضان الذي مضى أكثر من ثلثيه.

وبما أن التنزه في الحدائق يعد طقساً أساسياً في هذا العيد، دأبت الأجهزة الأمنية على تأمين المرافق الحيوية في المدن الرئيسية ويظهر ذلك من خلال انتشار أمني واضح في أرجاء القاهرة ببدأ قبل شم النسيم بالتزامن مع احتفالات عيد الفصح.


ويعد شم النسيم احتفالا يجمع المصريين على اختلاف انتماءاتهم الدينية، ولا يحمل أي دلالات عقائدية ولذلك فإن مائدة الطعام التي ترافقه تضم نفس الأصناف في كل البيوت على اختلاف المستويات الاجتماعية، ويعد الفسيخ (سمك مملح) والرنجة والخس والبصل أهمها.

كما يشهد هذا العام طرح بعض الأطعمة المبتكرة بسبب تزامن شم النسيم مع شهر رمضان حيث عرضت بعض المحلات أطباق الكنافة المزينة بالسمك المملح كدلالة على دمج المناسبتين.

ولكن تأتي الإحتفالات هذا العام ممزوجة ببعض من القلق بسبب ارتفاع حالات COVID-19 في مصر وسط ما يعتبره بعض الخبراء موجة جديدة من الوباء يعزيها البعض إلى الفعاليات الإجتماعية والزيارات خلال شهر رمضان.

ويأتي هذا وسط دعوات بتقنين الإحتفالات والإلتزام بالتباعد الإجتماعي خوفا من انتشار أوسع للفيروس خاصة في ظل الرسائل التحذيرية التي يرسلها الوضع الوبائي في بعض الدول خاصة الهند التي مازالت تعاني من نسب انتشار خطيرة للفيروس.



شارك
نشر في: 3/05/2021 2:27pm