رد وزير الخزانة جوش فرايدنبيرغ على الانتقادات الصينية اللاذعة التي طالت وزير الأمن الداخلي بيتر داتون بعد أن اتهام بكين له أنه "ببغاء" يكرر الانتقادات الأمريكية لطريقة تعامل الحكومة الصينية لتفشي وباء كورونا.
وكان متحدث باسم السفارة الصينية في كانبرا قد أصدر ردا على تعليقات داتون بضرورة تحلي الصين بشفافية أكبر حول منشأ فيروس كورونا.
وقال المتحدث باسم السفارة "من الواضح أنه قد تلقى تعليمات من واشنطن تطلب منه التعاون مع الولايات المتحدة في حربها الإعلامية ضد الصين." وأضافت السفارة أن تصريحات داتون أظهرت "جهلا وتعصبا أعمى" ما يثير قلقا أعم من أن "الساسة الأستراليين" يبدو أنهم "ببغاوات" تكرر التأكيدات الأمريكية.
لكن وزير الخزانة جوش فرايدنبيرغ قال صباح اليوم على شبكة ABC إن تصريحات المتحدث باسم السفارة "غير مرحب بها وغير مبررة" مؤكدا أن وزراء الحكومة الكبار سيستمرون في الحديث بصراحة حول المواضيع المتعلقة بأمن أستراليا الوطني.
وكان وزير الأمن الداخلي قد أشار الأسبوع الماضي إلى تعليقات الخارجية الأمريكية التي قالت إن لديها وثائق تكشف عن كيفية تفشي الفيروس. وطالب داتون الصين بالمزيد من الشفافية بخصوص هذا الأمر.
وقال داتون في تصريحات لشبكة القناة التاسعة "لا أعتقد أنني أطلب الكثير، هذا مطلب كان سيتم توجيهه إلينا لو كانت أستراليا هي بؤرة تفشي الفيروس للمجتمع الأوسع."
وقال داتون إنه لم ير الوثائق التي أشار إليها المسؤولين الأمريكيين، ما أدى إلى هذا الرد اللاذع من السفارة الصينية. وقال المتحدث باسم السفارة "الأمر المحير أنه دون رؤية تلك الوثائق، لما لم يتمكن من الانتظار قبل أن يطلب من الصين "شفافية أكبر"؟
Australia is pushing for an independent investigation into the spread and origins of the coronavirus pandemic. Source: AAP
وأضاف المتحدث "هذا يكشف تماما عن الجهل والتعصب الأعمى الذي يتمتع به داتون وكذلك عدم الاستقلالية وتلقي الأوامر من الغير، وهو أمر مثير للشفقة." وأكد على أن "من المعروف جيدا أنه مؤخرا بعض الناس في الولايات المتحدة بما فيهم مسؤولين على أعلى مستوى يقومون بالترويج "لفيروس المعلومات" المناهضة للصين."
وقال "هدفهم هو توجيه اللوم وتشتيت الانتباه من خلال تشويه سمعة الصين. ما فعلوه أمرا ليس أخلاقيا وليس مفيدا في محاولة حل مشاكلهم."
الانتقاد الصيني لم يقتصر على الوزير داتون لكنه طال وزيرة الخارجية ماريس باين والتي دعت إلى إجراء تحقيق مستقل في كيفية ظهور وباء كورونا وشككت في مدى شفافية الحكومة الشيوعية في الصين.
المتحدث باسم الخارجية الصينية جينغ شوانغ قال إن آراء السناتورة باين لا تعتمد على الحقائق واتهمها "بالرقص على أنغام" الولايات المتحدة. لكن أستراليا لا تزال تقود جهودا عالمية لفتح تحقيقا مستقلا في الأمر وناقشت الموضوع بالفعل مع ألمانيا وفرنسا.
رئيس الوزراء سكوت موريسون قال إن أستراليا ملتزمة بالسعي لعمل تحقيق مستقل رغم انتقادات الصين: "لا نسعى لعقد هذا التحقيق من أجل توجيه النقد للصين ولكننا نفعل دلك لما له من أهمية فيما يتعلق بالصحة العامة."
Foreign Minister Marise Payne speaks to the media during a press conference at Parliament House in Canberra. Source: AAP
وأضاف "من المهم للصحة العامة عالميا أن يكون هناك شفافية في الطريقة التي نحصل بها على تلك المعلومات مبكرا."
وتواجه الصين انتقادات متزايدة بسبب عدم وجود شفافية منذ أن ظهر فيروس كورونا نهاية العام الماضي في مدينة ووهان. لكن بكين تصر على أنها أبلغت منظمة الصحة العالمية مباشرة وتعاونت مع الشركاء الدوليين لمنع تفشي الوباء.
وجاءت انتقادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأكثر حدة حيث قال إن الصين ستواجه "عواقب" لو ثبت أنها مسؤولة عن الوباء.
Prime Minister Scott Morrison says it's too early to tell what the health impacts are of easing restrictions. Source: AAP
وقال وزير الخزانة إن العلاقات التجارية بين أستراليا والصين التي تعد أكبر شريك تجاري لها مستمرة رغم الخلافات السياسية والاستراتيجية: "بالطبع لدينا خلافات من وقت لآخر على المستويات السياسية والاستراتيجية."
مؤكدا "ولكن في النهاية، دور بيتر داتون، دور رئيس الوزراء، ودوري، وكل زملائنا، هو الدفاع عن المصالح الوطنية الأسترالية وهذا هو ما سنستمر في عمله."
