تجدد الصدامات لليلة الثانية بين قوات الأمن ومحتجين في تونس إثر وفاة شاب

تجددت الصدامات السبت لليلة الثانية في أحد أحياء العاصمة التونسية بين عناصر الشرطة ومجموعة من المحتجين إثر وفاة شاب بعد إصابته خلال مطاردة قوات الأمن له قبل أكثر من شهر.

Tunisia Protest

People take part in a demonstration by the National Salvation Front against President Kais Saïed at Avenue Habib Bourguiba in Tunis, Tunisia, Saturday Oct. 15, 2022.(AP Photo/Hassene Dridi) Source: AP / Hassene Dridhi/AP

النقاط الرئيسية
  • تظاهر الآلاف من أنصار الأحزاب المعارضة في تونس السبت للتنديد بسياسة الرئيس قيس سعيّد ومطالبته بالرحيل
  • استعملت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعات متظاهرين
  • الشاب مالك السليمي سقط في خندق وأصيب إثر مطاردة الشرطة له
وجدّت الصدامات في "حيّ التضامن" حيث استعملت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعات متظاهرين على ما أفاد مراسل فرانس برس.

ورشق المحتجون وغالبيتهم من الشباب قوات الأمن بالحجارة وحاولوا إغلاق شارع رئيسي بالحجارة.

وتشهد المنطقة عمليات كر وفرّ بين الشرطة والمحتجين داخل الأزقة.

بدأت الصدامات الجمعة تزامنا وتشييع جثمان الشاب وتجددت ليلا، على ما أظهرت مقاطع فيديو.

والشاب مالك السليمي (24 عاما) "سقط في خندق وأصيب على مستوى الرقبة إثر مطاردة الشرطة له اواخر شهر آب/أغسطس"، وفقا لتصريح محمد أحد أقربائه لاذاعة "الديوان اف ام" المحلية.

وإثر ذلك "تم نقله إلى المستشفى وظل في الانعاش طوال خمسين يوما ثم توفي"، وفق المصدر نفسه.

وحمل المحتجون الشرطة مسؤولية وفاة السليمي الذي تطالب عائلته "القضاء بتحقيق العدل وانصاف" المتوفي.

وغالبا ما تتعرض الشرطة التونسية لانتقادات كونها تلجأ إلى القوة المفرطة. وتقول "الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان" إن 14 شابا قتلوا خلال السنوات الفائتة إثر مواجهات مع الشرطة، منتقدة الافلات من العقاب.

كما تتهم منظمات غير حكومية قوات الأمن باعتماد أساليب تذكر بالدولة البوليسية في نظام زين العابدين بن علي، منذ أن احتكر الرئيس الحالي قيس سعيّد السلطات في البلاد.

المعارضة التونسية تتظاهر ضد سياسة الرئيس سعيّد وتدهور الوضع الاقتصادي

تظاهر الآلاف من انصار الأحزاب المعارضة في تونس السبت للتنديد بسياسة الرئيس قيس سعيّد ومطالبته بالرحيل وحمّلوه مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.

وجابت تظاهرة "جبهة الخلاص الوطني" وهي تكتل لأحزاب معارضة بما فيها حزب النهضة ذو المرجعية الاسلامية، شوارع رئيسية في العاصمة تونس وصولا إلى شارع الحبيب بورقيبة، ورددوا "ارحل ارحل" و"يا شعب ثورة ثورة على قيس الديكتاتور" و"الشعب يريد عزل الرئيس" و"يسقط يسقط الانقلاب".

تشهد تونس أزمة سياسية كبرى منذ احتكر سعيّد السلطات في 25 تموز/يوليو 2021، بإقالته رئيس الحكومة وتعليق أعمال البرلمان الذي كان يرأسه راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، قبل أن يحلّه.

وعدل سعيّد دستور البلاد والقانون الانتخابي ومن المقرّر تنظيم انتخابات نيابية نهاية العام لانتخاب برلمان جديد محدود الصلاحيات.

وقال القيادي في حزب النهضة ورئيس الحكومة السابق علي لعريض لفرانس برس إن التظاهرة "تعبر عن الغضب لما آلت إليه الأمور بقيادة قيس سعيّد ونقول له ارحل، هدفنا اسقاط الانقلاب".

وتابع "اذا استمرت القيادة السياسية الحالية لن يكون لتونس مستقبل. اليأس والفقر زادا والبطالة كذلك".

بالموازاة مع ذلك، نظم الحزب الدستوري الحرّ المناهض للاسلاميين تظاهرة في العاصمة.

وأفادت وزارة الداخلية وكالة فرانس برس بأن عدد متظاهري "جبهة الخلاص الوطني" كان في حدود 1500 شخص ولم يتجاوز الألف في تظاهرة الحزب الدستوري الحرّ.

ورفع المتظاهرون في شارع رئيسي في العاصمة سلالا فارغة في اشارة إلى تدهور القدرة الشرائية للتونسيين بسبب ارتفاع الأسعار ورردوا "يا شعب يا مقموع زاد الفقر زاد الجوع" و"يا شعب ثورة ثورة على حقك المنهوب".

وقالت الستينية سعاد وهي متقاعدة وتشارك في تظاهرة الدستوري الحرّ، "لم يفعل شيئا، زادت الأمور سوءا".
 
يؤكد الرئيس التونسي في غالبية خطاباته على ان ما يقوم به "تصحيح للمسار الثوري".

وأعلن صندوق النقد الدولي السبت توصله لاتفاق على مستوى الخبراء مع السلطات التونسية لمنحها قرضا بقيمة 1,9 مليار دولار على 48 شهرا، لمواجهة أزمة اقتصادية حادة مع ارتفاع نسبة التضخم إلى 9,1% والبطالة إلى 15,3% في بلاد تقطنها نحو 12 ملايين نسمة.

ومنذ اندلاع الأزمة الأوكرانية الروسية بدأت تونس تشهد نقصا في العديد من المنتجات على غرار الوقود والطحين والسكر وغيرها.

كما ان الوضع الاجتماعي في البلاد غير مستقر ومحتقن.

وخلال الأسبوع الحالي تظاهر سكان مدينة جرجيس (جنوب-شرق) لحث السلطات على البحث عن مهاجرين تونسيين مفقودين منذ اكثر من اسبوعين كما وقعت صدامات بين القوات الأمنية ومتظاهرين الجمعة في حيّ "التضامن" الشعبي في العاصمة اثر وفاة شاب أصيب خلال مطاردة نفذتها الشرطة.
أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و و

توجهوا الآن إلى للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.

يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر  أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على 


شارك
نشر في: 16/10/2022 10:11am
آخر تحديث: 16/10/2022 3:55pm
المصدر: AFP