أستراليا متأخرة كثيرا في طرح اللقاح.. لكن لا داع للذعر

هناك مخاطر في تسريع عملية التلقيح المعقدة والإنتاج المحلي سيسهل الأمور

governer

الحاكم العام ديفيد هيرلي يتلقى لقاح كوفيد-19 في مركز طبي محلي في كانبرا اليوم. Source: AAP

واجه المسؤول في وزارة الصحة بريندان ميرفي لجنة خاصة في مجلس الشيوخ لمناقشة التأخيرات المحتملة في الجدول الزمني الحكومي لطرح اللقاح. جاء هذا في 11 آذار/ مارس أي بعد عام بالضبط من إعلان منظمة الصحة العالمية كوفيد كجائحة.
وبداية، تعهدت الحكومة الفيدرالية بتلقيح 4 ملايين أسترالي بالغ بحلول أوائل أبريل/نيسان، وجميع البالغين المتبقين بحلول أكتوبر.

 ولكن نظرًا لأن كل لقاح من لقاحات كوفيد-19 المعتمدة يتطلب حقنتين، لم يكن واضحا ما إذا كانت هذه المواعيد النهائية تشير إلى التطعيم الكامل أم مجرد الحصول على الجرعة الأولى.

إلا أن ميرفي استند على أن هذا الاختلاف ليس واضحا كما قد يبدو، بسبب الأدلة المعقدة والمتطورة حول الفاصل الزمني للجرعة الذي يوفر لمتلقي اللقاح أفضل حماية.

وشرح أمام لجنة من مجلس الشيوخ قائلا "تم عمل النمذجة الأصلية في نهاية أكتوبر عندما كان لدينا جرعة مخططة  لأخذها خلال أربعة أسابيع مع أسترازنيكا."

وتابع "الآن نعطي الجرعة الثانية في فترة 12 أسبوعًا..أظن أنه من غير المحتمل أن نكمل الجرعات الثانية من اللقاحات بحلول أكتوبر."
علاوة على ذلك، أشار ميرفي أيضًا أن "الجرعة الأولى تكاد تكون جيدة مثل الجرعة الثانية" من حيث منح المناعة.

إلى جانب المواعيد النهائية المبسطة الواضحة، هناك أيضا حقيقة أن بدء إطلاق عملية لوجستية معقدة للغاية، تشمل تصنيع اللقاح ونقله وتخزينه وإعطائه في ظل ظروف محددة للغاية.

البداية

انطلق برنامج التلقيح ضد كوفيد-19 الأسترالي في 21 فبراير. وبحسب شبكة أي بي سي شخصا فقد تلقى 159294 ألف شخص الجرعة الأولى. كما تشير بيانات التي نشرتها صحيفة ذا غارديان إلى أنه يجب إعطاء مليوني جرعة بحلول منتصف مارس لتحقيق هدف أبريل.

وفي نفس السياق، تشير الأبحاث الأولية أيضًا إلى أن أستراليا بحاجة إلى إعطاء 200000 جرعة يوميا، في المتوسط ، حتى الموعد النهائي في أكتوبر.

كيف تسير الأمور؟

من المنطقي أن نتوقع أننا قد تبدأ هذ العملية ببطء. كما يمكننا الافتراض بأن المعدل سيرتفع بمجرد أن تبدأ شركة CSL بإنتاج لقاح أسترازانيكا محليا، في نهاية الشهر، بهدف إنتاج مليون جرعة أسبوعيا.

وبصرف النظر عن أي مشاكل تتعلق بالتصنيع نفسه، هناك ميزة وجود أنظمة لوجستية لنقل اللقاح وتخزينه، وبرامج تدريب للمهنيين الطبيين ومراكز اللقاح لإدارته.

كما أن التصنيع المحلي يتطلب وقت شحن أقصر من الشحن الدولي، ما يساعد على تقليل المخاطر.

والسؤال هنا؟ هل أستراليا متأخرة في طرح لقاح كوفيد-19 نعم؟. هل ستسرع عملية التلقيح؟ على الأرجح نعم.

مخاطر السرعة في طرح اللقاح

هناك مخاطر في تسريع العمل والضغط على سلسلة الإمداد لمجرد بلوغ الموعد نهائي. وحتى مع أفضل الخطط و عمليات التحكم، فإن أنظمة سلسلة التوريد الجديدة تشتهر بالهشاشة والضعف تحت الضغط المفرط.

هذا ظهر جليا في بلدان مختلفة، حيث عانى الاتحاد الأوروبي من تأخيرات في إمدادات اللقاح ومنع إرسال شحنة إلى أستراليا.

كما عرقلت عملية طرح اللقاح في الولايات المتحدة بسبب العواصف الشتوية الشديدة والأمور التعاقدية وحرائق المصانع. إضافة إلى هذا، أوقفت بعض الدول إطلاق لقاح أسترازانيكا مؤقتا وسط مخاوف من الآثار الجانبية.

ويستمر الجدل الأخلاقي حول حاجة الدول الغنية إلى مشاركة مخزونات اللقاحات مع الدول الفقيرة.

ولا مفر أيضا من وقوع حوادث مؤسفة ، لكن التسرع المفرط يزيد من المخاطر. وخير مثال على هذا، إعطاء مرضى عن طريق الخطأ جرعات متعددة من اللقاح من قبل أطباء دون تدريب كافٍ، والجرعات التي تلفت بسبب خطأ في فيكتوريا.

نعم، من حق الجمهور مساءلة الحكومة الفيدرالية بشأن وعودها الخاصة بالجدول الزمني لطرح اللقاح. ولكن كما تنص سياسة طرح اللقاح الرسمية للحكومة الفيدرالية، فإن العملية برمتها "معقدة وغير نمطية".

ومقارنة بغيرها من البلدان، تمكنت أستراليا من التعامل مع الأزمة بشكل جيد.

وبالنظر إلى هذه الحقيقة، والتحديات الفريدة لإطلاق اللقاح بنجاح، سيكون من الحكمة بالتأكيد أن تقلل الحكومة من الوعد والإفراط في تقديم لقاحات كوفيد-19.

هذا المقال منقول عن

 المعلومات عن فيروس كورونا على SBS بلغتك 

المعلومات الحكومية عن فيروس كورونا

وزارة الصحة - معلومات عن لقاح COVID-19 .

وزارة الشؤون الداخلية - معلومات COVID-19 



شارك
نشر في: 26/03/2021 3:29pm
آخر تحديث: 12/08/2022 3:11pm
By Josh Fernandes, Jameel Karaki