تواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزّة ليدخل أسبوعه الثاني، ما أدّى إلى مقتل نحو مئتي فلسطيني وعشرة إسرائيليّين في المواجهة الدامية بين الدولة العبريّة والفصائل المسلّحة، ولا سيّما حركة حماس، رغم الدعوات الدوليّة المتكرّرة إلى وقف التصعيد.
النقاط الرئيسية
- الولايات المتحدة ترفض تبني بياناً من مجلس الأمن الدولي حول النزاع بين إسرائيل والفلسطينيّين يدعو إلى "وقف أعمال العنف"
- الطيران الإسرائيلي أغار عشرات المرّات على قطاع غزّة والفصائل المسلّحة تهدد بشنّ ضربات على تلّ أبيب في حال لم يتوقّف قصف المناطق السكنيّة في القطاع
- قُتل أكثر من 200 فلسطيني بينهم ما لا يقلّ عن 59 طفلاً، إضافة إلى 1305 جريجا
وأعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن أعرب خلال محادثة هاتفيّة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن "تأييده" وقفاً لإطلاق النار في مواجهة تصاعد أعمال العنف.
ورفضت الولايات المتحدة، للمرّة الثالثة في سبعة أيّام، أن يتبنّى مجلس الأمن الدولي بياناً حول النزاع بين إسرائيل والفلسطينيّين يدعو إلى "وقف أعمال العنف"، ما دفع إلى دعوة لعقد جلسة جديدة مغلقة الثلاثاء.
يأتي هذا في الوقت الذي وافق فيه بايدن على فقة بيع أسلحة عالية الدقة لإسرائيل بقيمة 735 مليون دولار، على الرغم من تحفظ بعض أعضاء حزبه الديمقراطي في الكونغرس.
وحذّر رئيس هيئة الأركان الأميركيّة المشتركة الجنرال مارك ميلي، إسرائيل من مخاطر توسّع نطاق النزاع مع حماس إلى أبعد من حدود غزة، مشدّداً على أن "لا مصلحة لأحد في مواصلة المعارك."
A Palestinian child receives treatment at the Al-Shifa hospital after the death of family members in an Israeli air strike in Gaza City on 17 May, 2021. Source: Getty
وأُطلِقت صواريخ عدّة مساء الإثنين من جنوب لبنان باتّجاه إسرائيل التي ردّت بإطلاق مدفعيّتها نحو مصادر النيران، حسب ما قالت مصادر أمنيّة في البلدين.
وقال الجيش الإسرائيلي إنّه "رصد إطلاق 6 قذائف من داخل لبنان" لم تطل الأراضي الإسرائيليّة، مضيفاً "ردّاً على ذلك، قامت المدفعيّة الإسرائيليّة بإطلاق نيرانها نحو مصادر النيران."
وكان الطيران الإسرائيلي أغار ليل الأحد الإثنين عشرات المرّات على قطاع غزّة الفقير والمحاصر من حيث أطلقت فصائل مسلّحة صواريخ باتّجاه إسرائيل وهدّدت بشنّ ضربات على تلّ أبيب في حال لم يتوقّف قصف المناطق السكنيّة في القطاع. وألحقت غارة إسرائيليّة أضراراً في عيادة ومكاتب الهلال الأحمر القطري ومباني وزارة الصحّة في قطاع غزّة مع الإبلاغ عن وقوع إصابات.
وأعلن أشرف القدرة، المتحدّث باسم وزارة الصحّة التابعة لحماس في غزّة، الاثنين أنّ إسرائيل استهدفت مؤسّسات صحّية وأصابت عدداً من الكوادر الصحّية.
وأوضح أنّ "استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة يهدّد بتقويض جهود وزارة الصحّة في مواجهة وباء كورونا، وخصوصاً بعد التسبّب في توقف عمل المختبر المركزي عن إجراء الفحوصات المخبريّة جرّاء الاستهداف."
Image
نزوح عشرات الآلاف
وشملت دائرة القصف الليلي الإسرائيلي أيضاً "مترو الأنفاق" أو شبكة أنفاق حركة حماس التي قالت إسرائيل إنّ جزءاً منها يمرّ في مناطق مدنيّة.
ومنذ العاشر من أيّار/مايو، قُتل أكثر من 200 فلسطيني، 42 منهم قضوا الأحد في أعلى حصيلة يوميّة. وبين القتلى طبيبان وما لا يقلّ عن 59 طفلاً، إضافة إلى 1305 جرحى، على ما أكّدت وزارة الصحّة الفلسطينيّة.
أمّا في الجانب الإسرائيليّ، فقُتل 10 أشخاص بينهم طفل وأصيب 309 في إطلاق صواريخ من غزّة.
وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي إطلاق مزيد من الصواريخ في اتّجاه تل أبيب، إذ أُطلِقت صفّارات الإنذار في أنحاء إسرائيل الإثنين وعلى الحدود مع قطاع غزّة على وجه الخصوص.
وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيليّة إنّ مسعفيها قدّموا العلاج الطبّي الإثنين لعشرة جرحى في مدينة عسقلان، بينهم ثلاثة أصيبوا بشظايا زجاج.
Israeli air strikes have hammered the Gaza Strip after a week of violence that has killed more than 200 people, the large majority Palestinian. Source: Anadolu, Getty
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "حملتنا على المنظّمات الإرهابيّة مستمرّة بزخم كامل."
من جهتها، أكّدت الأمم المتحدة أنّ القصف الإسرائيلي على غزّة أدّى إلى نزوح 38 ألف شخص وتشريد 2500.
Israeli air strikes have hammered the Gaza Strip after a week of violence that has killed more than 200 people, the large majority Palestinian. Source: EPA
وقالت شركة الكهرباء في القطاع إنّ كمّيات الوقود المتوافرة كافية "ليومين أو ثلاثة" حدّاً أقصى.
وقال الدفاع المدني في غزّة إنّ مصنعاً للإسفنج استهدف "بقذائف فسفوريّة حارقة وقذائف دخانيّة."
من جانبها، أكدت وزارة الأشغال أنّ 800 وحدة سكنيّة دمّرت كلّياً من أصل عشرة آلاف تم استهدافها حتّى الإثنين، في حين أعلنت وزارة الزراعة خسائر أولية "تفوق 20 مليون دولار."
