الأمم المتحدة تبدي "انزعاجها الشديد" لتدمير إسرائيل مكاتب إعلامية في غزة

الأمم المتحدة تبدي "انزعاجها الشديد" لتدمير سلاح الجوّ الإسرائيلي مبنىً في القطاع الفلسطيني يضمّ مكاتب لوسائل إعلام دولية. ومكتب الجزيرة في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل يدين قصف الجيش الإسرائيلي مبنى يضم مكتب القناة في قطاع غزة.

Smoke rises following Israeli airstrikes on a building in Gaza City on Friday, 14 May, 2021.

Smoke rises following Israeli airstrikes on a building in Gaza City on Friday, 14 May, 2021. Source: AP via AAP

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش السبت "سخطه" لحصيلة القتلى المدنيّين في غزة وأعرب عن "انزعاجه الشديد" لتدمير سلاح الجوّ الإسرائيلي مبنىً في القطاع الفلسطيني يضمّ مكاتب لوسائل إعلام دولية. 

وقال ستيفان دوجاريك المتحدّث باسم الأمين العام في بيان إنّ غوتيريش شعر "بانزعاج شديد من تدمير غارة جوية إسرائيلية اليوم بنايةً شاهقةً في مدينة غزّة كانت تضمّ مكاتب للعديد من المنظّمات الإعلامية الدولية".

وأضاف أنّ الأمين العام أبدى "سخطه" بسبب "تزايد أعداد الضحايا المدنيّين، ولا سيّما مقتل عشرة أفراد من نفس العائلة، بينهم أطفال، في غارة جوية إسرائيلية الليلة الماضية".

"الجزيرة" تعتبر تدمير إسرائيل مبنى في غزة يضم مكتبها "جريمة حرب"

دان مدير مكتب الجزيرة في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل قصف الجيش الإسرائيلي مبنى يضم مكتب القناة في قطاع غزة، ووصف الاستهداف بأنه "جريمة حرب" ترمي إلى "إسكات الأصوات الإعلامية". 

وتقصف إسرائيل منذ الإثنين القطاع الفلسطيني الذي تسيطر عليه حركة حماس وتطلق منه صواريخ باتجاه الدولة العبرية ردا على قمعها العنيف للمحتجين الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة. 

وأعلنت السلطات الصحيّة في غزة مقتل 145 شخصا، بينهم 41 طفلاً، وإصابة نحو 1100 آخرين جراء عمليات القصف الإسرائيلي. 

وقال مدير مكتب الجزيرة في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل وليد العمري في تصريحات بثتها القناة مباشرة إن استهداف مقر القناة في غزة "جريمة تضاف إلى مسلسل الجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة". 

وأضاف أن إسرائيل لا تريد "فقط نشر الدمار والقتل في غزة، وإنما تحاول إسكات الأصوات الإعلامية التي تشاهد وتوثق وتنقل حقيقة ما يجري في قطاع غزة"، مشددا على أن ذلك "أمر بطبيعة الحال مستحيل".
وشاهد صحافيون من وكالة فرانس برس عدداً من الصواريخ وهي تدمّر المبنى المكوّن من 13 طابقاً والذي يحوي أيضاً مكتب وكالة أسوشييتد برس الأميركية. 

من جهته، قال مراسل الجزيرة الإنكليزية في غزة صفوت الكحلوت "أعمل هنا منذ 11 عاما. غطيت عدة أحداث من هذا المبنى. الآن اختفى كله في ثوان"، وفق ما نقل عنه حساب القناة الإنكليزية في تويتر.

وزعم الجيش الإسرائيلي أنه توجد معدات عسكرية لحركة حماس في المبنى، وأن هذه الأخيرة تستعمل الصحافيين "دروعا بشرية". وشدد الجيش أنه أبلغ "المدنيين" الذين كانوا في المبنى بضرورة إخلائه لأنّه على وشك قصفه.

وفي واشنطن أعلن البيت الأبيض أنّه "أبلغ الإسرائيليين مباشرةً بأنّ ضمان سلامة الصحافيين ووسائل الإعلام المستقلّة هو مسؤولية بالغة الأهمية"، وفقاً لتغريدة نشرتها المتحدثة باسمه جين ساكي.

وفي باريس أكّدت وكالة فرانس برس على لسان رئيسها التنفيذي فابريس فريس "تضامنها الكامل مع وسائل الإعلام التي دمّرت مكاتبها في غزة"، مطالبة باحترام "الحقّ في الإعلام".

بدوره قال فيل شيتويند مدير الأخبار في فرانس برس "لقد صُدمنا بشدّة لواقع أنّ مكاتب إعلامية استُهدفت بهذه الطريقة".

وأطلقت منظمات فلسطينية مسلحة أكثر من 2300 صاروخ وقذيفة على إسرائيل من قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص بينهم طفل وإصابة 560 آخرين. 

على غرار ما حصل في أوروبا وكندا، شهدت الولايات المتّحدة السبت مسيرات مؤيّدة للفلسطينيين شارك فيها آلاف المتظاهرين الذين رفعوا لافتات تطالب بوقف الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة ورددّوا هتافات تناشد إدارة الرئيس جو بايدن التوقّف عن دعم الدولة العبرية. 

وفي نيويوك تجمّع حوالى ألفي متظاهر في منطقة باي ريفر في حيّ بروكلين حيث رفعوا الأعلام الفلسطينية وردّدوا هتاف "فلسطين حرّة حرّة" و"من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرّة". 

وجرت تظاهرات مماثلة في عدد من المدن الأميركية الأخرى، ولا سيّما بوسطن وواشنطن وديربورن وميشيغان. 

وقالت المتظاهرة أليسون زامبرانو وهي طالبة تبلغ من العمر 20 عاماً وأتت من كونيتيكت المجاورة للتظاهر في نيويورك إنّ "للفلسطينيين الحقّ في العيش بحريّة ولا ينبغي لأطفال غزة أن يُقتلوا". 

بدوره قال مشهور أحمد وهو فلسطيني يبلغ من العمر 73 عاماً ويعيش في نيويورك منذ 50 عاماً "أطالب بايدن وحكومته بالتوقّف عن دعم القتل. إدعموا الضحايا، أوقفوا الاضطهاد".

 وأعرب بايدن السبت خلال محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن "قلقه البالغ" إزاء تصاعد أعمال العنف في إسرائيل وقطاع غزة، كما أكّد خلال محادثة مماثلة مع الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس على ضرورة أن توقف حركة حماس إطلاق الصواريخ على الدولة العبرية. 

والسبت نزل آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في العديد من المدن الأوروبية والكندية للتضامن مع الفلسطينيين.


شارك
نشر في: 16/05/2021 11:37am
By Manal Al-Ani
المصدر: AAP, SBS