الأمطار تعيد الحياة إلى المناطق الجافة في أستراليا

أمطار غزيرة تشهدها ولايات الشرق والجنوب في أستراليا تجعل بداية العام الجاري أحد أكثر بدايات العام مطرا على الإطلاق

Rainy outlook for Australia in the coming months

Rainy outlook for Australia in the coming months Source: Bureau of Meteorology (BOM)

 لأول مرة منذ سنوات تكون توقعات مكتب الأرصاد بشهور ممطرة قبل حلول الشتاء. مناطق واسعة في شرق وجنوب شرق وجنوب أستراليا شهدت هطول أمطار غزيرة خلال الأيام الماضية وخاصة المناطق الجافة في نيو ساوث ويلز وجنوب أستراليا.

الأمطار التي هطلت خلال عطلة نهاية الأسبوع وبالأمس لن تكون حدثا فريدا، فدرجات حرارة المياه المرتفعة في المحيط على السواحل الشمالية والغربية من البلاد تؤدي إلى تشبع الجو بالرطوبة، وبالتالي فإن أي ظاهرة مناخية ستتفاعل مع تلك الرطوبة ما ينتج عنها هطول لأمطار غزيرة.

الأسبوع الماضي أدى منخفض جوي يحمل رطوبة استوائية إلى أمطار غزيرة سقطت على جنوب أستراليا وفيكتوريا ونيو ساوث ويلز وتازمانيا.
الأمطار الحالية هي استكمالا للبداية الممطرة التي شهدها العام في مختلف أنحاء أستراليا، خاصة في شرق نيو ساوث ويلز. وخلال الربع الأول من العام شهدت تلك المناطق أحد أكثر الفترات الممطرة في تاريخها، حيث سجلت معدلات تضاهي أعلى عشر معدلات على الإطلاق.

باقي أنحاء البلاد سجلت هطول أمطار متوسط أو فوق المتوسط ولكن لا تزال بعيدة عن تلك الغزارة حتى الآن.
Heavy rain in February saw dam levels rise by more than 20 percentage points, with enough water for as much as 150,000 Olympic-size swimming pools.
Heavy rain in February saw dam levels rise by more than 20 percentage points, with enough water for as much as 150,000 Olympic-size swimming pools. Source: AAP
الأمطار التي هطلت مؤخرا طالت بعض المناطق الداخلية في نيو ساوث ويلز والتي حُرمت من المطر الغزير الذي شهدته البلاد في فبراير شباط الماضي.

نهر الدارلينغ عاد للتدفق مجددا لينهي ثلاث سنوات طويلة من الجفاف. توني ويبر من مياه نيو ساوث ويلز يصف سعادة الأهالي في البلدات المحيطة بالنهر "ما نسمعه من البلدات أن هناك درجات من الابتهاج، الأمر لا يقتصر على مينيندي فقط ولكن كل البلدات الموجودة أعلى النهر، جددوا مخزون المياه لديهم وعاد سد البلدة للامتلاء مجددا."

هذه الأمطار كانت نجدة لتلك البلدات والتي عانت من أكثر ظروف الجفاف قسوة وضراوة في جميع أنحاء الولاية.
مياه الأمطار ملئت أعلى نهر دارلينغ بسبب الأمطار الغزيرة التي جاءت من جنوب كوينزلاند، ما أدى إلى امتلاء بحيرات مينيندي بالفعل بأكثر من 200 جيجا لتر من المياه بالإضافة إلى كمية مماثلة متوقعة خلال الفترة القادمة.

ويتوقع الخبراء أن يستمر النهر في التدفق لمدة 12 إلى 18 شهرا في منطقة الدارلينغ السفلى وهي المرة الأولى التي تحدث من سنوات. ومع استمرار تدفق الأمطار، من المتوقع أن تصل المياه إلى المناطق الداخلية جنوب نيو ساوث ويلز بنهاية شهر أبريل نيسان الجاري أو قبل ذلك حتى.

وباستثناء سد كيبيت على نهر ناوومي والذي زادت معدلات المياه فيه بشكل ملموس خلال الأشهر الماضية فإن السدود في المناطق الداخلية لا تبدو في حال جيد. وقال ويبر "نتمنى أن تؤدي الأمطار إلى تدفق المياه لسدود المنطقة الغربية الوسطى وسد باريندونغ في منطقة الماكواري وسد ويانغالا في لاتشلان حيث المياه هناك ما زالت منخفضة."
Warragamba Dam in Sydney, 10 February 2020.
Warragamba Dam in Sydney, 10 February 2020. Source: AAP
وأكد "لو أردنا أن يكون هناك تحسن في وضع تلك المناطق الأكثر تضررا وحصول الأشخاص المعتمدين على الري على قدرة أكبر على الحصول على المياه فإننا نريد المزيد من هطول الأمطار على تلك المناطق ليحدث تدفق من المياه إلى تلك السدود."

توقعات مكتب الأرصاد في الفترة من أبريل نيسان إلى يونيو حزيران القادم تظهر خريطة أستراليا مزينة باللون الأزرق، حيث الأمطار الغزيرة من المتوقع أن تهطل على مناطق عانت لفترات طويلة من الجفاف. ولكن تلك التوقعات لا تعني أمطار مضمونة، لذا فرغم عدم انتهاء الأزمة، إلا ان الكثير من البلدات قد حصلت على قدر من الراحة، بينما تأمل باقي المجتمعات الزراعية بإنهاء فترة الجفاف الطويلة تلك خلال الأشهر القادمة.


شارك
نشر في: 7/04/2020 8:59am
آخر تحديث: 7/04/2020 9:25am
By Abdallah Kamal